أعربت الصحف المغربية في رصدها ليوميات الحرب على العراق التي دخلت يومها الثاني عشر عن تخوفها من تدهور الوضع الإنساني للسكان المدنيين في العراق بعدما أصبحوا هدفا للقصف المكثف لقوات التحالف الأميركي البريطاني، منوهة في الوقت نفسه بالمقاومة البطولية للعراق.
وأبرزت الصحف المغربية أن العملية التي أطلق عليها بوش اسم «التحرير» ما هي إلا «عملية إبادة جماعية للمواطنين العراقيين» مسجلة أنه على رغم تزايد عدد الضحايا في صفوف المدنيين فإن المقاومة العراقية تمكنت من إيقاف الزحف الأميركي البريطاني، مشددة على ضرورة تحرك البلدان المحبة للسلام للسعي لإيقاف المعارك وإنقاذ السكان من مأساة إنسانية حقيقية.
واعتبرت مختلف اليوميات المغربية المسيرة المليونية في العاصمة الرباط الأضخم من نوعها من حيث المشاركة المكثفة لكل هيئات وفعاليات وفئات المجتمع المغربي. معتبرة أن مظاهر التضامن المغربي مع الشعب العراقي في محنته دفاع عن القيم الإنسانية التي كافحت البشرية من أجلها، وعن رفض للعدوان والمساس بوحدة واستقلال الأوطان.
صحيفة «الاتحاد الاشتراكي» لسان حال حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية تحدثت عن غارات طيران التحالف على المدن العراقية، وقالت: إن الصورة التي تناقلتها وسائل الإعلام العالمية من المدن العراقية «بدت مثقلة بالدماء مؤثرة ومرعبة» مبرزة أن العدوان، في البصرة كما في بغداد والنجف والناصرية، يستهدف المدنيين بكثافة بعد أن فاجأهم صمود الشعب وقدرة مقاتليه على القتال». وتوقعت الصحيفة أن تلقى القوات الأنجلو - أميركية المصير نفسه الذي لقيته في فيتنام، مبرزة أن الرئيس الأميركي «خسر حربه النظيفة، وأن الجنرالات الأميركيين يخفون حصيلة خسائرهم الفادحة على الرأي العام».
صحيفة «التجديد» المقربة من حزب العدالة والتنمية الإسلامي وتحت عنوان «لا غالب إلا الله» ذكرت في مقالها الافتتاحي أن «قصف المدنيين ومساكنهم والعسكريين وأسلحتهم صار هو القانون لدى الولايات المتحدة في حرب تحرير الكويت وفي يوغوسلافيا 1999 وأفغانستان 2001 وفي حرب «تحرير العراق ودمقرطته» هذا العام، وربما في عملية «تحرير ليبيا» العام 2004»... قصف للبشر والحرث والنسل يمحو كل شيء لتأتي الاستثمارات الأميركية الكبرى وتعيد البناء من جديد
العدد 209 - الأربعاء 02 أبريل 2003م الموافق 29 محرم 1424هـ