قالت وكالة الطاقة الدولية امس الخميس ان السعودية والكويت وفنزويلا عوضت النقص الناجم عن غياب النفط العراقي والنيجيري الشهر الماضي وزادت عليه ولكن ذلك تم على حساب الطاقة الفائضة لمنظمة الدول المصدرة للنفط «اوبك»، وذكر التقرير الشهري لوكالة الطاقة الدولية أنه (على رغم التوقعات بتراجع الطلب على نفط اوبك في الربع الثاني الذي يتسم موسميا بضعف الطلب فإن الدعوات التي صدرت حديثا لخفض الانتاج في اجتماع طارئ لـ «اوبك» يعقد في 24 ابريل/ نيسان قد لا تكون حصيفة).
واضاف التقرير: «قد يكون من السابق لاوانه الحديث عن خفض الانتاج مع استمرار تعطل الانتاج في العراق ونيجيريا وفنزويلا في الوقت الذي لاتزال فيه مخزونات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية منخفضة، وتشتد المخاوف بشأن امدادات البنزين في الصيف».
وتابع التقرير: «في حين سينخفض طلب الدول الاعضاء في الوكالة على نفط «اوبك» بمقدار 2,7 مليون برميل يوميا في الربع الثاني من العام فإن اي خفض في الانتاج من شأنه الحد من القدرة على اعادة ملء المخزونات قبل الصيف».
وتحول الاهتمام من المخاوف من نقص الامدادات الى مخاوف من زيادة المعروض بعد ان تمكنت «اوبك» من تعويض نقص الامدادات في مارس/ اذار الماضي بسبب الحرب التي تقودها الولايات المتحدة على العراق واعمال العنف العرقية في نيجيريا.
وعلى رغم توقف انتاج العراق اعتبارا من 20 مارس وتعطل اكثر من ثلث انتاج نيجيريا قال تقرير الوكالة: (ان «اوبك» زادت انتاجها بمقدار 95 ألف برميل يوميا ليبلغ 27,31 مليون برميل الشهر الماضي)، وتابع التقرير: (ثقة المستثمرين تتزايد في حين ان السوق يمكنها التغلب على العاصفة الناجمة عن تعطل امدادات العراق وفنزويلا ونيجيريا).
وباستبعاد العراق زادت الدول الاعضاء في «اوبك» المحكومة بنظام الحصص انتاجها بمقدار 1,13 مليون برميل الى 25,86 مليون برميل يوميا، وقال التقرير: «ان هذا يمثل زيادة قدرها 1,4 مليون برميل على سقف انتاج المنظمة جاءت غالبيتها من السعودية التي زادت انتاجها الى ما يقدر بنحو 9,32 ملايين برميل يوميا في مارس، وفي النصف الثاني من مارس قدر انتاج السعودية بنحو 9,5 ملايين برميل يوميا».
وقالت الوكالة: «ان انتاج فنزويلا انتعش بأسرع من المتوقع ليبلغ 2,1 مليون برميل يوميا بحلول نهاية الشهر»، لكنها رجحت ألا يرتفع الانتاج بأكثر من 300 ألف برميل يوميا اذ يعتقد ان الاضرابات التي شهدتها البلاد قد خفضت الطاقة الانتاجية بمقدار 400 ألف برميل يوميا.
والآن لم يعد لدى الدول التسع الاعضاء في«اوبك» باستبعاد العراق وفنزويلا سوى 1,23 مليون برميل من الطاقة الانتاجية الفائضة انخفاضا من 1,67 مليون في فبراير/شباط.
وقال التقرير: «مع محدودية الطاقة الانتاجية الفائضة فإن اي تعطل طويل الأجل في انتاج العراق او نيجيريا او اي مكان آخر سيبرز مدى صعوبة او حتى استحالة ادارة السوق موسميا بشكل فعال ومستقر».
وقفز انتاج النفط العالمي في مارس بمقدار 740 ألف برميل يوميا الى 80,27 مليون برميل يوميا بارتفاع 4,44 ملايين برميل يوميا على مستواه قبل عام.
وعلى صعيد متصل قال مصدر في «اوبك» امس انه: (مازال يتعين على وزراء المنظمة تأكيد موعد عقد اجتماع طارئ اقترح رئيس «اوبك» عبدالله العطية عقده يوم 24 ابريل الجاري)، وتابع : «ان السعودية اقترحت عقد الاجتماع يوم السابع من مايو/أيار المقبل لكنها ستلتزم برأي الغالبية اذا فضلت موعد 24 ابريل».
وما زاد الامر تعقيدا ان الكويت تريد عقد الاجتماع يوم 27 او 28 ابريل، وحتى الآن وافقت اربع دول من الاعضاء في المنظمة على موعد 24 ابريل
العدد 217 - الخميس 10 أبريل 2003م الموافق 07 صفر 1424هـ