ترددت انباء عن مقتل علي حسن المجيد بعد قصف الطائرات الاميركية لمنزله في البصرة.
ولد علي حسن المجيد العام 1956 في بلدة تكريت الواقعة إلى الشمال من بغداد.
هو ابن عم الرئيس العراقي صدام حسين، وأحد أعمدة حزب البعث الحاكم.
اشتهر المجيد باسم «علي الكيماوي» بعد ان قام بضرب الأكراد في شمال العراق بالأسلحة الكيماوية العام 1987.
كان المجيد قد عُيِّن مسئولا عن شمال العراق في ذلك الوقت، ليبدأ حملة على الأكراد بهدف سحق تمردهم، وهي الحملة التي وصفتها المنظمات الكردية بأنها «إبادة جماعية».
أصدر المجيد مرسوما في الثالث من يناير/كانون الثاني 1987 بأن على القوات العراقية قتل أي انسان او حيوان في المنطقة التي شهدت التمرد.
بعد ذلك تم شن هجوم بالغازات على المناطق الكردية راح ضحيتها عشرات الآلاف من الأكراد.
بعد الهجوم العراقي على الكويت تم تعيين المجيد محافظا لما اسمته السلطات العراقية وقتها «المحافظة العراقية رقم 19»، وهي الكويت.
على رغم انه تم اقصاؤه من منصبه لاحقا في نوفمبر/تشرين الثاني 1990، فإن صدام حسين عينه وزيرا للداخلية، ثم وزيرا للدفاع من 1991 الى 1995 ثم أعفي من المناصب الوزارية، إلا انه استمر في شغل موقعه عضوا في مجلس قيادة الثورة العراقية ومسئولا عن حزب البعث في محافظة صلاح الدين التي تضم مدينة تكريت، مسقط رأس صدام حسين.
واجه المجيد موقفا صعبا العام 1995 حين قام أبناء أخيه، حسين كامل المجيد وصدام كامل المجيد وهما في الوقت نفسه زوجا ابنتي صدام حسين، بالهروب الى الأردن مع اسرتيهما.
غير ان المجيد تصرف بقسوة بالغة، إذ قاد ما اسمته الصحف العراقية الرسمية «الصولة الجهادية» لعقاب ابني اخيه على خيانتهما لصدام، وانتهى الأمر بقتلهما وقتل ابيهما (شقيق المجيد) وغيرهما من «الخونة» من الاسرة.
بذلك أثبت ان ولاءه لصدام حسين يصل الى حد التضحية بالأخ إذا استلزم الامر.
لم يشغل المجيد في السنوات الأخيرة أي منصب وزاري حتى أصدر صدام حسين قرارا في 15 مارس/آذار 2003 بتعيينه قائدا لجنوب العراق، وذلك بعد تقسيم العراق الى أربعة اقاليم بهدف تنظيم الوضع عسكريا استعدادا للحرب.
قام بجولة دبلوماسية في يناير 2003 الى سورية ولبنان في الوقت الذي شهد تصاعد الأزمة بين العراق والولايات المتحدة، غير ان جولته قوبلت بصعاب كثيرة، فقد أخبر المسئولون المصريون الحكومة العراقية بأنهم لن يرحبوا به في القاهرة، كما رفضت الأردن استقباله، وطالب رئيس منظمة حقوق الانسان الدولية باعتقاله ومحاكمته
العدد 219 - السبت 12 أبريل 2003م الموافق 09 صفر 1424هـ