العدد 185 - الأحد 09 مارس 2003م الموافق 05 محرم 1424هـ

عبدالنبي سلمان: لابد من صوغ مفهوم الأمن ليشمل الشعوب ولا يقتصر على الأنظمة

شن هجوما حادا على الوجود الأميركي في الخليج

الوسط - محرر الشئون البرلمانية 

09 مارس 2003

خلال اللقاء التلفزيوني على قناة «العالم» التي تتخذ من بيروت مقرا لها قال عبدالنبي سلمان إن هناك حاجة ماسة لإعادة صوغ مفاهيم الأمن الإقليمي على أسس ترتبط بمصالح شعوب المنطقة، والذي يجب أن تكون هي ذاتها مصالح الأنظمة السياسية القائمة، ورأى أنه لا سبيل لتحقيق ذلك من دون تحقيق الحد الأدنى من الممارسة الديمقراطية في العمل السياسي في دول الخليج ودول العالم العربي، بحيث تقوم هذه الممارسة على أسس متفق عليها من مبادئ المشاركة الشعبية وحقوق الإنسان، وخصوصا اننا نعيش في منظومة خليجية لم تحقق حتى الآن الكثير من الطموحات الشعبية المعلقة عليها منذ إنشائها، باستثناء التنسيق الأمني على مستوى الأنظمة والتي فشلت فشلا ذريعا إبان الغزو العراقي لدولة الكويت في أغسطس/آب 1990.

كما أكد النائب سلمان خلال الحوار الذي امتد لأكثر من ساعة ونصف على الهواء مباشرة وشارك فيه عدد من النواب والصحافيين العرب أهمية دعم الشعوب وعدم الوقوف مع بعض الأنظمة وخصوصا تلك التي ترفضها شعوبها وتتمنى رحيلها والتخلص منها، مؤكدا أننا في البحرين نعتز كثيرا بالمسار الديمقراطي الذي يقوده جلالة الملك باقتدار منذ انبلاج فجر الاصلاحات التي دشنها ميثاق العمل الوطني منذ عامين إذ سادت الممارسات الديمقراطية وأخذت تتأسس نتيجة لها تدريجيا ممارسات ديمقراطية ومؤسسات دستورية، وتتشكل تبعا لذلك مؤسسات مجتمع مدني بدأت تضطلع تدريجيا بدورها الوطني الحقيقي ولو بشكل تدريجي، بالإضافة إلى ما يقوم به المجلس النيابي حاليا من محاولات جادة للتأسيس لمفاهيم ديمقراطية راسخة في المجتمع البحريني والتي تلقى كل الدعم من لدن جلالة الملك على رغم بعض التحفظات إلا أن ذلك يفهم على أنه يأتي في إطار تفهم الجميع سواء في السلطة أو في قوى المعارضة بأهمية خلق تغيير جوهري ينزع نحو ديمقراطية حقيقية في نهاية المطاف وبما يؤهل البحرين لكي تكون مركز إشعاع حقيقي في المنطقة تتعلم منه بقية دول الجوار.

وأشار سلمان خلال الحديث إلى أن القواعد الأميركية هي تجسيد لمفاهيم الهيمنة الأميركية المتزايدة على العالم، خصوصا بعد انتهاء الحرب الباردة واختلال التوازنات الدولية التي كانت قائمة آنذاك والذي تعيش المنطقة والعالم فصولا من المآسي في ظل هيمنة أميركية غير مسبوقة وحلف، استدعى تعارضا حتى مع أقرب حلفاء الولايات المتحدة، وأعني بهم دول المجموعة الأوروبية بقيادة كل من فرنسا وألمانيا.

وأوضح عبدالنبي سلمان إلى «أن السبيل إلى إلقاء مواقع الارتكاز الرئيسية للسيطرة على المنطقة والمتمثلة في القواعد الأميركية بكل جبروت قوتها العسكرية غير المبررة هو أن تأخذ الشعوب دورها الطبيعي في قيادة عملية التحول نحو الديمقراطية». مشيرا إلى أن «مجرد وجود القواعد الأميركية بهذه الصورة في منطقة مهمة وغنية بالنفط مثل منطقة الخليج هو عامل انتقاص من سيادة دول المنطقة وعلى الأنظمة السياسية أن تصغي لشعوبها.

وقال سلمان خلال اللقاء إن هناك الكثير من الأسئلة التي تثار في داخل تيارات القوى الشعبية عن جدول هذه القواعد سياسيا واقتصاديا وأمنيا وبشكل عام عن طبيعة الاتفاقات والتسهيلات الممنوحة والتي يجب من الآن فصاعدا أن تتعامل معها الأنظمة الخليجية والتي من بينها البحرين بمزيد من الشفافية والافصاح.

وفي سؤال عن أهمية ما طرحته إيران أخيرا من وجود منظومة خليجية للأمن بمشاركة إيران، قال سلمان: إن «الأولوية تكمن في خلق مفهوم جديد للأمن القومي الخليجي الذي هو كل لا يتجزأ من الأمن القومي العربي الذي يجب أن يصار إلى إعادة صوغ على أساس من المصلحة الوطنية والعربية في ظل وحدة المصالح والتي يستتبعه أمن إقليمي لدول المنطقة كافة». وأوضح ان «المهم هو تهيئة الظروف كافة لإقامة نظام أمني عربي أولا يأخذ في الحسبان مصالح شعوب المنطقة وليس الأنظمة السياسية فقط»

العدد 185 - الأحد 09 مارس 2003م الموافق 05 محرم 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً