العدد 215 - الثلثاء 08 أبريل 2003م الموافق 05 صفر 1424هـ

الغزو يسقط قنابل تزن 2000 رطل على المباني الحكومية والمدنية

الغزاة يستهدفون مجمع الصحافيين لحجب الحقيقة

بدأ الغزو يطبق نظرية صقور البيت الأبيض باستهداف القصف الصاروخي جميع المناطق في قلب العراق (بغداد) من دون تمييز بين مقر عسكري أو أحياء مدنية. فعمل الغزو الانجلو - أميركي على توجيه غاراته نحو فندق فلسطين الذي يسكنه مجموعة من الصحافيين العرب والأجانب أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى، في وقت مازالت المقاومة العراقية تستبسل لدحر تقدم الاحتلال، حسبما أعلن وزير الإعلام العراقي محمد سعيد الصحاف.

لقي عدد من الصحافيين خلال هذه الحرب مصرعهم نتيجة قصف الأماكن الموجودين فيها وجرح آخرون. ومن بين من قتلوا أمس صحافي قناة الجزيرة طارق أيوب وصحافي اسباني ومصور تابع لقناة رويترز. ( التفاصيل ص4)

إمدادات في أم قصر

وصلت ثالث سفينة محملة بحوالي 200 طن من الرز والشاي إلى ميناء أم قصر، جنوب العراق. وعلى رغم ان البريطانيين أكدوا ان الأغذية سيجري نقلها إلى مخازن ثم سترسل لتوزيعها على المناطق الأكثر حاجة إليها إلا ان بعض عمال الميناء يشعرون بإحباط لبطء تسليم المعونات إلى أم قصر قائلين إنهم قاموا بتفريغ السفينة «السير جلاهاد» التي كانت أول سفينة ترسو في أم قصر مرتين لكن الأغذية لم تظهر بعد في منازلهم.

أعمال نهب في البصرة

تدفق البشر والسيارات في شوارع البصرة أمس بعد يوم من دخول القوات البريطانية إلى قلب ثاني اكبر المدن العراقية وعبر كثيرون من القاطنين في البصرة عن غضبهم لنقص المياه وتعطل القانون والنظام. وكان الناس غاضبين كذلك من أعمال السلب والنهب والتي بدأت عندما كانت القوات البريطانية تسعى إلى السيطرة على البصرة.

وفي مقر قيادة الحرب في قطر قال الكابتن آل لوكوود لرويترز «اعتقد اننا نستطيع القول بثقة ان المدينة حررت» لكنها «ليست آمنة تماما بعد. فربما ظلت هناك بعض جيوب المقاومة»، و«ونجري عمليات بحث لتحديد مواقع جيوب المقاومة التي نعرف انها موجودة».

وقال المتحدث العسكري البريطاني الكولونيل كريس فيرنون إن القوات البريطانية تسيطر بصورة كاملة على الوضع في مدينة البصرة، مشيرا إلى انه لا توجد أزمة إنسانية حاليا في المدينة.

وأضاف فيرنون في مؤتمر صحافي عقده في مقر القيادة المركزية لقوات التحالف في الدوحة أن زعيما قبليا محليا يساهم حاليا في عملية تشكيل قيادة جديدة في البصرة، وأن الجيش البريطاني يسعى إلى الحصول على المساندة من منظمات الإغاثة لدعم الوضع الإنساني في البصرة. كما قال رئيس أركان القوات البريطانية في مركز القيادة المركزية في قطر، الميجور - جنرال بيتر وال، إن القوات لن تحاول في الوقت الراهن، وقف نهب المنازل والمتاجر في البصرة. وقال لهيئة الإذاعة البريطانية «بي. بي. سي»: «إنه بالطبع ليس بالشيء المأمول الذي يبعث على السرور، لكن من الصعب جدا التنبؤ بالكيفية التي يتصرف بها شعب تحرر بعد 20 عاما من الاضطهاد عندما يحصل فجأة على بعض الحرية».

اشتباكات في الناصرية

ذكر راديو لندن أن قتالا اندلع في مدينة الناصرية في جنوب العراق بين من يعتقد أنها «مجموعات عراقية متنافسة».

وقال مراسل الراديو في المدينة ان التراشق بالنيران شمل أسلحة أوتوماتيكية وقذائف الهاون بين ميليشيا «فدائيو صدام» والقوات المحلية المعارضة لصدام، وقد نفت القوات الأميركية أن تكون لها علاقة بهذا القتال. وأشار الراديو إلى أن هذه الاشتباكات تأتى عشية خروج موكب عبر شوارع الناصرية بقيادة زعيم المؤتمر الوطني العراقي المعارض أحمد الجلبي ومئات من أنصاره.

النجف وكربلاء

أعلن مسئولون ان السلطات الأميركية تحقق في أعراض ظهرت على خمسة جنود أميركيين تدل على تعرضهم لغاز الخردل بعد ان زاروا الاثنين مستودعا عراقيا للذخائر. وينتمي هؤلاء الجنود إلى اللواء الأول في الفرقة المجوقلة 101. وقال الضابط في استخبارات الجيش الكابتن ادم ماسترياني إنهم يعانون من غثيان وبثور في الجلد منذ ان دخلوا مبنى يضم ذخائر عراقية.

وأوضح ان الاختبارات الأولية كشفت ان المادة الموجودة في المبنى هي غاز الخردل لكن تجري فحوص أكثر دقة لتأكيد هذه النتيجة.

وإذا تأكد ان هذه الأعراض ناجمة عن غاز الخردل، فإن ذلك سيكون الدليل على ان نظام الرئيس العراقي صدام حسين أخفى معلومات في هذا الشأن ولم يكن صادقا في تأكيده ان بلاده لا تمتلك أسلحة للدمار الشامل.

في الوقت ذاته، صرح المعارض العراقي عبدالمجيد الخوئي من النجف ان العتبات الشيعية المقدسة في النجف وكربلاء لم تتضرر في المواجهات بين قوات التحالف والجيش العراقي. وقال الخوئي: «لم تطلق أية رصاصة على ضريح» الإمام علي وإنه «ليس هناك أي جندي عراقي في مدينتي النجف وكربلاء».

مطالبة الغزاة بالاستسلام

قال وزير الإعلام العراقي محمد سعيد الصحاف ان القوات العراقية أحرقت عددا من دبابات القوات الغازية بمعسكر الرشيد في بغداد وحاصرت دبابات أخرى بعد ان عزلتها عن القوة المهاجمة.

وكانت قوات من مشاة البحرية الأميركية قد هاجمت مطار الرشيد العسكري بجنوب شرق بغداد على بعد نحو خمسة كيلومترات عن وسط بغداد، وفي وقت لاحق هاجمت طائرات أميركية مجمع الرشيد للحرس الجمهوري على طريق الكوت السريع. «قطعناهم الآن. الآن الذين في داخل المدينة مؤخرتهم مقطوعة من أطراف معسكر الرشيد وسنقطع الجزء الآخر الذي جاء عن طريق الدُوْرة».

وقال الصحاف «قصفوا مقر قناة «الجزيرة» وقصفوا مقر «تلفزيون أبوظبي»، وهم في حال من الهستيريا والاستعجال خائبين يتصورون انه بقصف المدنيين سيربحون. لن يربحوا هؤلاء الأوغاد».

وحين سئل عما إذا كان العراق سيستسلم بعد ان تقدمت الدبابات الأميركية رد «هم سيستسلمون وإلا سيحرقون في دباباتهم»، وإن بغداد تتهيأ، خصوصا وحدات الكوماندوز لسحقهم».

من جانبها، أعلنت قوات مشاة البحرية الأميركية سيطرتها على مطار الرشيد العسكري على المشارف الشرقية للعاصمة العراقية بغداد بعد ان انسحبت منه القوات العراقية فيما يبدو. في وقت أعلن مسئول أميركي ان طائرات اميركية قصفت مبنى في بغداد كان فيه على الأرجح الرئيس العراقي صدام حسين ونجلاه عدى وقصي موضحا انه لا يعرف ما إذا قتلوا.

من جهته أعلن متحدث باسم القيادة الأميركية الوسطى ان القوات الأميركية ألقت أربع قنابل ذكية على هدف في وسط بغداد. كما أعلن متحدث عسكري عراقي إسقاط طائرتين حربيتين أميركيتين الأولى من طراز «ايه 10» والثانية من طراز «أف 15» في منطقة بغداد.

وقد أعلن قائد عسكري أميركي ان دبابة أميركية أطلقت النار مرة واحدة على فندق فلسطين في وسط بغداد إذ أصيب خمسة أشخاص، بينهم أربعة صحافيين، بجروح.

وقال مراسل رويترز اندرو جراي ان قوات أميركية قرب الحلة فتحت نيران المدفعية وطلبت دعما جويا.

كما أعلن الجيش الأميركي ان طائرة هجومية أميركية من طراز «أي -10» (قاتلة أو صائدة الدبابات) تحطمت قرب بغداد بينما تجري معارك عنيفة في بغداد وحولها تقوم فيها الطائرات بمساندة الجنود الاميركيين ضد القوات العراقية.

وأوضح البيان ان «الطيار نجح في القفز من الطائرة بسلام وتمكنت قوات التحالف من انتشاله قرب المطار»، مؤكدا انه «في صحة جيدة». وأطلقت دبابتان أميركيتان متمركزتان على أحد جسور بغداد نيران مدافعهما للمرة الأولى باتجاه المنطقة الشرقية من بغداد التي ظلت حتى الآن خارج نطاق المعارك في الوقت الذي احتدم فيه القتال في محيط القصر الجمهوري الذي هاجمته طائرات التحالف الأميركي البريطاني. وحلقت مروحيتا أباتشي فوق مناطق جنوب شرق بغداد وأطلقتا النار على أهداف غير محددة في القطاع.

وتمركزت دبابتا ابرامز على جسر الجمهورية على الضفة الغربية من نهر دجلة الذي يربط طرفي العاصمة العراقية. في حين تدور معارك عنيفة بين المقاتلين العراقيين والوحدات الأميركية المنتشرة في المجمع الرئاسي للقصر الجمهوري. وفي وقت سابق قال مسئول أميركي في واشنطن ان القوات الأميركية قصفت المبنى بعد تقارير أشارت إلى ان صدام وابنيه عدي وقصي ربما كانوا داخله. وقال بارتليت ان القصف شنته قاذفة قنابل اميركية واحدة من طراز بي/1 باستخدام أربع قنابل زنة الواحدة منها 2000 رطل (900 كيلوجرام) أطلقتها دفعة واحدة.

قصف كركوك

قال قائد كردي ان الطائرات الأميركية قصفت مواقع عراقية داخل وحول مدينة كركوك النفطية في واحدة من أعنف الهجمات على المنطقة منذ بداية الحرب التي دخلت يومها العشرين. كما ان غالبية القوات العراقية التي كانت تدافع عن هذه المواقع وعددها كان يزيد على 90 عنصرا استسلموا للقوات الكردية

العدد 215 - الثلثاء 08 أبريل 2003م الموافق 05 صفر 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً