العدد 188 - الأربعاء 12 مارس 2003م الموافق 08 محرم 1424هـ

يشتعل الرأس ضيّا

من رحمِ الصحراء

كعوسجةٍ

وسديمُ القلبِ

أقولُ أحاسيسَ الشفتينِ

كـ (حُرٍّ) يقرأ بين زوايا الجلدِ كواكبهُ

والقحطُ المخفيُّ تنيزكَ

عند الوِردِ

الركضُ الهجسُ

الهجسُ الركضُ

كموّالٍ

متصلٍ في نصفِ الضلعِ المحصورِ

وتيهٌ للفتكِ بقيدِ براءةِ هذا الجوعِ

حسينٌ

شُقّ الصوتَ حكاياتٍ

واحرث بالخيلِ بساتينكَ

قبلَ منالِك

عرقٌ يفصلُ وجهة شمسكَ بين مسارينِ

لتنتظرَ أبعدَ من رمحِ الظلِّ.

عرقٌ يأخذُ فيئك قبل الدَّمِّ.

أعرفُ كلَّ تقاسيمِ السيفِ

وأعرفهُ يتقنُ تكوينَ العشقِ بمملكةٍ

كالبعضُ على البعضِ تصدَّرَ هيكلة الرؤيا

فيما جسدٌ مثلومٌ

يتعكَّزُ أو يتأججُ للّعناتِ الأشهى.

خذْ لحوافرِ خيلك مفترقا

فالأحقادُ على الأحقادِ مجمَّعةٌ

خذ قبلَ الغابةِ

قبلَ طواحينِ الملحِ مساركَ

قبلَ صهيلِ السيفِ

أُحاصركَ الساعةَ؟!!!

بينَ خميص ثلاثِ ليالٍ

تتدحرجُ في تشريدِ المعنى

وفضاؤِّكَ يطفو كالموجِ

يحرِّكُ تصعيدَ المنحِ الدائرِ

في شهوةِ جوفِ الظلماتِ.

بينَ خميصِ ثلاثِ ليالٍ

حنكة مَن سيَّس هذا الهوسَ الملغومَ

صراعُ الكرسي.

يكتبُ آيتهُ بالذبحِ وعند النحرِ

وعند الشيخِ العابسِ جنَّنهُ الحبُّ

وعند فراتِ الكفينِ

وعند الأكبرِ

عند القاسمِ

عند رضيعِكَ

عند خيامِ النسوةِ

هل تقدرْ

بينَ الزهراءِ وبينَ خميصِ ثلاثِ ليالٍ

هل تقدرْ

أن تتركَ هذا الطينَ وترحلَ

للفيءِ المضني

هل تقدرْ

أن تتركَ صدرَكَ ترحلَ

أن تتركَ موعدَ هذا التطريزِ

وتنزلَ للرغباتِ الخرساءِ.

تكسرَ لذَّتك الأمَّ

تكونَ نقيضكَ في جهةٍ باعت كلَّ خرائطِها

هل تقدرْ

بين الزهراء وبين خميصِ ثلاثِ ليالٍ

هل تقدرْ

رباهُ

مازالَ حسينُك في موقفهِ الحرِّ

يفوِّض موالَ الدَّمِ نبيا.

يمدُّ خلايا تحويلِ الميناءِ البريِّ

ويقطعُ عنقَ المسكوتاتِ

يزرعُ بذرَ النطقِ الأولِ

يحذفُ رائحة الزَّيفِ الأمويِّ

ويقذفهُ للنارِ قصيا.

رباهُ

كان نبيَّ الدَّمِ

يُصدرُ قرآنَ الرأسِ

فيشتعلُ الرأسُ رضيا.

يهزُّ نخيلَ عراقِ المكرِ.

بصرفِ اللاءاتِ

ويرتكبُ السيفَ يجادلُ فيه

فيأتي الدَّمُ نديا.

ما كانَ سواهُ

يكونُ الليلَ بفوضاهُ

يقودُ المحراثَ لنيلِ تفاصيلِ الخيطِ الفجريِّ

ويرخي كلَّ جدائلِ هذا الشوكِ

ليختصرَ الأبعادَ

يكونُ لسانَ الصدقِ عليا.

مسكينٌ يا حُرُّ

فلستُ أنا الراحلُ قبلَ زفيرِ العشقِ المولعِ

قبلَ صلاةِ الذبحِ

هنا جسدي في انتظاري الموشى

فكيف يُؤجلُ هذا التلاحمُ

في شرفاتِ اختزالِ انتظاري

وكيفَ أوحِّدُ منحدرَ الثلج فيَّ

وأتركُ ساعة ربي

دونَ الصهيلِ المكثَّفِ للغسلِ من جسدي

سأعلنُ فيما تبقى تراتيلَ ميراثِ جنتنا

وأُعبِّدُ درسَ الظهيرةِ

أقرأُ هذا القميصَ لبعدِ صلاةِ التهابي.

أنا السيدُ الدمُّ

أفتعلُ المستحيلَ

وأصبغُ هذي المسافة

لستُ أبالغُ يا حُرُّ لستُ أبالغُ

حين أقولُ

إذا شهقَ السيفُ في جسدي

والحوافرُ ترسمُ فيَّ المراثي

فألفُ حسينٍ سيحملُ حرفي

وألفُ حسينٍ يكونُ نبيا.

يزيحُ فقاعاتِ سحرِ امتهانِ الضلالِ

ويفتحُ غرفة هذي الشواطئ

تفتلُّ من صمتِها.

فيا حُرَّ

مَن أخرجَ الألفَ حين هروبِ الألوفِ

ومَن قبَّلَ الذبحَ

في زمنٍ لتضاريسِ هذي السيوفِ

أنا ابنُ خميصِ ثلاثِ ليالٍ

أنا شئتُ هذا التحولَ

لا تسألوني

فكان الهوى كربلائي.

وكان يزيدٌ بمعولهِ

في اشتعالِ الخطوطِ

وكنتُ أنا في اشتعالِ حروفيَ

أكشفُ طلسمَ قولِ عليٍّ

فجاءَ مع القولِ حرفُ القصيدةِ

يكتبُها اصبعٌ

فضَّلتْ لونَها بدمائي





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً