العدد 195 - الأربعاء 19 مارس 2003م الموافق 15 محرم 1424هـ

البرلمان العراقي يرفض الإنذار الأميركي بالإجماع

الصحاف: العراق سيكون مقبرة للغزاة

رفض المجلس الوطني العراقي المجتمع في جلسة طارئة الإنذار الأميركي للرئيس العراقي صدام حسين وأكد بالإجماع دعمه للرئيس العراقي. وصوت نواب المجلس بالإجماع برفع الأيدي على بيان يرفض الإنذار ويؤكد ان «التاريخ سيسجل كيف سيلقن شعب العراق تحت قيادة باني مجده صدام حسين درسا للأشرار» الأميركيين. كما وجهوا رسالة إلى الرئيس العراقي أكدوا فيها استعدادهم «للشهادة» في سبيل العراق، ويضم البرلمان العراقي 250 عضوا. وحضرت غالبية ساحقة منهم الجلسة. من جانبه دعا وزير الإعلام العراقي السيد محمد سعيد الصحاف الجنود الأميركيين إلى الانتباه إلى ما أسماه «حال الغش» التي يساقون إليها، مشيرا إلى أن الإدارة الأميركية تصور للجنود والضباط بأن العدوان على العراق نزهة. إلى ذلك نفى مصدر سعودي مسئول أن تكون المملكة العربية السعودية قد طلبت من الرئيس العراقي صدام حسين الخروج من العراق إلى المنفى لتجنيب بلاده الحرب. في الوقت نفسه أعلن صاحب الجلالة ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة أن البحرين على استعداد لاستضافة الرئيس العراقي صدام حسين.

وعقدت جلسة المجلس الوطني وسط هتافات تأييد للرئيس صدام حسين تعهد خلالها النواب بالتضحية بأرواحهم من اجله مع اقتراب انتهاء المهلة التي حددتها له الولايات المتحدة للخروج من العراق وإلا الحرب.

ومع بدء الجلسة الطارئة للمجلس الوطني اخذ عدد من النواب يرددون شعار «بالروح والدم نفديك يا صدام» ويلوحون بقبضتهم في الهواء وسط تصفيق باقي أعضاء المجلس.

وحذر البعض الولايات المتحدة بأعمال انتقام «غير متوقعة» إذا مضت قدما في غزو العراق.

وكان الرئيس الأميركي جورج بوش أمهل الرئيس العراقي يوم الثلثاء الماضي 48 ساعة للخروج من العراق هو وابناه وإلا الحرب.

وحث رئيس المجلس الوطني العراقي سعدون حمادي النواب على الاحتشاد خلف رئيس البلاد ورفض التهديدات الأميركية بغزو بلادهم ما لم يتنح.

وقال حمادي ان العراق ليس بالبلد الذي يقبل ما تمليه عليه الإدارة الأميركية وان العراقيين يرفضونه ويشجبونه ويقفون جميعا وراء زعيمهم مستعدين للدفاع عن أرضهم وان مصير الغزاة واحد دائما وهو الفشل ولعنة التاريخ.

وتابع قائلا ان شعب العراق الذي حمل نوابه في البرلمان المسئولية بانتخابهم ممثلين له يقف اليوم صفا واحدا وصوتا واحدا شاهرا السلاح في وجه المعتدين الأميركيين وحلفائهم.

وذهب بعض النواب إلى مطالبة الرئيس الأميركي بالخروج إلى المنفى وطالبوه بالتنحي قائلين «تنح يا فرعون هذا العصر ونيرونه، تنح ليعيش العالم في سلام والا فان العواقب وخيمة. لم تقتد بمن سبقك» وقالوا ان أميركا كلها ستتحمل ذنب بوش لأنه يعرضها بذلك إلى أشياء غير متوقعة.

وقال النائب خالد عبدالله «ستتحمل وزرك أميركا كلها وستعرضها لما لم يكن في الحسبان». وكان التلفزيون العراقي أعلن رفض صدام للإنذار الأميركي الذي ينتهي صباح اليوم الخميس، وذكر ان صدام رأس اجتماعا لحكومته وان الاجتماع أكد على ان العراق بكل أبنائه مستعد لمواجهة الغزاة ودحرهم.

البحرين ترحب باستضافة صدام

أعلن صاحب الجلالة ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة أن البحرين على استعداد لاستضافة الرئيس العراقي صدام حسين إن أراد أن يقيم فيها معززا مكرما دون أن يكون ذلك انتقاصا لمكانة العراق، وأضاف ان هذه المبادرة البحرينية تأتي انطلاقا من مسئوليتها القومية التي تتحملها في سبيل الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، معربا عن أمله في الاستجابة لها حيث انها لن تكون عملية إذا ما تطورت الحرب بشكل لا رجعة فيه.

جاء ذلك على اثر ترؤس صاحب الجلالة اجتماع مجلس الوزراء الطارئ أمس لبحث التطورات المتعلقة بالأزمة العراقية.

السعودية تنفي مقترح النفى

نفى مصدر سعودي مسئول أن تكون المملكة العربية السعودية قد طلبت من الرئيس العراقي صدام حسين الخروج من العراق إلى المنفى ليجنب بلاده الحرب التي تنوي الولايات المتحدة شنها خلال الساعات المقبلة.

وكان مصدر دبلوماسي سعودي أمس قال ان المملكة العربية السعودية اقترحت رسميا ولأول مرة خروج الرئيس العراقي صدام حسين إلى المنفى في محاولة أخيرة لتجنب الحرب وفقا لما نقلته إحدى وكالات الأنباء العالمية أمس.

