العدد 197 - الجمعة 21 مارس 2003م الموافق 17 محرم 1424هـ

أكراد كركوك يغادرون مدينتهم خوفا من الكيماوي

تصاعدت وتيرة القلق والخوف بين سكان مدينة كركوك في شمال العراق بعد أن تسربت اليهم إشاعات عن نية القوات العسكرية العراقية استخدام الأسلحة الكيماوية ضد أي محاولة لاحتلال المدينة من قبل قوات «البيشمركة» الكردية أو القوات التركية في حال اندلاع الحرب.

وتعمق شعور السكان بوجود الخطر الحقيقي على حياتهم بعد أن شرعت قوات الحرس الجمهوري بالانسحاب من المدينة بعد تلغيم مختلف المرافق الحساسة هناك، إضافة الى قيام وحدات عسكرية مسلكية بتجريد الاكراد والموالين للحكومة العراقية من اسلحتهم الخفيفة وإقامة المزيد من نقاط التفتيش ومنع حركة الانتقال من المناطق الخارجة عن السلطة المركزية الى المدينة الخاضعة لهذه السلطة وتطويق المدينة بسلسلة من المواقع العسكرية الضاربة.

ومع تزامن التحضيرات للحرب، عمّ الهلع والاضطرابات في المدينة، وحاولت بعض التجمعات المعارضة تحويل هذه الظروف باتجاه آخر، إذ شهدت المدينة حوادث ساخنة تجسدت بقتل عضو في الحزب الحاكم من منطقة «الاخوان» إثر تعرضه الى اطلاق نار نقل على إثره الى المستشفى، إذ توفى هناك. وكذلك قيام بعض الاشخاص بتهديم جداريات لصدام حسين وحرق صوره في مركز المدينة وتوزيع منشورات تحض على القيام بانتفاضة شعبية ضد النظام، بيد أن القوات العراقية شددت من قمعها لأي عمل معاد واشاعت بانها ستقوم باستخدام الأسلحة الكيماوية، وان عضو قيادة الثورة علي حسن المجيد المعروف بـ «علي كيماوي» قد وصل المدينة وأعطى أوامره باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد أي محاولة لاحتلال المدينة من قبل «البيشمركة» او القوات التركية، الأمر الذي أدى الى نزوح المئات من السكان الى المناطق الكردية الخارجة عن نطاق سيطرة بغداد قادمين من مناطق مختلفة تابعة للمدينة، وقد استقبلت نقطة «قشتابة» الحدودية مئات النازحين من أكراد كركوك الذين وصلوها بعد عناء كبير مشيا على الاقدام او باستخدام عربات خاصة أو مؤجرة.

وقال عامل في حقول النفط إنهم وضعوا ألغاما في كل حقول النفط حول كركوك وانهم سيشعلون النار في هذه الحقول وتفجيرها حال اندلاع الحرب، وقالت سيدة كبيرة في السن انهم يحفرون الخنادق اينما تذهب، ويغمرون هذه الخنادق بالنفط الاسود وقاموا بتلغيم الحقول النفطية والكثير من المؤسسات حتى الجسر الكبير الذي يربط مدينتي كركوك بالموصل، وانهم بدأوا يمنعون المواطنين من مغادرة أو دخول المدينة.

ولاتزال حركة النزوح من كركوك الى المناطق الكردية الأخرى الخارجة عن سيطرة السلطة المركزية مستمرة، وان احتمالات امتدادها الى مدن اخرى مرهون بتفجير الحرب

العدد 197 - الجمعة 21 مارس 2003م الموافق 17 محرم 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً