أكثرية المبعدين في العالم ينبعون من فئات لا برج لها في الأساس. وهذا ينطبق على البحرينيين الذين لا برج لهم. ولو فتح لهم المجال قليلا لتحولوا إلى أصحاب بروج. هذه مجمل الأفكار التي تطرق إليها مرزوق مع أحد الأشخاص الذين احتفظوا في كمبيوترهم الشخصي بإنتاجات بحرينية، بعضها مجهول الهوية، ولكنه حقق شهرة غير رسمية.
آخر تلك الإنتاجات هي أغنية «كتش آب» البحرينية التي وزعها منتجوها على الانترنت وأعجبت أناسا كثيرين. فالأغنية الاسبانية أصبحت بحرينية المفردات وبحرينية الأداء...
وهكذا قام شخص ممن لا برج لهم بجمع بعض الكلمات «الهرار» وخلق منها أغنية على نغم الأغنية الإسبانية...
المغني وجماعته (عديمو الأبراج) يرددون عبارات بحرينية «بلا برج»... وكلما حاولت متابعتهم لكتابة الكلمات أجد نفسي أفقدها لأنها «بلا برج».
الكلمات بلا معنى تماما كما هو الحال مع الأغنية الأصلية... فالأغنية الأصلية لو ترجمت إلى العربية فهي مجموعة من عبارات غير مترابطة وحتى الأسبان لا يفهمون ماذا تريد قوله الأغنية، ولا يبدو أن الذين يستمعون إليها يهتمون بمحتواها...
غير أن أصحاب النسخة البحرينية للأغنية سيكون برجهم تعيسا لو عرفت الفرقة «كتش آب» عنهم وعن «الهرار» الذي يحمل اسمهم.
ومرة كان الشاعر الإيراني حافظ الشيرازي يمر في مكان وكان أحد العمال يصنع طابوقا طينيا وهو يردد أشعار حافظ بصورة مكسرة، فما كان من حافظ إلا ان خلع نعليه وبدأ يركض على الطابوق الطيني قبل أن يجف وخرب الطابوق. وعندما احتج العامل على ذلك الفعل، قال له حافظ هذا ما كنت تعمله في أشعاري!
قبل «كتش آب» البحرينية كان قبل سنتين أحد الأشخاص الذين بلا برج قد تسبب في أرباح لبتلكو لأن الناس كانت تتصل برقم هاتف للاستماع للنكتة بعد ان تحدث عن «سعيدوه» الذي قتل الغنمة بعد أن أعطاها «مشموما» بدلا من «الجت».
وكان صاحب الغنمة (أخوه) قد ذهب إلى الحج ووصاه بها ولكنه عاد ليراها ميتة.
«سعيدوه» و«كتش آب» إبداع بحريني، ولكن أين هم؟
أما «كتش آب» البحرينية (الهرار) فيقول بعضها ما يأتي: «يوم الجمعة الساعة تسعة ماشي بسرعة رايح الجامعة... رحت اللكتشر (المحاضرة)، الاستاذ صاير نزر قام طنقر، قال لي متأخر... قلت له البارحة أنا ما نمت، خلص الفوتشر (بطاقة الهاتف) وأنا اشتغل... قلت اتباعد عني فيني نومه ما لي خلقك، كله منك ... ويش هالحالة حدي مفلّس... (مفلس، مفلس، مفلس).... أها، أهي، أها... البحرين، السيف، العدلية، المعارض، القهاوي، جدعلي، بوكواره، كلهم وحشوني...
إقرأ أيضا لـ "حظك يا مرزوق"العدد 219 - السبت 12 أبريل 2003م الموافق 09 صفر 1424هـ