العدد 197 - الجمعة 21 مارس 2003م الموافق 17 محرم 1424هـ

جمعية من لا برج لهم (أكبر جمعية سياسية غير سياسية في البحرين)

حظك يا مرزوق comments [at] alwasatnews.com

جمعية من لا برج لهم
أكبر جمعية سياسية غير سياسية في البحرين

بينما كان مرزوق جاثٍ أمام إحدى القنوات التلفزيونية ليشاهد كيف يعتدي الأميركان والبريطانيون على العراق، انتقلت القناة لنقل مقابلة مع بعض العسكريين الموجودين على إحدى السفن الحربية المجهزة بصواريخ توماهوك...

العسكريون الأميركان كانوا فرحين، ولكن الحزن يعمهم. التفت مرزوق للاستماع إلى المقابلة ليعرف سبب الحزن، فكان جواب العسكري هو إن القيادة المركزية لم تدرج سفينتنا الحربية للقيام بالضربة الأولى لبغداد واختارت سفنا أخرى، وهذا يحزننا كثيرا.

تنتقل محطة أخرى إلى قاعدة فير فورد البريطانية، إذ تنطلق الطائرات الضخمة ب - 52 التي تطير على ارتفاع شاهق لمدة ست ساعات، ثم ترمي صواريخ كروز وتعود إلى بريطانيا مرة أخرى لتحميل مزيد من الصواريخ لترميها على العراقيين... وهناك تحدثت إحدى النساء عن ازدياد مدخولها، لأنها توفر أكلات للآخرين، ووجود أعداد هائلة من الجنود، يعني المزيد من المدخول بسبب ازدياد المبيعات.

وتصور مرزوق فيما لو كانت الآية مقلوبة... ماذا لو كان الزمان كما هو الحال أيام هارون الرشيد الذي رد على رسالة أحد ملوك أوروبا آنذاك بادئا رسالته: «إلى الكلب الرومي...»... تصور لو ان زمان الرشيد وصل اليوم بالمستوى نفسه من التطور التكنولوجي المتوافر لدى أميركا... تصور ان قائدا عراقيا يقود حاملات طائرات وصواريخ ويتجه إلى دولة أوروبية ويدكها بالصواريخ، بينما الدول الأوروبية المجاورة تشاهد (وبعضهم يتمتع بالمشاهدة) والآخرون سلموا أمرهم للقائد العراقي الذي يهدد ويتوعد، ومن ثم يرسل صواريخه التي لم يتم تجريبها بعد على رؤوس الأوروبيين، بينما الأوروبيون يتضورون جوعا وألما.

كيف سيكون حال المساكين الأوروبيين؟ وما هي المكونات النفسية لأولئك العسكريين العرب الذين ذهبوا بأسلحتهم وعدتهم إلى أوروبا ودمروا أغنى بلدانها... ماذا سيقول العالم عنا؟ كيف سيصفون العرب؟ وهل سيعتبرونهم محررين وفاتحين، أم همجا وطماعين يودون الاستيلاء على ثروات البلدان الأوروبية من أجل أن ينعم أهالي بغداد بأفضل أنواع السيارات ووسائل الراحة؟...

كيف بإمكان دولة تجريد دولة أخرى من السلاح، ثم تقوم بتدميرها من خلال رمي كل أنواع الصواريخ والقنابل والأسلحة التي لم يتم تجريبها من قبل؟

أسئلة افتراضية، وربما هي من المحال، ولكننا باعتبارنا أمة مفتتة، قتلنا بعضا بعضا، ودمرنا اقتصاديات بعضنا، وحوّلنا بلايين الدولارات لتمويل برامج التسلح خدمة لمصالح السلام الغربية، وأنهينا وجودنا باعتبارنا أمة لها وجود معنوي وأخلاقي، وظلمنا بعضنا بعضا، فسلّط الله علينا من يظلمنا ويدمرنا ويساوي بيننا (ظالمين ومظلومين)

إقرأ أيضا لـ "حظك يا مرزوق"

العدد 197 - الجمعة 21 مارس 2003م الموافق 17 محرم 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً