العدد 195 - الأربعاء 19 مارس 2003م الموافق 15 محرم 1424هـ

الشاذلي ينصح العراق بـ «حرب العصابات» في مواجهة قوات الغزو الأميركي

حذر رئيس الأركان المصري الأسبق الفريق سعد الدين الشاذلي مما وصفه بـ «السيناريوهات المخيفة» التي ستبدأ أميركا في تنفيذها حال نجاحها في احتلال العراق، مشيرا الى ان تلك السيناريوهات سوف تطال المنطقة بأسرها ولن تستثني أحدا، باختيار أنظمة مستأنسة موالية تماما للبيت الأبيض، تشبه إلى حد كبير تعيين الولاة الذي كان يتم في فترة حكم الدولة العثمانية.

وتوقع الفريق الشاذلي أن تبدأ الحرب البرية للقوات الأميركية البريطانية ضد العراق في نهاية مارس/ آذار الحالي أو أوائل الشهر المقبل على أقصى تقدير، مشيرا الى أن سيناريو الحرب الأميركية المقبلة لن يخرج عن «قصف جوى صاروخي مكثف يستهدف في الأيام الأولى للحرب، اسقاط ما قيمته ألف طن من القنابل والصواريخ على العراق، بهدف تدمير وسائل الدفاع الجوي ومراكز القيادة ووسائل الاتصال والسيطرة العراقية، قبل الغزو البري الذي يستهدف احتلال العاصمة»، واوضح الخبير العسكري المصري البارز أن ادارة الحرب الأميركية لديها قناعة بأن قواتها إذا ما وصلت الى مشارف بغداد فان الجيش العراقي سيثور على قيادته العسكرية والسياسية، وبذلك يمكن أن تدخل القوات الاميركية الى العاصمة من دون قتال، لكنه قال إن وصول القوات الغازية الى بغداد وفق هذا التصور «أمر مشكوك فيه».

واوضح الفريق الشاذلي أن القوات الاميركية لن تستطيع اسقاط النظام العراقي حسبما تخطط إلا إذا تمكنت من دخول العاصمة العراقية واحتلالها، مشيرا الى انه يتعين على القوات العراقية أن تستدرج القوات البرية الغازية الى المناطق المزروعة والمبنية إذ تفقد الطائرات والدبابات كثيرا من قدراتها، فيما تقوم مجموعات قتال صغيرة بالتصدي لقوات الغزو لافشال احتلالها لبغداد العاصمة التي ستحدد مدى نجاح أو فشل القوات الاميركية البريطانية في تلك الحرب.

ويملك العراق حسبما يقول الفريق الشاذلي 23 فرقة من بينها ست فرق مدرعة وأربع فرق ميكانيكية و13 فرقة مشاة فضلا عن 2600 دبابة و2100 قطعة مدفعية و164 طائرة مروحية، لكن يجب ان تركز القوات العراقية في خطتها على الدفاع عن بغداد بـ 12 فرقة من بينها فرقتان من الحرس الجمهوري، وتخصيص ثماني فرق للدفاع عن المدن ذات الأهمية الخاصة، مثل الموصل وكركوك وتكريت والفالوجا والنجف والناصرية والبصرة، على أن تتولى ميليشيات من المقاومة الدفاع عن باقي المدن العراقية، ويعتبر رئيس الاركان المصري الأسبق التصدي لخطوط مواصلات العدو أمر ضروري بمعدل فرقة واحدة لكل محور من المحاور الثلاثة التي ستعتمد عليها القوات الغازية، على أن تقوم هذه الفرق الثلاث بتشكيل مجموعات قتالية مسلحة تسليحا خفيفا قوامه بندقية ورشاش وألغام مضادة للدبابات، على ان تبقى تلك المجموعات المقاتلة في حال كمون الى ان تتقدم القوات الغازية الى بغداد، فتتعرض حينئذ للقوات الادارية المخصصة بنقل الاحتياطيات لفرق الغزو الاميركية، ويقول الفريق الشاذلي ان نجاح تلك المجموعات القتالية يجب ان يعتمد بالأساس على تكتيكات «حرب العصابات» فلا تتشبث بالأرض حتى لا تمثل هدفا لقوات العدو الجوية.

ووصف الفريق الشاذلي فرق التفتيش التي تم سحبها من العراق أخيرا بأنها ليست سوى «فرق جاسوسية تعمل لحساب الولايات المتحدة الاميركية لكن تحت راية الامم المتحدة»، وقال الشاذلي إن الحرب الاميركية المرتقبة ستكون الحرب الأولى التي يرسل فيها المعتدي جواسيسه جهارا نهارا إلى تحديد أنواع الأسلحة التي يمتلكها الطرف الآخر، مشيرا إلى أن القوات العراقية إذا ما صمدت أمام القصف المكثف الذي ستتعرض له في الأيام الأولى للحرب، ونفذت في الأيام التالية للغزو خطة حرب العصابات فإن المعركة ستتحول إلى صالح العراقيين وستمتد إلى حرب استنزاف طويلة سيكون النصر فيها للعراق

العدد 195 - الأربعاء 19 مارس 2003م الموافق 15 محرم 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً