تضاربت الأنباء بشأن السيطرة على منطقة أم قصر فبينما ذكرت أنباء تؤكد ان قوات مشاة البحرية الأميركية رفعت العلم الأميركي على ميناء «أم قصر» الجديد بعد الاستيلاء عليه من دون مقاومة وبريطانيا تلوح على لسان وزير دفاعها جيف هون ان القوات البريطانية قامت أيضا بتأمين شبه جزيرة الفاو «المهمة جدا» وهي تتحرك شمالا نحو ميناء البصرة.
نفت من جانبها القيادة العراقية التقارير بأن القوات الاميركية والبريطانية استولت على ميناء «أم قصر» في جنوب العراق كما نفت مزاعم ان صدام حسين قد جرح أو قتل. من جهة أخرى انطلقت قاذفات أميركية استراتيجية من نوع بي-52 من قاعدة فيرفورد متوجهة نحو العراق.
وذكرت شبكة «سى ان ان» الإخبارية الاميركية أن قوات مشاة البحرية الاميركية قد رفعوا العلم الاميركي في مدينة أم قصر في جنوب العراق، مشيرة إلى أن القوات الاميركية واجهت مقاومة خفيفة، موضحة أن عددا من الجنود العراقيين استسلموا للقوات الاميركية.
وقال مراسل «رويترز» كروفت الذي يرافق مشاة البحرية الاميركية ان الولايات المتحدة تهدف إلى استخدام هذا الميناء الحديث في الجنوب العراقي كنقطة دخول للمعونات الإنسانية إلى داخل البلاد.
وبعد ان قامت نيران المدفعية البريطانية بالقضاء على المقاومة العراقية أحرزت وحدات مشاة البحرية الاميركية تقدما سريعا إلى الميناء الجديد.
كما قال الكابتن آل لوكوود «واضح ان حقول النفط من أهدافنا. وقوات «الرئيس العراقي» صدام حسين أشعلت النار في عدة آبار في محاولة لصرف أنظارنا على المحاولة»، لكن أحد أهدافنا الرئيسية هو تأمين حقول النفط ومنع المزيد من مثل هذه التصرفات. في الوقت الحالي مازلنا نتقدم صوبها. هناك عدة آبار أشعلت فيها النار في المنطقة الجنوبية».
الحملة العسكرية تسير بشكل جيد
وأكد رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير ان «الحملة العسكرية على العراق تسير بشكل جيد على ما يبدو» بالنسبة إلى التحالف الأميركي البريطاني متوقعا مع ذلك ان لا تنتهي الحرب بسرعة.
وفي مؤتمر صحافي عقده على هامش القمة الأوروبية في بروكسل، تحدث بلير عن «مؤشرات على عمليات فرار مستمرة للجنود العراقيين وعلى وجود خلافات، على كل مستويات النظام» العراقي، مضيفا إن «الحملة تسير بشكل جيد على ما يبدو» لكنها «لن تحقق كل أهدافها بين ليلة وضحاها».
السيطرة على جزيرة الفاو
كما أعلن وزير الدفاع البريطاني جيف هون ان القوات العراقية أحرقت نحو 30 بئرا نفطية في جنوب العراق، كما قامت القوات البريطانية بتأمين شبه جزيرة الفاو «المهمة جدا»، وقال «كنا نتوقع ان تكون الأمور أسوأ من ذلك لأن عدد الآبار النفطية في جنوب العراق يقدر بعدة مئات».
وتابع «على رغم إننا كنا نتوقع أن تعمد السلطات العراقية إلى تدمير جميع الآبار النفطية فإن ذلك لم يحصل حتى الآن»، و ان قوات التحالف التي دخلت جنوب العراق عبر الحدود الكويتية حققت «نجاحا كبيرا في السيطرة على شبه جزيرة الفاو»، مضيفا «انه هدف حيوي لأننا كنا نخشى ان يفتح العراقيون بوابات الخزانات ويغرقوا الخليج (بالمحروقات)».
كما أعلن ضابط بريطاني في قاعدة السيلية في قطر حيث مقر القيادة المركزية الاميركية ان القوات البريطانية سيطرت على محطات ضخ النفط العراقي في شبه جزيرة الفاو في جنوب شرق العراق.
وقال الكابتن آل لوكوود للصحافيين ان «عناصر من الفرقة الثالثة لسلاح البحرية البريطانية وصلوا إلى شبه جزيرة الفاو وأقاموا رأس جسر، وان العمليات العسكرية تتواصل كما هو مخطط لها، ولقد واجهنا مقاومة بسيطة، ولا توجد خسائر في الجانب البريطاني».
واعلن ان قوات البحرية «سيطرت على تجهيزات الضخ التي أصبحت آمنة»، مشيرا إلى ان تعمد تلويث مياه الخليج «لم يعد بالتالي يطرح مشكلة». وقال متحدث آخر ان القوات الاميركية والبريطانية التي تتقدم داخل العراق قد تصل إلى العاصمة بغداد في غضون ثلاثة أيام أو أربعة.
وسئل المتحدث عن الوقت الذي ستصل فيه القوات الغازية إلى العاصمة العراقية فرد الكابتن آل لوكوود «ربما خلال الأيام الثلاثة أو الأربعة المقبلة».