واقترحت دولة الإمارات العربية المتحدة في وقت سابق من الشهر خروج الرئيس العراقي إلى المنفى إلا ان القمة العربية والقمة الإسلامية أيضا رفضتا مناقشة المبادرة. وتخشى السعودية ان تؤدي الحرب في العراق إلى تقسيم البلاد على أساس طائفي وهو أمر ينذر باضطرابات.

وتنشر الولايات المتحدة نحو 5000 جندي في الأراضي السعودية لكن المملكة كررت مرارا أنها لن تشارك في حرب العراق خوفا من ردود أفعال في الداخل نظرا لتنامي المشاعر المناهضة لواشنطن بسبب تأييدها لـ «إسرائيل».

وكان وزير الدفاع السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز أعلن ان بلاده سمحت للقوات الاميركية باستخدام مطارين في شمال السعودية بالقرب من حدود العراق في الأغراض الدفاعية فقط والاستعداد لنزوح محتمل للاجئين.

برنامج «النفط مقابل الغذاء»

أكدت الولايات المتحدة أنها ترغب في إبقاء برنامج «النفط مقابل الغذاء» الذي يجيز للعراق الحصول على مواد ضرورية مع إضافة بعض التعديلات إليه بعد الإطاحة بنظام الرئيس صدام حسين.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ريتشارد باوتشر «سنتحدث مع حكومات أخرى عن الأهمية الأساسية للاحتفاظ ببرنامج «النفط مقابل الغذاء» القائم بغية تلبية الاحتياجات الإنسانية للشعب العراقي»، كما أكد ان «صدور قرار جديد من مجلس الأمن الدولي سيكون ضروريا للتأكد من ان الغذاء والمواد الطبية ستكون متوافرة للمدنيين العراقيين»، مضيفا ان هذا البرنامج يجب «تكييفه مع ظروف ما بعد النزاع».

وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان الاثنين تعليق هذا البرنامج الذي يؤمن مباشرة استمرارية 60 في المئه من الشعب العراقي. لكن المتحدث باسم عنان قال انه يأمل في التوصل إلى وضع «إجراءات» تسمح بمواصلة هذا البرنامج، وأوضح فرد ايكهارد ان «الشريك الحالي هو الحكومة العراقية»، مشددا على انه «في حال حصول نزاع قد يتغير الوضع ومن الضروري عندها ان يحدد مجلس الأمن طبيعة العلاقات وتوزيع المهام». وبدأ العمل ببرنامج «النفط في مقابل الغذاء» في 1996 للحد من تداعيات العقوبات التي فرضها المجتمع الدولي على النظام العراقي منذ اجتياحه الكويت في أغسطس/ آب 1990 على الشعب العراقي. من جانب آخر، قال أكبر قائد بحري أميركي في الخليج أمس ان الحرب على العراق «مرجحة جدا» في غضون يومين، في وقت أبلغ مسئولون على مستوى عال في وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» الرئيس الأميركي جورج بوش بأن القوات الأميركية على استعداد للهجوم على العراق، وأنها في انتظار صدور الأوامر إليها للبدء في التنفيذ. وقال قائد الأسطول الخامس الاميركي الاميرال تيموثي كيتنج لطاقم حاملة الطائرات أبراهام لينكولن في الخليج «لا أعرف على وجه اليقين ما إذا كنتم ستذهبون، لكني أعتقد أن من المرجح جدا أنه في خلال يومين ستنطلق الطائرات من الحاملة أبراهام لينكولن».

كما قال مسئولو البنتاغون ان هذه الأوامر يمكن أن تصدر في وقت لاحق وان الجيش الاميركي يعتزم فور صدور أمر بشن حرب على العراق بدء يومين من القصف الجوي الشديد لإقناع الجيش العراقي بأنه لا جدوى من المقاومة.

وقال اللفتنانت جنرال المتقاعد من السلاح الجوي الأميركي توماس ماكينيرني ان حرب العراق «ستكون أكثر الحملات الجوية شمولا ودقة في تاريخ الحروب. ستستهدف «الرئيس العراقي» صدام حسين وقيادته وأسلحة الدمار الشامل ومناطق الدفاع الجوي والقصور ووحدات الحرس الجمهوري التي تقاوم أو أي وحدات جيش تقاوم». وستسقط القوات الاميركية ما يصل إلى 3000 قذيفة موجهة بالأقمار الصناعية تحملها الطائرات وصواريخ كروز من البحر والجو ضد الأهداف العسكرية والسياسية العراقية التي لها أهمية حيوية بالنسبة إلى حكومة الرئيس العراقي.


أهم النقاط الواردة في خطاب جلالة الملك في جلسة مجلس الوزراء الطارئة:

الإعراب عن الأسف لما آل إليه الأمر والدعوة إلى استمرار جهود الأمم المتحدة لإيجاد مخرج سلمي للأزمة.

التنويه بمشاركة قوات بحرينية ضمن قوات درع الجزيرة إضافة إلى وحدات بحرينية أخرى وذلك في مهمة الدفاع.

التأكيد على تكثيف الجهود الدولية من أجل حل الأزمة العراقية بالطرق السلمية وأن يظل باب السلام مفتوحا، والإعراب عن الأمل في أن يتحمل المجتمع الدولي مسئوليته وواجباته في هذا الخصوص، وتأكيد الحرص على تعزيز الأمن والاستقرار للوضع الداخلي .

دعوة وزراء الداخلية والدفاع والصحة وإطلاع جلالته وإحاطة مجلس الوزراء بما تم اتخاذه كل في مجاله من إجراءات وترتيبات في مواجهة جميع الاحتمالات

العدد 195 - الأربعاء 19 مارس 2003م الموافق 15 محرم 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً