جاكي تشان وكريس تاكر في فيلم واحد ملهمان. جاكي تشان واوين ويلسون في فيلم واحد كاسحان. أما جاكي تشان وجنيفر هويت؟
في فيلم «Tuxedo» (البذلة السوداء) ينجح - تشان في أغرب جمع بين ممثلين في مرحلة عمله في أفلام الأكشن الهزلية الأميركية حتى الآن. غير أن المفاجأة الكبرى هي هويت التي تتألق كنجم متفجر.
هويت شاهدناها حردة تارة وودودة تارة أخرى في «Party of five» ومسلسل «l Know What You Did In The Summer»، تستعمل هذه الوصفة غير المتوقعة لكي تنمو وتنضج بشكل ملفت. إنها تملأ دورا لا يمكن وصفه كتابة بل ينبغي أن تشاهده - دور عميلة متدربة في وكالة استخبارات غير موصوفة بوضوح.
والحقيقة أن العبرة على صعيد التمثيل في فيلم كهذا هي جعل الجمهور يتوق إلى مشاهدتك. والجمال، طبعا يساعد على ذلك وهويت لا ينقصها شيء من هذه الزاوية وهي متواطئة بمرح وسرور لاستغلال شكلها الذي يتحدى قوة الجاذبية.
ولكن الأهم من ذلك هو المقدرة على الانعتاق والإفلات من الضوابط والتحرر من الموانع والاستمتاع بالوقت إلى أقصى حد أمام الكاميرا. هذه هي مادة النجومية، وهويت لديها الكثير، منها: «إنها تبدو وكأن ليس هناك أي موقع آخر تريد أن تكون فيه. إننا لم نشهد ممثلة تنغمس في شيء سخيف كهذا وتحوله إلى ساحر منذ أن لعبت اليزابيث هيرلي في أول أفلام سلسلة أوستين باورز».
أما جاكي تشان فهو كما عهدناه: «ممثل جسدي لامع لا يحتاج إلى بذل مجهود لكي يكون محبوبا يستعمل عضلات وجهه بسرعة الضوء لينقل إحساسه إلى المشاهد بعفوية تامة. إنه وهويت يلتقيان مرارا وتكرارا، وهذا هو الفيلم - مجرد وسيلة لتألق نجومه. وفيلم «تاكسيدو» لا يساوي شيئا من دونهما. وبوجودهما هو «لا شيء» ممتع ولذيذ.
حبكة الفيلم سميكة إلى حد تتحدى الصدقية: جاكي تشان - لا أحد غير جاكي تشان؟ - بحاجة إلى بذلة سوداء قيمتها مليار دولار ليتحول إلى رجل زئبقي يتغلب على قوة الجاذبية، الرجل «المتدروش» الذي نعرفه ونحبه جميعا.
«تاكسيدو» يناقض مقولته بنفسه منذ البداية عندما يتمكن تشان في دور سائق سيارة الأجرة جيمي تونغ الذي يرتدي قميص تي شيرت وبنطلون جينز - من الافلات من شاب أرعن حليق الرأس يصدم باب سيارة الأجرة بدراجته الهوائية.
وجميل أن نرى أن تشان لا يزال قادرا على القيام بعمل خارق قديم الطراز، لأنه في بقية الفيلم ستكون غالبية أعماله الخارقة منذرة بالتأثيرات الخاصة الرقمية غير المعقولة.
أما الشرير فهو من بارونات المياه المعبأة الذي يطور جرثومة تسبب الموت عطشا. ويتعاون جيمي المرتدي البذلة الغريبة مع الجاسوسة المبتدئة دل بلين (هويت) لوقف العبقري الشرير عند حده.
وتمكن البذلة، وهي رائعة من روائع التكنولوجيا، من يرتديها من القيام بأي عمل. وعندما يظهر جيمس بوند على الشاشة ضيفا على الفيلم، يستفزه جيمي من دون قصد، ولكن لا بأس، لأن البذلة تمكنه أيضا من الغناء والرقص مثل جيمس بوند تماما. مثل هذا الأمر ممل لولا تشان وهويت يضيفان جوا من المرح على موضوع باهت. الحقيقة أن «تاكسيدو» مبهج بسخافته. إنه أكشن حي كرتوني يصر على ألا يكون شيئا. وقد جرى تصوير الفيلم في مدينة تورنتو التي يستخدمها كثير من المخرجين كمكان رخيص لمدن متميزة ومشهورة أكثر. ولكن المخرج الحديث (هذا أول اخراج له) كيفن دونوفان يستخدم الطاقة المجهولة لتورنتو بطريقة ذكية. فحوادث الفيلم تدور في مدينة مجهولة لا اسم لها، إذ لوحات السيارات تحمل عبارة: «فريدوم (حرية)، الولاية العظيمة».
دونافان يتميز عمله بلمسة خفيفة محببة: إنه يعرف أن كثرة التفاصيل ستغرق الفيلم الذي سجل نجاحه على رغم التأثيرات الكمبيوترية غير المتقنة مشاهد الأكشن المبعثرة والتصوير السينمائي المبتور. إنه ينطلق على السحر وحيوية الانسان، هما وافران لدى تشان وهويت. انهما كالبرق الخارج من عنق الزجاجة
العدد 191 - السبت 15 مارس 2003م الموافق 11 محرم 1424هـ