كما واجهت القوات الاميركية مقاومة من القوات العراقية قرب الناصرية ـ التي تقع على بعد 375 كيلومترا جنوب شرقي بغداد ونقطة عبور رئيسية على نهر الفرات ـ وأوقفت تقدمها.
من جانبه نفى وزير الإعلام سعيد الصحاف في مؤتمر صحافي في بغداد أن يكون أفراد من أسرة صدام قد أصيبوا في ضربة، والتي استهدفت منزل الزوجة الأولى لصدام حسين بصواريخ كروز.
نفي السيطرة على «أم قصر»
ونفى وزير الداخلية محمود دياب الأحمد، الذي كان يحمل بندقية كلاشنيكوف خلال المؤتمر الصحافي، التقارير بأن القوات الاميركية والبريطانية استولت على ميناء «أم قصر» في جنوب العراق، متحديا الصحافيين أن يتصلوا بمدير الميناء لسؤاله، كما زعم الأحمد أيضا أن الصور التلفزيونية التي تظهر القوات الاميركية والبريطانية تتقدم والجنود العراقيين يستسلمون، مزيفة. واعترف أن القوات التي تقودها الولايات المتحدة دخلت الأراضي العراقية، غير أنه قال إنهم لن يستولوا أبدا على بغداد، كما ان 37 مدنيا قتلوا في الضربات الجوية على العاصمة. وقال الصحاف الذي وصف القوات الاميركية والبريطانية بالمجرمين والمرتزقة ان العراق «يعني 26 مليون صدام حسين، والعراق بأكمله هو أسرة صدام حسين»، كما أكد ان العراق «لن يطبق» على أسرى الحرب المحتملين القانون الدولي، مرجحا ان يعاملوا «كمرتزقة ومجرمي حرب».
وقال الصحاف إن «هؤلاء ليسوا جنودا بل مرتزقة لا ينطبق عليهم القانون الدولي، سؤال كبير مطروح علينا كيف سنعامل هؤلاء؟ ماذا سنعمل بهم. على الأرجح سيعاملون كمرتزقة مأجورين ومجرمي حرب».
وأضاف ان مسألة «إحالتهم إلى محاكم مجرمي حرب عراقية أو محاكم مجرمي حرب أخرى، موضوع دراسة»، مشددا على ان «القانون الدولي لا ينطبق عليهم بالتأكيد».
من جهة أخرى، قال الصحاف ان الاميركيين والبريطانيين «يقولون ان قواتهم دخلت العراق، لكني لن أتحدث عن ذلك» مشيرا إلى ان عمليات القصف التي يقومون بها تستهدف «المدنيين لا المراكز العسكرية»، كما أوضح ان الصواريخ التي أطلقها العراق على الكويت استهدفت «المرتزقة جحافل الاستعمار»، في إشارة إلى قوات التحالف الاميركي البريطاني.
قاذفات بي-52 تنطلق نحو العراق
من جانب آخر انطلقت ثلاث قاذفات أميركية طويلة المدى من نوع بي-52 الثقيل من قاعدة لها في غرب إنجلترا، وقد انطلقت طائرتان الواحدة تلو الأخرى ثم تبعتهما طائرة ثالثة، في حين حلقت مروحية بلاك هوك أميركية فوقها. وليست هناك إشارة إلى وجهتها أو نوعية القنابل التي تحملها، يذكر أن تلك القاذفات، والتي يصل مداها إلى 13,000 كيلومتر، يمكنها إصابة الأهداف العراقية في غضون ست ساعات من مغادرة قاعدة فيرفورد في غلوسترشاير.
وكانت 14 طائرة من نوع بي-52 قد وصلت إلى قاعدة فيرفورد في وقت سابق هذا الشهر من الولايات المتحدة استعدادا للحملة على العراق. وتحمل الطائرة بي-52 أكبر حمولة من القنابل بين أسطول الطائرات الاميركية وتعتبر عنصرا مهما في تكتيكات «الصدمة والترهيب» التي أعلنت عنها وزارة الدفاع الاميركية «البنتاغون».
خرج آلاف البحرينيين أمس في أرجاء العاصمة المنامة في ثلاث مظاهرات شعبية سلمية مناهضة للحرب.
المناوشات التي حدثت في مظاهرة السفارة الأميركية انحرفت عن مسارها السلمي وحدثت مناوشات بين المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب المحيطة بالسفارة وتم فيها حرق العلم الأميركي.
استخدمت القنابل المسيلة للدموع والخانقة لتفريق المتظاهرين، غير ان ما شاهدته «الوسط» من الكتابات التوجيهية على عبوات الغاز المسيل للدموع أوضحت فسادها وانتهاء مدة صلاحيتها منذ العام 1995.
كانت المواجهات بين المتظاهرين وعناصر مكافحة الشغب مستمرة حتى ساعة متأخرة من المساء.
أسفرت المواجهات عن إصابة العشرات بحالات اختناق بعضهم نُقل على إثرها بسيارات الإسعاف وبعضهم بسيارات خاصة إلى مستشفى السلمانية الطبي.
نقلت وكالات الأنباء والتلفزة الأجنبية والعربية مشاهد حية مما حدث في منطقة السفارة
العدد 197 - الجمعة 21 مارس 2003م الموافق 17 محرم 1424هـ