العدد 207 - الإثنين 31 مارس 2003م الموافق 27 محرم 1424هـ

أميركا والكذب على الذقون

عزوز مقدم Azzooz.Muqaddam [at] alwasatnews.com

الى متى ستكذب أميركا على الناس؟ كل الناس؟ تعالوا هنا نتذكر بعضا من افتراءاتها علينا لتسويق الحرب ومبرراتها قبل أن تشن. أولا سمعنا وقرأنا كثيرا قولها إنها أعدت قنابل ذكية لحرب صدام، تلك القنابل التي تفرق بين بني البشر والاجهزة بحيث تدمر شبكات الاتصالات والاجهزة الكمبيوترية والمعلوماتية ولاتؤذي البشر. فقلنا معقول، ولكن ماذا حدث الآن. كل قنابلها حتى الآن قضت على الاخضر واليابس بما في ذلك الأجنة في بطون الامهات، ثانيا: قالت أميركا ان لديها تكنولوجيا عالية لإدارة الحرب «أية حرب إلكترونية» وأنشأت مركزا في قاعدة السيلية في قطر لادارة الحرب، وكان من ضمن أغراض مركز المعلومات توجيه القادة والجنود على أرض المعركة بحيث تقلل من حكاية النيران الصديقة (اي أخطاء اطلاق النار بين جنودها بعضهم بعضا) ولكن ماذا حدث؟ ازدادت النيران الصديقة، فإذا سقط 48 جنديا اميركيا 35 منهم ضحية النيران الصديقة في العام 1991 فإن العدد الآن قابل للازدياد، وخصوصا أن كل حادثة تعزوها اميركا للنيران الصديقة!

ثالثا: قالت اميركا انها تريد تغييرا ابيض للنظام في العراق، اي من دون خسائر في المدنيين او البنية التحتية، ولكن ماذا حدث؟ استهدف الطيارون الاميركيون الجبناء الاسواق، مثل سوق حي الشعب وحي الشعلة؛ وكذلك جامعة المستنصرية بل والباصات والحافلات.

رابعا: روجت اميركا لحربها بأنها حرب لتحرير المضطهدين والفقراء، ولكن ماذا حدث؟ ازهقت ارواح أولئك المعنيين بالتحرير قبل أن يحرروا بواسطة الدولة نفسها، حتى الذين سيتم تحريرهم سيجدون انفسهم يحتفلون وسط الركام.

خامسا: كذبت أميركا بأنها تريد أرساء مبادي حقوق الانسان واتفاقات جنيف وما الى ذلك، فهل التزمت بتلك المبادئ؟ أسرى الحرب في غوانتنامو هل أعطتهم حقوقهم الانسانية؟ لماذا تعرض شبكات التلفزة الاميركية (سي إن إن مثالا) صور الاسرى العراقيين؟ لماذا لم توقع كثير من الاتفاقات الدولية، بل الانكى من ذلك اتباع سياسة مزدوجة تجاه ما يجري في فلسطين، فإذا كانت تريد تحرير العراقيين فلماذا لا تسعى إلى تحرير الفلسطينيين؟

سابعا: حكاية اسلحة الدمار الشامل التي تعتبر السبب الظاهري للحرب هل وجدها مفتشو الاسلحة الذين حققوا في مرافق بغداد جميعها. والآن وقد أكملت قواتها مهمة التفتيش في باقي المدن الاخرى. هل وجدت شيئا؟ سيظل الرأي العام العالمي يطالبها بالدليل على ذلك الى الأبد. ثم اين الصدق مع العالم، وهي تضرب المدنيين والبنى التحتية وتقول ان هناك قواعد عسكرية عراقية فيها او تقول ان المضادات الدفاعية العراقية هي التي قامت بتلك الافعال، ولم تعترف ولا مرة واحدة بتلك الافعال. هذا غيض من فيض.

اذا نتوقف هنا ونستخلص ان بوش وبلير مجرما حرب اياديهما ملطخة بدماء الابرياء. ويجب على الايادي المتواطئة للمسلمين وخصوصا قادتهم ألا تصافحهما ولا تصافح حتى اتباعهما، فهل ستجد هذه الدعوة آذانا صاغية؟

إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"

العدد 207 - الإثنين 31 مارس 2003م الموافق 27 محرم 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً