أسفرت جلسة النواب يوم أمس الأول خلافا بين رئيس مجلس النواب خليفة الظهراني والنائب الأول عبدالهادي مرهون وذلك على خلفية طلب الظهراني من مرهون التوقف عن الكلام لانتهاء وقته المحدد حسبما ما ذكر بعض النواب...، ترك على إثره الأخير اجتماع مكتب المجلس.
وأبدى النائب محمد خالد استغرابه الشديد من التصعيد غير المبرر والانسحاب المفاجئ من قبل مرهون، معتبرا أن هذا التصعيد يضر بسمعة المجلس، ويتنافى مع أخلاقيات النواب واحترامهم الواجب لرئيس المجلس، وأوضح خالد أن المجلس اتفق على إعطاء كل نائب خمس دقائق للمداخلة، وقد تجاوزها مرهون ما اضطر الرئيس إلى إيقافه، ملفتا إلى أن الجو كان مكهربا داخل المجلس بسبب الجدل الدائر عن قرض الـ 500 مليون دولار، في حين كان النائب مرهون يكرر كلامه بشكل استعراضي على حد تعبيره، مشددا على ضرورة الحفاظ على التجربة البرلمانية، وحرام أن تضيع هذه الفرصة من بين أيدينا بسبب الخلافات والأهواء.
وأيد هذا الكلام النائب جاسم عبدالعال معتبرا أن ما حصل من النائب مرهون فيه شيء من الحساسية، إذ لا يوجد شيء يدل على الخلاف، وكل ما حصل أنه تجاوز الوقت ونبه لذلك كما نبه النائب حمد المهندي للأمر ذاته، إلا أنه أشار إلى أن حساسية الموقف من القرض ربما فجرت الموقف، معتقدا بأن بعض النواب أرادوا أن يضيقوا باب النقاش، ويجروا المسألة إلى دستورية وعدم دستورية القرض، إلا أنه أشار إلى أن رئيس المجلس قد يحاول أن يذهب بالمجلس إلى حيث يعتقد من آراء، لكنه يسعى لإنجاح تجربة المجلس قدر الإمكان.
وعبر النائب عبدالله العالي عن أسفه لما يجري، معتبرا أن ما جرى خطأ من النائب مرهون، إلا أنه لم يكن من رئيس المجلس أن يتصرف معه بهذه الطريقة، وأوضح العالي أنه امتنع عن التصويت على القرض، لكون البيانات غير كافية، ولعدم وجود دراسة كافية توضح مدى قدرة هذه المشروعات إنتاجيا، ملفتا إلى أن أعضاء اللجنة المالية قدموا موضوع القرض بصورة تعذر معها إيجاد مخارج شرعية للقرض، ما أدى إلى امتناعنا عن التصويت عليه.
إلا أن النائب عبدالنبي سلمان حول خلفية الخلاف، وقال «أضم صوتي إلى النائب عبدالهادي مرهون، فالذي حصل لا يرتضيه المنطق، لأن رئيس المجلس خاطب مرهون بلغة غير لائقة، وقد تمالك مرهون نفسه أثناء الجلسة، لكنه انسحب في الجلسة الخاصة للتعبير عن رفضه لهذا الأسلوب الجاف»، وأكد سلمان أن رئيس المجلس يتعامل بجفاء مع بعض النواب، من بينهم مرهون وسلمان على حد تعبيره، مضيفا «فنحن نكن كل الاحترام والتقدير لرئيس المجلس، لكبر سنه وخبرته في العمل السياسي، لكننا نريد لفت انتباهه إلى أن مجلس النواب مختلف عن مجلس الشورى، ونحن مصرون على أخذ دورنا في المجلس، وطرح قضايا الناس بجرأة، ولن يوقفنا في ذلك أحد، متمنيا على رئيس المجلس أن يدير بحكمة وعدالة، وبعيدا عن التعامل الشخصي، ملفتا إلى أن قوة المجلس من قوة رئيسه»
العدد 195 - الأربعاء 19 مارس 2003م الموافق 15 محرم 1424هـ
