ماتتْ على خشبِ السَّفينةِ أحرُفي وغفا شِراعِي
أرنُو ليعزفني النخيـــلُ أمدُّ للشاطي ذراعي
فيلفّني وجعي وتنبتُ فـوق صاريتي الأفاعي
أسعى لِيحمَلني صراعي كي أسافرَ في صراعي
فإذا بصوتِك يعبُر الدنيــا وينبُع من ضياعي
عادتْ مراهقةُ الزمانِ تـــلمُّ فـي يدها جليدا
والكونُ أنثى أطلقت أحلى غــضارتها وعودا
يقفُ الزمان .. يُديرُ عينيه .. يطل... يرى وليدا
وأراك فوق يدِ الرسولِ تُقاسمُ الـــدنيا خلودا
ذكراكَ تختصرُ الربيعَ وأنت تختصـرُ الوجودا
عادتْ ليشهقَ في يدي وترٌ وتشنــقُّ اغنياتْ
وتظلُ نارُ الصمت تلفحُني وتخنقُ أمنياتْ
وأظلُ مصلوبا لأحلمَ أنـــــني بيديك ذاتْ
يا وجهك القروي تكبرُ فوق سـُـمرتهِ الحياة
غسّلتك في دمها البتول وأنت في فمِـها صلاة
ولأنتَ موسقةُ الحيارى قد عزفتْ على الرمالِ
ولأنتَ ملحمة نحتْ على مفاتيحِ الـــكمالِ
ثقبُوا وجودك فانفجرت مواسمُ خضرُ الليالي
أتموتُ رائحةُ السماء وتنتهي لغة الرجــالِ
دارتْ على دمِك النجومُ وأنتَ دائرةُ المحـالِ
وأراكَ في صـخبِ الـقوافلِ قد طلعتَ هناك جُرحا
وأراكَ تحتــطبُ الـزمانَ تقيمُ في كتفيك صَرحا
وأراكَ ينـــبوعـا تدفق في السما نصرا وفَتحا
ماتَ الفــراتُ عـلى يديك وأنت تعصرُ منه مِلحا
قامُوا ليقتطعُوا الصباحَ فصرتَ فوق الصبحِ صُبحا
وعلى انطفاءِ الـجرحِ يحضنُه الرسولُ بألفِ عينِ
وتفجرتْ رئةُ الحياة به كـــأروع قصتيـــنِ
ولدته يثربُها ليولد في الطـــــفوفِ كوردتينِ
عجبا أتتسعُ الحياة له ليولـــــدَ مـــرتينِ
عجبا لهذا الكونِ كيف يفورُ من جرحِ الحســينِ
العدد 191 - السبت 15 مارس 2003م الموافق 11 محرم 1424هـ