بعث أحد المواطنين رسالة إلى مرزوق يشتكي فيها من سوء أعمال التنظيف التي تمت خصخصتها. وكان مرزوق قد تسلم رسائل كثيرة عن هذا الأمر...

ففي يوم وليلة انتبه المواطنون ان الحاويات تمتلئ بالأوساخ، وإذا بالمواطنين يُتركون وشأنهم في صراع مع القطط الدلمونية التي تتجمع حول القمامة... وإذا بالذين يجمعون القمامة يقولون للمواطنين إن عليهم أن يأتوا بالقمامة إلى مكان معين فقط، وإذا تركوا القمامة في «درام» أمام المنزل فإن الشركة لن تتعامل مع القمامة...

مرزوق سأل أحد المواطنين المتضررين عن ذلك، فكان هذا الحوار:

مرزوق: كيف تغيرت عليك الأمور منذ خصخصة أعمال البلدية؟

المواطن: الأمور سارت إلى الأسوأ، لأن المناطق الآن من دون تنظيف ولا يوجد عامل من عمال الشركة بعد الخصخصة في المناطق التي كانت تنظف، مثل الأحياء السكنية...

فلقد كان عمال البلدية بملابسهم البرتقالية المميزة يدخلون الطرقات لتنظيفها ونقل القمامة من أمام البيوت، إلا ان الخصخصة لم تقدم لنا البديل الأفضل...

مرزوق: ولكن هل أنت ضد الخصخصة؟

المواطن: الخصخصة من دون دراسة وتهيئة ومراقبة، هي وسيلة أخرى للبعض للكسب السريع وأخذ الأموال من موازنة الدولة، وبالتالي يكثر الذين يتسلمون ولا يعطون شيئا بالمقابل، وبالتالي فنحن بين نارين...

مرزوق: أي نارين؟

المواطن: إذا تركنا الأمر كما كان في السابق، فإن الوضع لم يكن مرضيا، ولكن كان ربما أفضل من الأداء الآن... وفي الماضي كنا نقدر نشتكي ولكن الآن لمن نشتكي؟

مرزوق: لمن تشتكي لديك البلدية؟

المواطن: أي بلدية الله يهداك، خلهم يعطونهم صلاحية وبعدين نشتكي عدهم...

مرزوق: زين، تقدم بالشكوى لدى وزارة البلدية.

المواطن: الوزارة ستستمع إذا كانت لديك وسيلة أكثر من عادية للوصول إليها، وبعد ذلك تحصل على أي شيء تريد.

مرزوق: زين، اشتك عليهم في المحافظة...

المواطن: ها... هنا عندك حق، فالمحافظة ستستجيب لأنها تريد أن تثبت انها أفضل من البلدية لأنها معينة، ولأنها تابعة لوزارة الداخلية وليست منتخبة... وأنا على فكرة سأشتكي عند المحافظة، فلقد سمعت ان لديهم كل المهندسين والفنيين والموظفين ولديهم موازنة أفضل من مئة بلدية منتخبة.

مرزوق: ولكن أعلم أن المحافظة ستخدمك الآن بأكثر من عيونها، وعندما يتم إلغاء المجالس البلدية المنتخبة ستأمر بجلب القمامة ورميها في منزلك ولن تستطيع أن تقول أي شيء، لأنه لا رأي لك في تكوينها