انسحبت عناصر تنظيم «أنصار الإسلام» إلى مناطق العمق في الجبال الممتدة بين المناطق التي تقع على الحدود بين إيران وكردستان بعد أن تعرضت لضربات خاطفة من قبل الطيران العسكري الأميركي.
وأكدت مصادر مطلعة أن الوضع الأمني في السليمانية وحولها تعرض لحالات من الانفلات والخلل بعد أن هددت عناصر «أنصار الإسلام» بالقيام بعمليات في المرافق المختلفة، متهمة الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال الطالباني بتحريض الأميركان على ضرب عناصر التنظيم.
وذكرت المصادر أن الطائرات الأميركية التي ضربت مواقع التنظيم لم تفرق بين «أنصار الإسلام» و«الجماعة الإسلامية» إذ قتل من «أنصار الإسلام» عدد قليل بالقياس مع العدد الذي قتل من «الجماعة الإسلامية». إذ سقط من «الجماعة الإسلامية» ما يزيد على «الـ 70 شخصا».
ومعلوم أن «الجماعة الإسلامية» لا تدعي انتماءها إلى التيارات الأصولية المتشددة، وان حملها السلاح جاء بسبب خلافات سياسية مع القوى الكردية العلمانية المتمثلة في الاتحاد الوطني الكردستاني وحلفائه، وهي مسألة تتعلق بالدفاع عن النفس فقط.
وأشارت المصادر إلى أن «أنصار الإسلام» أعلنوا انسحابهم من مناطقهم كعمل تكتيكي تتطلبه ظروف المعركة الحالية، وسيقومون في الفترة المقبلة بإعادة تنظيم قواهم وتوجيه عملياتهم بشكل جديد، مضيفة أن الانسحاب شمل أيضا قوى «الجماعة الإسلامية» التي تضم أعدادا أكبر من «أنصار الإسلام»، وقد شكلت القوة الثانية بعد الاتحاد الوطني في الانتخابات التي جرت في العام الماضي قبل اعتبارها خارجة على الاجتماع الكردي.
وتقول المصادر إن «انصار الإسلام» و«الجماعة الإسلامية» قد نقلوا جرحاهم إلى مناطق آمنة بغية معالجتهم، وأنهم توعدوا بالتصدي للقوى المعادية في المستقبل القريب
العدد 199 - الأحد 23 مارس 2003م الموافق 19 محرم 1424هـ
