يعتقد أكثر من 70 في المئة من العرب في مصر والاردن ولبنان أن الغزو الاميركي سيزيد العمليات الارهابية، بينما يرى 15 في المئة انه سيقع هجوما على القوات الاميركية خلال ايام احتلال الولايات المتحدة للعراق.
وكان استطلاع الرأي في الدول الثلاث الذي اجرته شركة لبنانية، اذ استجوبت نحو 1100 شخص أكثر من نصفهم مصريين - الاول من نوعه في العالم العربي، الذي يؤكد ديكتاتورييه ان الرأي العام يعبر عن وجهات نظرهم. ولكن الاستطلاع بواسطة شركة استثمارات المعلومات الدولية في بيروت يظهر بوضوح درجة المعارضة العربية للحرب.
وتظهر استطلاعات سابقة بشأن فلسطين والمقاطعة المحتملة للبضائع الاميركية الامتعاض من الولايات المتحدة وسياستها تجاه الشرق الاوسط.
وفي لبنان - حيث قتل نحو 241 موظفا اميركيا في قنبلة في رئاسة البحرية الاميركية - بيروت في العام 1983 - تشير النسبة الى 81,5 في المئة من المستجوبين الى أن حرب العراق ستزيد العمليات الارهابية ضد أميركا. وقال مدير الشركة جواد أدرا ان الاستطلاع يظهر درجة معارضة الشارع العربي والاحباط العام من السياسة الاميركية في المنطقة «دائما هناك ربط في ذهن المستجوبين بالقضية الفلسطينية»، وأضاف «انهم لا يفرقون أي قضية من الانحياز الاميركي الى «إسرائيل» ضد الفلسطينيين». وفي مصر، أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان، تساءل المستجوبون عن المحكمة من الغزو الأميركي للعراق والاطاحة بنظام صدام حسين وتنصيب حكومة عراقية موالية الى أميركا. اذ قال 37 في المئة انهم غير متأكدين من تأثير ذلك بينما 34,9 في المئة انه سيكون هناك هجوم على القوات الاميركية خلال ايام من الغزو، واشار 17 في المئة الى ان يكون الهجوم المضاد بعد اسابيع و10,9 في المئة اشاروا بأنه خلال أشهر.
وبعكس ما يتصور بوش من اهدافه المعلنة، فإن العرب يعتقدون ان الغزو العراقي سيكون له اثر طفيف على كبح الارهاب. 3,4 في المئة فقط من المصريين يعتقدون أن الغزو الاميركي سيوقف العمليات الارهابية. وفي الاردن التي لها حدود مجاورة للعراق كانت نسبة 2 في المئة تقول بهذا الرأي الأخير. بينما النسبة 2,3 في المئة في لبنان. وتظهر الارقام انسجاما في الرأي العام في الدول الثلاث على رغم الحقيقة بأن لبنان تتبع سياسة سورية في الاقليم بينما الملك عبدالله في الاردن والرئيس حسني مبارك في مصر اصدقاء للولايات المتحدة. وقد سمح مبارك بمظاهرات في القاهرة ضد الحرب المرتقبة باعتبارها وسيلة للتعبير عن الغضب المصري وإلا ستكون تلك المظاهرات ضد حكومته ذاتها. وفي هذا الاسبوع فقد هاجم الرئيس الأسد القيادة العربية لفشلها في التوحد في مواجهة ما اعتبره العرب انها حرب حتمية عليهم.
روبرت فيسك - خدمة الإندبندنت - خاص بـ «الوسط
العدد 188 - الأربعاء 12 مارس 2003م الموافق 08 محرم 1424هـ