كل شيء أصبح ضمن دائرة السرية حتى الأمور التي تتعلق بمصير مجتمع بكامله... كل وزارة تحاول ان تتستر بطرقها الخاصة على اية رائحة قد تزكم انوف المواطنين... طبعا ليس خوفا على انوفهم (أي المواطنين) بقدر ما هو من اجل حفظ ماء الوجه لوزاراتنا «الرشيدة» و«الكريمة» ايضا والقائمة على الله وعلى قسم العلاقات العامة الذي هو الآخر بحاجة الى مزيد من شراء انواع الطلاء والمساحيق الحديثة.
كثير من المواطنين يتساءلون عن دور البرلمان وعن سكوت أكثريته على اجابات وزير المالية والاقتصاد الوطني وعن سر شيوع ظاهرة ثقافة الاقتضاب في اجابات الوزراء والاكتفاء بالاجابات المبسطة... لقد سئل الوزير من قبل الشارع والمجتمع - وهذا حق مشروع - عن اسماء الذين سيتم دفن اراضيهم الخاصة ضمن دفان مشروع «بندر السيف» في منطقة البسيتين. طبعا التساؤلات تحمل الكثير من الشك وهناك أكثر من تخوف من ان تكون بعض الاسماء للمنتفخين بفيتامين (واو) والا لماذا يزهد الوزير عن ذكر الاسماء كما زهد عن طرح معلومات مفصلة - ربما هي الاخرى غائبة عنه على رغم ثقل مسئوليته عن مشروع القروض الذي سيثقل الموازنة العامة وظهر المواطنين بدفع فوائد لقروض لا نعلم مسبقا مدى نجاحها او انعكاسها على معيشة المواطن والتي سترهن موازناتنا تحت رحمة الدول المانحة؟
كل الخوف من ان يكون الانعكاس مصلحيا على مستوى شخصيات متنفذة هنا وهناك. فالفساد المالي والاداري هو اساس احتقانات المجتمعات.
ويبقى السؤال الشعبي الذي بدأ يتناقل في المقاهي والمجمعات والديوانيات النخبوية والخاصة وهو: هل صحيح ان مبلغ 80 مليون دولار المخصصة لتمويل «بندر السيف» لا يشمل مخصصات لاستملاك اراض وخصوصا ان المبلغ المرصود موجه الى عملية الدفان؟
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 207 - الإثنين 31 مارس 2003م الموافق 27 محرم 1424هـ