كتبت احدى المواطنات رسالة الى مرزوق تقول فيها:

مرزوق أريد ان اسألك عن: من هو المسئول عن كل ما يحدث لنا من قلة أعمال وقلة مساكن نحن في كل يوم نموت ألف موتة بسبب ما نعانيه، فملابس العيد لا نستطيع شراءها ولقمة العيش بالكاد نوفرها على رغم اننا نعيش في وطن الخيرات ومن كثرة الخيرات التي فيه جلبوا لنا من بقاع العالم الآلاف ومنحوهم الجنسية مع الخدمات المجانية المتوافرة لهم. فعندما اذهب الى السوق وهذا (قليل ما يحدث) وارى الذين لا يشبهونا وهم يملؤون السلال والاكياس من غير حتى ان يعدو النقود التي يدفعونها، انظر الى نفسي وكأنني انا الأجنبية وهم أهل هذا الوطن.

مرزوق: انك ابنة هذا البلد ليس لأن لديك أموالا أو ليس لديك أموال... انت الأصل وانت التي ستحمين هذه البلاد عندما تحتاج البلاد الى من يحميها.

انت عنوان كرامة البحرين، وما لدينا من مفارقات سببها اخطاء تراكمت منذ سنين... وهذه الاخطاء سببها انعدام الثقة بين هذا المواطن وذلك المواطن وبين الحاكم والمحكوم وبين صاحب العمل والعاملين.

وانعدام الثقة دفع البعض لوضع يده مع الآخرين وتفضيل الغير على ابن البلد... وهكذا فإن لدينا مفارقات عجيبة غريبة...

وهذه المفارقات ليست بين البحرينيين فقط... فلدينا أكثر من 200 ألف أجنبي، والغالبية من هؤلاء الذين يعيشون في ظروف لا يستطيع حتى الحيوانات القبول بها ومعاشاتهم لا تتعدى 60 دينارا شهريا... بينما هناك من الجاليات الهندية من لديه معاش شهري أكثر بمئة مرة من هندي آخر... والمجمعات السكنية المنتشرة حول القرى يسكنها الأجانب في الغالبية، وهناك عدد منها يسكنها الهنود الذين لديهم من المال الوفير الذي يمكنهم دفع أجار شهري يتراوح بين 500 الى 1200 دينار شهريا، بينما هناك هنود آخرون يحصلون على معاش شهري بـ 50 أو 60 دينارا فقط.

المفارقات داخل البحرينيين وداخل غير البحرينيين خيالية ولا يمكن ان تصدق... فهناك آلاف العوائل البحرينية التي لا تمتلك ما يكفيها لمصاريف اسبوع واحد، بينما هناك من البحرينيين من يصرف على وجبة عشاء واحدة ما يحصل عليه موظف يكدح ليل نهار ولديه عائلة يرعاها...

هناك المفارقات في كل شيء ولدينا الآن فرصة للتعبير عن انفسنا لنطالب بالعدالة الاجتماعية ونطالب بوضع الضوابط الشاملة للجميع وتنفيذ البرامج التنموية بصورة جادة...

ولكن هذا كله يتطلب الجهود المتظافرة... فلعلنا نستطيع تقليل الفرق بين الذين يملكون والذين لا يملكون... ويتطلب هذا ايضا ان تكون لدينا وزارات تفهم ما يجري في البحرين وتتعامل مع الناس بقلب رحيم