العدد 216 - الأربعاء 09 أبريل 2003م الموافق 06 صفر 1424هـ

صاح... بي

يداهمني صوته الجارح هاتفا: آن لهذه الأمة أن تتحول إلى صباحاتها المؤجلة... نَخَرَ الليل في عظامها حتى استحالت إلى خربات بطول وعرض هذا الوطن الممتد من الوجع حتى حدود الكوارث!.

يداهمني صوته الطالع من عزلته الدهرية... صارخا في صدأ الترسانات، وتدلي الكروش، وإشاعة البلادات، وهيمنة الحمقى، وريادة المصابين بأورام الغباء، والمتصدرين الشاشات المكتظة بالبغاء السياسي والأخلاقي!.

يطلع كأنه القضاء/ الحتف صارخا بي: آن لك أن تعيد النظر في وجودك/ العدم، كن فاصلة في ثرثرة اللغة... كن ضوءا في سيادة الحلكة... كن نبيلا في هيمنة التواطؤ... كن حرا في سيادة القيود... كن صرخة تعري فقه الصمت... كن توازنا في حاكمية التذبذب... كن رأسا في نجومية الأحذية... كن تأملا في استفحال الرصد العسكري... كن صحوة في شعبية الخدر... كن نهرا في طوفان الرمل... كن زرقة في الحلك... كن نشيدا في تعميم المآتم والجنازات... كن رجلا في تسيد الجنس الثالث... كن شهما في سريان التخاذل... كن لعنة في تفشي الحمد الكاذب... كن (ألفا) في التداعي... كن بسملة تعيد التوازن إلى التهور... كن رحمة في غلظة النطع... كن مربكا في ادعاء الثقة... كن وغدا أمام الاستباحات... كن راعفا في التخثر... كن ورادا في الصدور... كن مدلهما في الصباحات الغبية... كن فارعا في هيمنة التراب... كن فظا أمام القتلة... كن متهورا أمام التبجح... كن وجودا في صيت العدم ... كن أبا ليتم مقيم ... كن طليعة في التراجع ... كن مبهرا في انهمار السخافات!!!.

تداهمني روحه التي تخرج المادة من عاديتها ... أرمقه بقليل من أمل ، فيحيلني الى موهبة تنحر اليأس في عقر داره ... يداهمني لظاه فأستحيل ماء يستدرج حشر العالم في استواء الظمأ ... أتأمل قيامته التي استعصت على الرصد وطوابير الكتبة !!!.

قال لي: بيدك أن تحيل ذروة يأسك إلى سماء ... بيدك أن تحيل التراب على مهرجانات ذرى ... بيدك أن تحيل رجسك إلى صلاة ... بيدك أن تحيل صلواتهم إلى رجس ... بيدك أن تحلق بأجنحة من يقين ... بيدك أن تربك العالم بالشك !!!.

مستسلم لخطاي

للدرب المؤجلة الوصول

سئمت أخطائي

سئمت النص في لغة العدو

سئمت أسمائي ... مسائي

والمسيء إلي

هل ابدو مصابا بالحنين؟

وهل يذكرني غيابي بالحضور؟

لم الخطى تمضي إلى حيث السدى؟

يقول المغني : إذا كان لا بد

من وتر جارح

فلتبدأ الأغنية...

وليبدأ الناي احزانه

في صفات الكلام ...

أفقت على البن منكسرا

في فناجين منذورة للغياب ...

أفقت على الوقت

يرتجل «النهاوند» في غرفة الغاز

وفي حفلة الفاتحة...

زماني فقير...

وجرحي يمد خطاه إلي

إلى الحاسة السادسة...

وروحي بأفراحها عابسة...

أقاوم معناي

أعالج يأسي بيأس الأمل

أقاسمني قدحا مفرطا في الغباء...

فيهتف ذات المغني:

سلام عليك فماذا؟

وماذا العمل؟

أعيد تصفح روحي

وأمضي إلى اللهو حرا..





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً