أدانت جمعية الوسط العربي الإسلامي بشدة الدعوات التي تنادي بالمحاصصة لاقتسام المناصب أو أي مرفق من مرافق الدولة، معتبرة ان المحاصصة «هي الوجه الآخر للطائفية وتكريس لها مهما رفعت من شعارات وطنية». كما هاجمت الجمعية في بيان أصدرته امس الجهات التي لجأت إلى مجلس الكونغرس الأميركي لمناقشة موضوع التمييز الديني في البحرين، معتبرة إياه «تفريطا بالقضايا الوطنية»، داعية في الوقت نفسه النواب إلى النأي عن التوترات المذهبية والطرح الطائفي والعمل على تحسين معيشة المواطنين.
وجاء في البيان «أسعدنا كثيرا الاستجابة السريعة لدعوة جلالة الملك للوحدة الوطنية، والتي تمثلت في اللقاءات والندوة الجماهيرية للتواصل الوطني ومد جسور الحوار وتكريسه بين مختلف أطياف المجتمع، والسعي إلى رأب الصدع الذي أخذ ينخر في نسيج العلاقات الوطنية التي رسخها المجتمع البحريني عبر حقب طويلة من التعايش السلمي الحميد».
وأضافت «إن هذه المبادرات إنما تعكس النبض الوطني العالي والإحساس البالغ بالمسئولية الوطنية التي نحتاجها في الزمن الذي نعيش، هذه المسئولية والمبادرات الإيجابية هي الرد الوحيد والحاسم في مواجهة التداعيات الخطيرة التي أخذت تدك أسافين الفرقة وعدم الثقة في الجسد الوطني، بل وأصبحت تمثل خطرا وجوديا على حاضر ومستقبل وطننا وأفراده. إننا نبارك هذه المساعي ونثمن عاليا الشعور البالغ بالمسؤولية من قبل القيادات والمشايخ الذين ساهموا في إعادة أولوية اللقاءات والحوارات لما فيها من أثر بالغ على كافة أفراد المجتمع».
وفيما يخص باللجوء إلى الكونغرس، اعتبرت الجمعية هذه الخطوة «تضييعا وتفريطا في القضايا الوطنية، كما أننا في الوقت الذي تدين فيه الطرح الطائفي ونؤكد على شعار الجمعية الذي رفعته من سنوات أن الطائفية سلاح لاغتيال الوطن فإننا ندين بالقدر نفسه أي دعوة للمحاصصة لاقتسام المناصب أو أي مرفق من مرافق الدولة، فإن المحاصصة هي الوجه الآخر للطائفية وتكريس لها مهما رفعت من شعارات وطنية»
العدد 2237 - الإثنين 20 أكتوبر 2008م الموافق 19 شوال 1429هـ