مازالت الكثير من الرسائل تصلنا في الصحافة ساخطة على قانون أمن الصحافة السيئ الصيت... لم نكن نتوقع ان ردود الفعل ستكون بهذا الحجم وبهذا الغضب... الرسائل مليئة بالحزن، ومثقلة بالاحباط، ومكتنزة بالسخط ساخطة على الموقف الذي تعرض له الصحافي حسين خلف... والكل يتساءل: ما الذي حدث؟ وإلى اين نحن سائرون؟ البعض تعاطف وقام بالاتصال، والآخر بعث مواساته وتضامنه عبر البريد الإلكتروني والبعض باللقاء، وكلٌ على طريقته الخاصة والكل استاء من نقطة جوهرية اصبحت محل تذمر وتعجب واستغراب... وهو استغلال المنصب الوزاري للضغط، واستخدام النفوذ في محاربة الصحافة سواء عبر حجب المعلومات الرسمية التي هي ملك للدولة وحق من حقوق الشعب فيجب ان توزع بطريقة متساوية لجميع الصحف بعيدا عن الانتصار لصالح الحصص الخاصة.
ردود الفعل كانت من جميع شعب البحرين بطائفتيه الكريمتين... نددوا بقانون أمن الصحافة السيئ الصيت واعلنوا تضامنهم وتذمرهم من محاولات بعض الوزراء «التكويش» على كل شيء وحجب الكلمة الحرة، ومحاولة اسقاط بعض الصحف بعد أن أثمرت الساحة بتنافس ايجابي وخلقت مناخات هي في نهاية المطاف ستكون لصالح الصحافة وتاريخ الصحافة البحرينية... وهنا لا استطيع ان اقدم كل الرسائل معتذرا لكل القراء المتضامنين ولكني اكتفي عبر هذه المساحة ان انقل بعض رسائلهم، والتي تدل حقيقة على روحية هذا الشعب الكريم، ومدى تحسسه لما يمر به الصحافيون من ضغط وتلويح بعصا القانون او بجرجرة الى المحاكم.
- المواطن ض. أ «ان لدي لقاءات كثيرة مع خليجيين اصبحوا الآن سعداء للصحافة البحرينية خصوصا بعد ارتفاع سقف حرية الكلمة في الصحف، لقد سعدوا لذلك كثيرا ولكنهم حزنوا لقانون الصحافة الجديد».
- المواطن ع. س: «الا يعلم بعض هؤلاء الوزراء بأن حرية الصحافة هي المتنفس الذي من خلاله تتبخر منه تلك الاحتقانات الشعبية سواء من الفساد المالي والاداري او من حال الفقر التي يمر بها الناس، الناس صوتوا للميثاق من أجل حريتهم... فالناس لن تقرأ الصحافة البحرينية إذا تحولت إلى موظف علاقات عامة لوزارة الاعلام... او موظف للسلطة التنفيذية».
- م. ع: «لقد قامت الحكومة بحل بعض مشكلاتنا عبر الصحافة الحرة... وأصبحنا نوصل صوت الشارع الى المسئول... وهذه ايجابية يجب ان نحافظ عليها... ولسنا معنيين بان يستغل نفوذ خاص تجاري لتلغى صحافة من أجل صحافة خاصة... والسؤال يبقى: لماذا هذه الانتقائية في كل شيء... تلك هي مشكلة التقاء المنصب مع التجارة... ولكن لماذا لا يتم التدخل لايقاف استغلال النفوذ للمصالح الشخصية».
- د. م: «القانون يجب ألا يتحول الى ارجوحة تعلو وتهبط لدى بعض المتنفذين... الناس تبحث عن صحافة تحب الناس، لا صحافة غرام وغزل مع الوزير أو صحافة تقوم بالتصفيق على كل شيء».
- ع. و «نحن نعلن تضامننا مع الصحافة البحرينية - كل الصحافة بلا استثناء - ونقول: ان قانون الصحافة البحريني قانون جائر، تسلطي يذكرنا بزمن تكميم الافواه وهو يعيد التأزمات». هكذا هو نبض الشارع... الحرية هي الاغلى فلا يمكن ان تستبدل الصحافة الناقدة بصحافة الاعلانات أو الطبخ... أمل الصحافيين في البحرين في كل الصحف... ان يرفعوا صوت الحقيقة الناقدة حتى ولو غضب هذا الوزير او رضي ذاك... المهم ان ترضى الحقيقة ويبتسم الوطن
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 219 - السبت 12 أبريل 2003م الموافق 09 صفر 1424هـ