تشيع هذه الرؤية التحذيرية بين المثقفين الاسلاميين على مختلف توجهاتهم ويستخدمونها مرارا وتكرارا مع كل حدث تمر به الأمة الاسلامية، وفي معرض تعليقهم على كل صغيرة وكبيرة قد تحدث في بلد اسلامي او تتعلق بجماعة مسلمة في بلد أجنبي.
فازدياد عدد صالات البولينج في مصر «هو اختراق صهيوني للشباب المصري» وانتشار شبكة الانترنت هو «وسيلة للسيطرة على شبابنا». واستخدام شركة ديزني الاميركية لعبارة «القدس عاصمة اسرائيل» وتمويلها لأفلام مثل «دوجما» الذي يناقش ثوابت العقيدة المسيحية، هو نتيجة لوصول يهودي لرئاستها. ونجاح الضغط العربي والاسلامي على الشركة في تغيير العبارة من «القدس عاصمة اسرائيل» إلى «القدس في قلب اسرائيل» انما هو نجاح شكليّ وهو تعبير عن هزيمتنا في معركة ديزني. واليهود يستحقون ما حدث لهم على يد هتلر النازي «لأنهم أشد الناس عداوة». والغرب يحاول تقديم الاسلام على أنه العدو الجديد للبشرية... وهكذا.
وبعيدا عن النوايا الحسنة والالتزام الديني والاخلاقي الذي لا نشك في تحلي اصحاب هذه الرؤية به، ولا نشك في اهمية ما يقولونه وما يطرحونه. دعنا نحاول تحليل هذا الخطاب وتفكيك هذه الرؤية لنصل معا لاستكشاف أهم سماتها وخصائصا، ونتعرف على الاسباب التي أدت إلى شيوعها وتزايد استخدامها، ونتقصّى الاهداف التي تحاول الوصول إليها. ونستشرف النتائج الفعلية التي تصل لها.
أهم سمات هذه الرؤية في تقديرنا هي ثنائية العالم:
- خير/شر. فالعالم ينقسم إلى قطبين الأنا الطيبة والآخر الشرير. ولابد من انتصار احدهما وانتهاء الآخر.
- الآخر دائما يتآمر على الأنا «الدش والانترنت، ووسائل الغرب للسيطرة على شبابنا» «البوليج وسيلة الصهاينة لاختراق مصر».
- الآخر دائما يريد تدمير الأنا «الهدف: عرب بلا ذاكرة».
- الاخر دائما شيطان «الدور الشيطاني للاعلام التركي - الذي تسيطر عليه أميركا واسرائيل».
هناك دائما آخر خفي غير معلن «الحكومة الخفية في تركيا - الاعلام التركي تسيطر عليه اميركا واسرائيل» ولكن الانا التحذيرية تعرفه وتفضحه. ثمة مباراة صفرية تدميرية لابد من خوضها. معركة تذكرنا بالمعارك الاسطورية مثل «الأرمجدون» التي تنتظرها الجماعات الاصولية المسيحية. لا مجال للتركيبية هنا ولا للعلاقات الانسانية المعقدة ذات الطبقات المتراتبة في المصالح المتشابكة. ثمة وضوح في الرؤية «آخر شرير وأنا طيبة». وهذا الوضوح لا يعني الواقعية ولكن يعني ببساطة التبسيط والتسطيح.
لا مجال لحلول وسط تراعى فيها المصالح المتشابكة، وانما معارك ننهزم فيها أو ننتصر. ودائما تحذرنا الأنا الرشيدة المدركة من مغبة قبولنا بالحلول.
الوسط (بعد هزيمتنا في مع ركة ديزني))، ومن احتيال الآخر علينا (تغيير العبارة من «عاصمة اسرائيل» ذات الدلالة السياسية إلى «في قلب اسرائيل» ذات الدلالات العاطفية والدينية) ليس تغييرا حقيقيا وانما هو تحايل.
