كادت الفنانة يسرا تعتذر عن بطولة أحدث أفلام المخرج يوسف شاهين «الغضب» وذلك بسبب رفض مدير الإنتاج لشركة شاهين الأجر الذي طلبته يسرا.
وعندما فاتحت شاهين في الأجر فوجئت به يصيح في وجهها لأنها تطالب برقم ضخم للغاية (400 ألف جنيه) فقالت له ما الذي تريد أن تدفعه إليّ فأصر على أن تعود إلى الشركة وتوقع عقدا بأجر مئة ألف جنيه فقط. ووافقت يسرا على اعتبار أن كل نجم يعمل مع شاهين يتنازل عن ثلاثة أرباع أجره لأن أفلامه تسهم في التعريف بأبطاله في الخارج وهذا مكسب أكبر من الأموال.
ما سبب حرصك الدائم على الظهور على شاشة التلفزيون خلال رمضان؟
- أعلى معدل للمشاهدة يكون في رمضان، فكل الناس يشاهدون البرامج والمسلسلات في رمضان.
إن شهر رمضان مهم جدا بالنسبة إلى مشاهدة التلفزيون. وطبعا لابد أن تعرف كيف تستهلك نفسك كفنان، فأنا أرى أن المدة المناسبة لكي أقدم عملا دراميا جديدا يكون كل ثلاث سنوات كحد أدنى ولا يزيد على خمس سنوات فلا تتخيل المجهود الذي أبذله خلال تصوير المسلسل. فلا أستطيع فعلا أن أحكي ذلك، فعندما تصور مسلسلا واحدا فكأنك صورت ستة أفلام في الوقت نفسه مع مراعاة الإعادة في تصوير مشاهد المسلسلات، فتصوير مشهد مدته نصف دقيقة تعرض على الشاشة يحتاج إلى تحضير سابق بست ساعات لكي أحصل في النهاية على دقيقة ونصف دقيقة إذا كان فيها خطأ ما تضطر إلى إعادتها مرة أخرى.
ما الذي يعنيه لك مسلسل «أين قلبي»؟
- يعني لي انني كنت أريد أن أقدم عملا إنسانيا بحتا، أريد أن أقدم شخصية مثل «فاتن» وهي تتعامل مع كل إنسان في حياتها سواء أكانت شخصية مرت في حياتها مرور الكرام أم شخصية تتعامل معها أم شخصية تعاديها أم تحبها جدا، فهي تتعامل مع كل الشخصيات والأنماط في عملها وحياتها. ومن المهم أن تنظر إلى إمكانات الشخصية، تنظر إليها وهي خائفة وتراها وهي ضعيفة وتراها وهي قوية. تراها في كل الحالات إنسانة فيها كل الإيجابيات والسلبيات. وهي شريحة من المجتمع موجودة بداخلنا جميعا فليس من الضروري أن تكون من الطبقة المتوسطة: «فاتن» حالة إنسانية موجودة داخل كل شخص.
هل يمكننا القول ان شخصية «فاتن» تمثل نموذج إنسانة مصرية تقابل جميع المشكلات الموجودة في المجتمع؟
- «إنسانة مش بس مصرية» أي إنسان في الدنيا من الممكن أن يصطدم بأية مشكلة من هذه النماذج، إذا كيف سيتصرف فيها؟ من المهم جدا أن تفكر في ضعفك وقوتك وتفكيرك الخاطئ وتحاول أن تصلح خطأك، فأنا لا أقول إن «فاتن» امرأة مثالية فهي انسانة عادية تحاول أن تكون مثالية جدا إنسانة لها أخطاؤها.
لم نر لك سوى ثلاثة أعمال درامية، هي «حياة الجوهري» و«أوان الورد» و«أين قلبي؟». هل يكمن سبب قلة مسلسلاتك في حرصك على اختيار الموضوع الذي يدخل إلى قلب الجمهور؟
- من المهم أن أجد الموضوع الذي يمسك ويمسني ويمس كل شخص على كل الأنماط وفي كل الاتجاهات، فليس من الضروري أن يكون له معنى واحد فقط أو شريحة واحدة فقط. أنا أريد كل الناس بحكم أن كل الناس يشاهدون التلفزيون لكنهم لا يذهبون إلى السينما أو المسرح، وبالتالي لابد أن تقدم اليهم الشريحة التي تشبعهم.
جسدت دور الأم في مسلسلاتك الثلاثة، ألا ترين أن ذلك قد يحصرك في هذا الدور في أذهان المشاهدين؟
- أظهر في دور الأم لأنني مقتنعة بما يقوله يوسف شاهين: «انت ممكن تبقى جد وانت عندك أربعين سنة، ليه؟ لأنك لو اتجوزت بدري أنجبت بدري هتبقى جد وأنت عند 38 سنة فإذا المسألة ليست حكاية عمر هي حكاية إحساس.
كيف تختارين أدوارك في المسلسلات التي تقومين ببطولتها؟
- «أنا لازم أحبها، لازم أحبها» فأنا لا أختار الدور تلقائيا فهناك أدوار كثيرة أقرأها وأسأل نفسي عن الجديد فيها أو الجيد فيها أو أنه لا يناسبني. ممكن يكون فيه مشهد حلو «فمثلا أنا مثلت في فيلم «معالي الوزير» مشهدا واحدا فقط لأنه يمس إحساسي ولك أن تتخيل انني متزوجة من رجل أحبه وفجأة اكتشفت أنه يكتب تقارير عني فهو تزوجني لكي يكون حاكما لأنه سيكتب تقارير عني وسأسجن من أجله. طبعا أنت لا ترى كل هذا الكلام إنما ترى هذا من مقابلتها له ومن مقابلته لها فهي لحظة مكثفة بها كل الانطباعات، يعني هذه اللحظة وهذا المشهد يطلع منه 30 فيلما.
يسرا في كل مسلسلاتها تكون لها رسالة تريد أن توصلها إلى الجمهور فما رسالتك في «أين قلبي؟»
- «إلى حد كبير آه» ففي «أين قلبي» ستجد رسالة طالما توجد لديك أخلاق وضمير.
أين نحن من الأعمال الرومانسية الآن؟
- الرومانسية يجب أن تقدم بشكل مختلف الآن، فلغة الرومانسية في العصر الحالي مختلفة تماما، فاليوم عندما تنظر إلى بنت تقول: «دي بنت طحن» والبنت تنظر إلى الولد وتقول: «ده مرجلش» هذه الألفاظ استخدمناها في مسلسل «أين قلبي؟» لتعبر عن شباب اليوم. وانظر أيضا إلى طريقة الحوار والحب بين الشباب تجدها مختلفة تماما عن الطريقة التي أحببنا بها نحن ومن بعدنا أو أجدادنا وأمهاتنا تختلف تماما.
كيف ترسمين الابتسامة على شفاه الناس وكيف يمكن أن يرسموا هم ابتسامتك؟
- الحب يمحو كل ذلك. والحنان والإخلاص يلعبان دورا في ذلك، إنما الحقيقة عندما أجد هذا الحب من الناس يجعلني أصمد أمام أية مشكلة يمكن أن تواجهني لأن ذلك حب حقيقي لا أملك أي غرض فيه، أفرح جدا عندما أجد هذا الحب من الناس وأشعر فعلا أن هناك أناسا يحبونني فعلا
العدد 191 - السبت 15 مارس 2003م الموافق 11 محرم 1424هـ