تشكيل جامعة البحرين اللجنة العليا للطوارئ برئاسة رئيسة الجامعة مريم بنت حسن آل خليفة، وعضوية عمداء الكليات والمسئولين يعكس حال الاستعداد والتأهب الحقيقية التي تعيشها الجامعة تحسبا لأي طارئ في هذه الظروف الصعبة، وأن هناك عيونا تسهر وتراقب ما يجري من تطورات في ساحة الحرب.
وهي خطوة تنفتح على آفاق العمل المؤسساتي، وتدلل على أنه لا مكانة للقرارات السريعة المرتجلة أو العشوائية. فقرار تشكيل اللجنة صدر منذ أسابيع عن مجلس الجامعة قبل أن تشن الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها الحرب على العراق، ونتج عنه رؤية تلامس الواقع، وتتجه إلى معالجة الاحتياجات والنواقص استعدادا لأي طارئ قد يقع أثناء الحرب، مما يدفع بالطلبة تصور الجامعة بأنها «واحة العلم و السلام». وعلى رغم الصعوبات التي ستواجه عمل اللجنة من حيث تهيئة آلاف الطلبة لإجراءات الأمن والسلامة وتدريبهم على ما يجب أن يقوموا به، فإن العزيمة والاصرار من قبل الادارة الجامعية والطلبة على تعدي ظروف الحرب هو ما سيذلل الصعاب، ويقلل من وقوع الخطر اذا حدث اي طارئ.
وما قامت به الرئيسة الجديدة من تأسيس ومباشرة لعمل هذه اللجنة المهمة، يندرج ضمن عدد من الخطوات التجديدية التي قادتها الرئيسة منذ توليها قيادة الجامعة، وتبشر بتغيير الواقع الجامعي نحو فضاءات مشرقة. ومطلوب اليوم تكاتف جميع أفراد الأسرة الجامعية من طلبة وأساتذة وموظفين لانجاح عمل هذه اللجنة وغيرها من اللجان، وتقديم المساعدة والعون وابداء الرأي والنقد لما هو مقدم؛ فالسفينة العملاقة التي تبحر في مسيرها نحو بر الأمان، بحاجة إلى تعاضد وتآلف بين أعضائها، وأن جسم السفينة بأكمله هو ملك الجميع، ولا توجد قطع صغيرة على سطحها للهو والعبث تضر بالآخرين.
عمل اللجنة الذي يهتم بشكل رئيسي بمعالجة حدوث أي طارئ في أوضاع الحرب القائمة، ورسم الخطط والاجراءات الاحترازية والخطوات التنفيذية لحماية الطلبة ومنسوبيها، يسير في خط مواز مع الاجراءات التي اتخذتها المؤسسات الأخرى في المملكة مثل الدفاع المدني ووزارة الصحة، ومطلوب الآن تعميق هذا الاتجاه لدى الطلبة والموظفين بعدم التقليل من قيمة هذه الاجراءات، والوعي بمخاطر الحرب وآفاتها. وتقوم اللجنة حاليا باستقبال الطلبة المتطوعين في لجنتي الاخلاء المسئولة عن تفريغ المباني وتوجيه الطلبة إلى نقاط التجمع، ولجنة الاسعافات الأولية المسئولة عن تقديم المساعدة الطبية الأولية في حال وقوع ضرر. كما سعت اللجنة إلى تثقيف الطلبة بإقامتها محاضرات توعوية عن مخاطر الحرب.
إن فائدة مثل هذه اللجنة لا تكمن فقط خلال هذه الظروف الصعبة، بل تتعداها إلى سائر الأيام العادية، فالحاجة إلى لجنة تهتم بالطوارئ وتكون جزءا من الخطة الأمنية للجامعة، مطلوب توافرها على مدار العام تحسبا لوقوع أي ظرف كان، وهذا ما أكده مدير مكتب الجودة والقائم بمدير العلاقات العامة خالد بومطيع لـ «الوسط»، وأنه من المتوقع أن يمتد عمل اللجنة طيلة السنة.
نأمل أن يشارك الطلبة والموظفون في أعمال هذه اللجنة، ويكون لهم حضور فاعل كما عودونا. وستبقى الجامعة «واحة» لكل العطاشى
العدد 199 - الأحد 23 مارس 2003م الموافق 19 محرم 1424هـ