الانا - هنا كما نلاحظ - جزان: جزء فردي يمثله الكاتب، وجزء جماعي هو الأمة المراد تحذيرها واستنفارها. الفردي الخاص بالكاتب يمثل الأنا العلمية، الأنا العارفة او الأنا الحقيقية، أما الجزء الجماعي الذي تمثله الأمة فهو الأنا الجاهلة، الأنا الغافلة، أو الأنا المتوهمة للأمة. يتقمص الكاتب صاحب هذه الرؤية دور العراف الاسطوري الأعمى البصير. أعمى البصر لكنه ثاقب البصيرة، ويحذر البشر الغافلين من الشر المحدق بهم كما في حال «تيريزياس» عراف الاساطير اليونانية. هذا العراف الذي تحدى الالهة فلعنته الآلهة، واصابته بالعمى، وبات الناس يرفضون تصديقه على رغم صدقه الدائم.
هذه الشخصية تحمل في طياتها دائما جانبا تنبؤيا للأنا الفردية التي تريد دائما وابدا ارشاد الانا الجمعية وتحذيرها. الانا الفردية الكاتب التحذيري في الخطاب الاسلامي المعاصر تستخدم هذا الجانب التنبؤي من خلال استخدامها النص المقدس «أشد الناس عداوة» المائدة/82. ولكنه نص مقتطع من سياقه، فهذه الآية لها اسباب للنزول. وقد نزلت في النجاشي واصحابه، ومن ثم فالسياق مقيد ومن العسف اطلاقه. فالواقع التاريخي يدل على ان اشد الناس عداوة للمسلمين كانوا هم النصارى الذين دارت معهم رحى الحرب منذ غزوة مؤته حتى الآن، بل ان الجماعة اليهودية داخل الأمة الاسلامية كانت دائما وابدا جزءا من هذه الأمة. ولم تتعرض للاضطهاد الذي تعرضت له الجماعات اليودية في البلاد الاخرى.
اقتطاع النص المقدس من سياقه، ثم تقديم تفسير أو قراءة الأنا له بوصفها القراءة الوحيدة الممكنة، ثم اعتبار من يخرج عن هذه القراءة كمن يخرج عن النص المقدس... كلها آليات تحول النص الذي تنتجه الانا إلى «نص مقدس» ثم إلى «النص المقدس» ثم تتحول الانا ذاتها عبر قدرتها التنبؤية وانتاجها للنص المقدس إلى أنا مقدسة، وسلطة ينبغي على الأنا الجمعية الجاهلة طاعتها والتزام نصها... وإلا فالويل والثبور والهزائم وعظائم الأمور. ولتأكيد هذه الحلول وايضا كتعبير عن المباراة القوية التي تخوضها الأنا ضد الآخر نجد ان المفردات المستخدمة في هذا الخطاب مفردات حربية: معركة - عزو - تحدي - قتال - جهاد - سيطرة - اختراق - تدمير... الخ.
هذه المفردات تزيد من احساس الانا الفردية بأهميتها، وترسخ فكرة قدسية التحذيري الاستغاثي الذي تنتجه، ومن ثم تزيد من قدرتها على فرض سلطة هذا النص على الأنا الجمعية الجاهلة التي يجب ان تتبعها وتصغي إليها.
الاحساس الدائم بالهزيمة
دعونا نحاول تحليل الاسباب التي تدعو إلى وجود هذا الخطاب التحذيري وشيوعه. اول الاسباب على ما نعتقد هو السبب الذي يقدم دائما باعتباره السبب الأوحد، هو القهر الواقع على الانا المسلمة، والاحساس الدائم بالهزيمة نتيجة الموجات الاستعمارية المتلاحقة التي تعرضت لها الامة الاسلامية منذ القرن الثامن عشر، ونتيجة العداء المتواصل بين المسلمين وبين الغرب المسيحي منذ الفتوحات الأولى كما اسلفنا.
بيد أن هذا السبب ليس هو السبب الأوحد، بل ونزعم أنه مبرر أكثر من سبب. السبب الأهم في رأينا هواستدماج الآخر العدواني. ان علاقتنا بالغرب كبنية مركبة ومتراكبة من عدة طبقات حضارية متشابكة، هي علاقة مركبة ومتشابكة فيها الاعجاب وفيها الاحتقار، فيها الكراهية وفيها الحب. وفي جانب من تكوين الانا الفردية للمثقف العربي المسلم ثمة عنصر عدواني يمثل الركيزة البنائية الأولى للحداثة الغربية. هذا عنصر عدواني يتجلى واقعيا في شكل الامبريالية، والرغبة المحمومة في الاحتواء والامتلاك، والاعتداء على الطبيعة والآخر غير الابيض وغير الأوروبي. ولكنه قبل ذلك تجلى فكريا ونظريا وفلسفيا في نظريات تقديس الانا الغربية والاعلاء من شأنها والحط من شأن الأمم الاخرى، وتحويلها إلى دنس بربري لا قيمة له.
فكما قال عبدالوهاب المسيري: تحركت جيوش أوروبا الامبريالية في عقول المفكرين الحداثيين الذين برروا المنفعة، وقدموا نظريات: (البقاء للاقوى) و(الغاية تبرر الوسيلة) وغيرها قبل ان تتحرك على ارض الواقع. هذا العدوان المعرفي يتم استدماجه نتيجة طبيعية للاعجاب بالآخر المنجز المتحقق، واحتقار الانا المنهزمة المنسحقة. ويتجلي هذا في اعادة انتاج العدوان المستدمج ولكن في شكل التحذير من هذا الآخر، والاستغاثة من مؤامراته التي تنتهي ضد الأنا. وفي الوقت نفسه يتجلى احتقار الأنا في شكل احتقار الأنا الجمعية الذي يأخذ شكل تحذيرها وتنبيهها لغفلتها عن المؤامرات التي تدبر لها بليل وتحاك ضدها في الخفاء.
المثقف هنا منشطر الوجدان فثمة اعجاب خفي تقابله كراهية ظاهرة تجاه الآخر، وثمة احتقار خفي للانا لكنها تسقطه على الانا الجمعية وتحوله إلى تحذير وتنبيه لها، ومن ثم يتم اعلاء دور الانا الفردية واعادة الاعتبار لها عبر فصلها عن تلك الانا الجاهلة، وفي جانب خفي تنضم إلى الآخر/ المحبوب/ المكروه في شكل اتخاذ صفة من صفاته وهي العلم والمعرفة والقدرة.
التركيبة الشمولية للحركات التقليدية
السبب الثالث في هذا الخطاب هو سبب هيكلي يعود إلى الطبيعة الهرمية للحركات الاسلامية. فمعظم الحركات الاسلامية استدمجت الشكل التنظيمي الهرمي الذي افرزته الحداثة السياسية الواقعية في القرن العشرين والذي هو اعادة انتاج للشكل الحزبي الشمولي الذي نجح في اثبات ذاته عبر البلشفية في روسيا، والفاشية في ايطاليا، والكمالية في تركيا، والنازية في ألمانيا، والفرانكية الكتائبية في اسبانيا، ولكنه كلف البشرية ملايين الضحايا في كل هذه البلاد.
