ان قلب المرء ليتفطر حزنا بعد ان يتمعن في ما تفعله أميركا بالمسلمين عموما والعرب خصوصا. فبدءا بحروب فلسطين الأولى في منتصف القرن الماضي.
تحارب أميركا إرادة العرب من خلال مشاركتها المباشرة في حرب 1948، 1967، 1973 ناهيك عن حرب قناة السويس في مصر وذلك من خلال اسلحتها الفتاكة التي تزود بها «اسرائيل» لتجعلها دائما متفوقة عسكريا الى درجة يتبجح قادتها بأن «اسرائيل» تستطيع مقاتلة جميع الدول العربية الاثنين والعشرين مجتمعة في آن واحد.
ثم جاء تآمر اميركا على لبنان في الثمانينات بالاحتلالات الاسرائيلية المتكررة لبيروت بغض الطرف عن جنوب لبنان الذي حرر أخيرا وجنوب السودان الذي سيقسم قريبا أميركيا.
أما الحرب على فلسطين الحديثة - حدث ولا حرج - جريمة نكراء تبرهن على كيف ان اميركا تبخس الدماء العربية باطلاقها يد شارون السفاح يفعل ما يشاء باخواننا حتى ناهز عدد القتلى نحو ثلاثة آلاف شهيد.
وتأتي في السياق نفسه حرب افغانستان بحجة محاربة الارهاب، اذ محت اميركا دولة مسلمة كانت تسيطر على ثلاثة ارباع الاراضي الافغانية وهي تباشر بسط الاستقرار والأمن باعتراف الجميع أكثر ما توفره الحكومة الحالية التي تشكلت بأيدي الاعداء.
وما اشبه الليلة بالبارحة ما يجري لاخواننا في العراق من اطلاق أكثر من ألف وخمسمئة صاروخ وقذيفة في ليلة واحدة وعلى مدينة واحدة من غير عتبار لأبسط قواعد الاخلاق والرأفة على الاطفال، يجعل أكثر المعتدلين من العرب والمسلمين يحقدعلى أميركا. فهي في الواقع تتبع سياسة الترهيب حتى لا يتجرأ حاكم على وجه الارض ان يتطاول على هيمنة سياستها ولكنها تنسى انها لن تستطيع ان تقهر إرادة الشعوب على مر الايام والسنين، وكما يقول المثل «حواء والدة». هناك مؤمنون صادقون على وجه هذه المعمورة أبسط ما يفعلونه سلاح الدعاء المضاد الذي لا يدرك كننه الملحدون. فهو سلاح مجرب وقضى على كثير من الجبارين من امثال بوش ليس في التاريخ الغابر فحسب ولكن في عصورنا الحديثة وليس أدل على ذلك مما حدث لأحد قطبي العرب الباردة.
اليوم يتساءل المرء ماذا نفعل يا عرب ويا مسلمون؟ هل نتفرج على بعضنا بعضا؟ وفي كل عام تسقط لنا دولة ذات سيادة وتشكل أخرى بأيدي اعدائنا؟ اعتقد ان هذا غير لائق بنا؟ فهل سنترك دفن رؤوسنا في الرمال مهابة للاعداء؟ اعتقد ان ذلك عيب علينا، فهيا نردد قول الشاعر أبوالقاسم الشابي رحمه الله:
اذا الشعب يوما أراد الحياة
فلابد ان يستجيب القدر
ولابد لليل ان ينجلي
ولابد للقيد ان ينكسر
إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"العدد 201 - الثلثاء 25 مارس 2003م الموافق 21 محرم 1424هـ