هذا الشكل يختزل الطبقة أو الجماعة أو الأمة إلى الحزب أو التنظيم الممثل لها، ثم يختزل هذه التنظيم إلى الجهاز المركزي الذي يحركه او يرشده أو يقوده، ثم يختزل هذا الجهاز بدوره إلى شخص القائد المرشد الملهم والمعلم الذي يتم اضفاء صفات قدسية عليه تحوله إلى سلطة مقدسة، وتحول اقواله إلى نصوص مطلقة تتجاوز في اهميتها ومرجعيتها النص المقدس المطلق في ذاته. هذه البنية التنظيمية تؤثر بدورها في الأفراد فتعمق لديهم الاحساس بسلطة الأنا وبرسالتها المقدسة، وبانفصال الأنا الفردية عن الأنا الجمعية التي تحتاج دوما لنصائح الأنا الفردية، والتي اكتسبت جزءا من القداسة لانتمائها للتنظيم الشمولي وتعبيره عن رسالته الخالدة.
ويتجلى هذا في شكل التنشئة الاجتماعية التي تتخذ من الوعظ والمباشرة والتبسيط أدوات للوصول إلى اعادة انتاج الأنا الجديدة على مثال الأنا عضو التنظيم في دائرة مستمرة تستهدف اساسا تكريس البنية التنظيمية لا البحث عن الحقيقة أو استكشاف الواقع.
نتيجة هذه الهيكلية الشمولية، والتنشئة الاجتماعية الوعظية تحاول الأنا فرض سلطتها على الأنا الجمعية من خلال الوعظ والتحذير. إن عدم وجود الأنا الفردية المتماهية في الأنا التنظيمية الشمولية في السلطة، يجعلها تطلب السلطة عبر اللجوء إلى الخطاب التحذيري في رسالة بين سطور الخطاب تقول:«أيها الناس أنتم تجهلون ما يحُاك لكم من دسائس وما يدبر وراءكم من مؤمرات ولكننا نعلمه، ومن ثم نحن أجدر الناس بالوقوف في وجهه وإنقاذكم منه».
أنواع الرؤية التحذيرية
يمكننا تقسيم اهداف الرؤية التحذيرية الاستغاثية إلى قسمين، قسم ظاهر ومعلن، وقسم خفي ولا شعوري وغير مدرك. وقسم المعلن هو التحذير والاستنفار وتجنيد طاقات الأمة ضد اعدائها. وهذا القسم لا ننكره وسنشكر القائمين عليه على نواياهم الطيبة. بيد أننا نود ان نذكر بأن الطريق إلى جهنم مفروش دائما بالنوايا الحسنة.
ففي احدى حلقات برنامج تلفزيوني جماهيري تبثه احدى الفضائيات العربية الشهيرة دارت المناقشات حول الانترنت، وانبرى احد المثقفين الاسلاميين من اعضاء احد البرلمانات العربية لمهاجمة الشبكة، وأخذ يدعم رأية بمقتطفات من مجلات ذات توجه اسلامي تهاجم الشبكة الاباحية، والمواقع السياسية التي تفرض عليها بعض الحكومات رقابة وغير ذلك.
ولأن البرنامج جماهيري وتحضره اعداد غفيرة من الشباب في هذا البلد العربي الذي يمتاز شبابه بالاطلاع وسعة الثقافة، لم يناقشه أحد، ولم يرد عليه أحد. وتم تجاهل تحذيراته وصرخاته تماما، وانخرط الجمهور في حوار واقعي عن استخدامات الشبكة والاتاحة الموجودة عليها، وحيرة الشباب العربي المسلم، ورغبته في والتواصل عبر الشبكة.
انا لا أشك مطلقا في النوايا الحسنة للأخ المثقف المسلم ولكن ماذا افادتنا نواياه الحسنة؟ لولا ان الجمهور كان مطلعا على شبكة الانترنت، ومتفاعلا معها لتحولت الحلقة إلى وعظ وهجوم على الغرب، وحال من الاسترخاء الفعلي... فماذا سيفعل المواطن المخاطب عند سماع هذا الحطاب؟سيستفز ويهتز ويشتم الغرب الكافر الذي يريد اختراقنا وتحطيمنا، ويشكر المثقف الذي نبهه لهذا؟ أم انه سينفعل لحظيا ثم يعاود حياته فيشاهد الفضائيات المبثوثة عبر الأقمار الإصناعية ويستخدم الإنترنت ويتفاعل معها؟
وهنا يأتي القسم الآخر اللاشعوري وغير المدرك للخطاب التحذيري الاستغاثي هذا: إنه إظهار سلطة المعرفة التي يمتلكها المثقف المسلم والتي يستحق من أجل امتلاكها الوصول إلى السلطة السياسية لكي يحقق برنامجه التحذيري هذا. اخترنا هذا المثال الدال للبرلماني العربي ذي التوجه الإسلامي نظرا إلى وضوح دلالته. بيد أن النتيجة واحدة في كل أحوال الخطاب التحذيري يهدف في جانبه اللاشعوري إلى تكريس سلطة معرفة المثقف المتنبئ في مواجهة جهل وغفلة الجمهور المخاطب. إنه تعبير لا شعوري عن رغبة هذا المثقف العارمة في إظهار سلطته التي لا يمارسها على المستوى الواقعي السياسي في شكل سلطة معرفية قد تؤدي إلى هذه السلطة السياسية.
من أجمل المقالات التي كتبت في موضوع نتائج الخطاب التحذيري الاستغاثي مقالة الباحث محمد مسعد عبدالعزيز المعنونة «النبوءة في الخطاب الإسلامي لقضية فلسطين» إذ يناقش الباحث حركة النبوءة في المخاطب أي النتيجة الفعلية للخطاب التحذيري الذي يستخدم النص المقدس استخداما تعسفيا للوصول إلى رسالة استغاثية استنفارية وتحذيرية. ويرى الباحث أن النبوءة تحوّل الاحتلال الصهيوني من «خطأ» يجب مقاومته وهو ما يعتقد المتنبئ مستخدم الخطاب التحذيري أنه يفعله إلى «صواب» يجب حدوثه، من حيث أنه نبوءة وردت في نص مقدس، أي أن المخاطب في هذه الحال مطالب بقبول الواقع لأنه مقدس وليس تغييره لأنه خطأ.
هذا الأثر المعرفي يحدث على المستوى اللاشعوري عند المخاطب ويترسخ بتكرار تعرضه لهذا الخطاب التحذيري. ولكنه لا يبقى على المستوى اللاشعوري دائما وإنما يصعد إلى مستوى الشعور في أحيان كثيرة ومن ثم يعطل الفعل الإنساني ويدمره. الفرد هنا معطل تماما سواء نتيجة إحساسه بالانهزام أمام هذا الواقع الكارثي الذي يحذرنا منه الخطاب التحذيري. أو لإحساسه بضرورة الخضوع للنص المقدس الذي يستخدمه الخطاب التحذيري من دون أن يدري بتأثيراته على الفرد.
ويزداد هذا الإحساس بالانسحاق والانهزام من خلال المفردات الحربية التي أوردناها: هزيمة - غزو - اختراق - معركة - جهاد... وهكذا. ماذا يفعل المواطن الفرد العادي حين يسمع هذا الكلام؟ وكيف يمكن أن يتفاعل معه وكيف يمكن أن يستجيب له؟
هذه الأسئلة لا أهمية لها بالنسبة إلى أصحاب الخطاب التحذيري لأن الفرد المواطن غير حاضر أمامهم. وأما الحاضر فهو الفرد المرشد الذي يمتلك المعرفة وينبغي أن ينقلها إلى الأنا/ الجمعية لأنها وسيلة للسلطة.
النتيجة أن فكرة الرأي الآخر وتعقد الواقع وتركيبته ورؤية العالم بتضاريسه المتعددة ومعالمه المختلفة لا تطرأ على خاطر الخطاب التحذيري وإنما دائما ثمة رسالة أحادية الاتجاه تريد فرض رأي أحادي الجانب ورؤية تبسيطية للعالم
العدد 209 - الأربعاء 02 أبريل 2003م الموافق 29 محرم 1424هـ