العدد 185 - الأحد 09 مارس 2003م الموافق 05 محرم 1424هـ

فن كالو للمعاناة

المخرج المتحمس روبرت لوباج هو المفضل لجمهور المسرح، ومع ذلك فإن المسرحية التي أخرجها والتي تتحدث عن الفنانة المكسيكية السريالية «فريدا كالو» تبدو غالبا مثل فيلم صامت مع حوار مكتوب، أو مثل استعراض مسرحي هزلي بما فيه من تضمين للخدعة السحرية القديمة للسيدة العائمة.

المسرحية مبنية على كتابات كالو، والتي تلعب فيها أيضا دور الرسامة. والمسرحية عبارة عن سلسلة من المشاهد القصيرة من حياتها المثيرة... اللونان الأكثر انتشارا هما الأزرق الغامق، الذي يشكل لون منزلها، واللون الأحمر الزاهي وهو لون دمها. بالإضافة إلى لقاء دييغو ريفييرا الذي تزوجته وتطلقت منه ثم تزوجته مرة أخرى، فإن الحادث الأهم في حياة كالو هو الحادث المروع الذي حدث لها عندما اصطدمت الحافلة التي كانت تستقلها مع عربة ترام، تقول كالو واصفة هذا الحادث «اخترق درابزين الترام جسدي ودخل مقبض معدني جسدي من خلال فخذي الأيسر ثم خرج من الجانب الآخر منه، كنت كثور مطعون بسيف، أو كمصارع ثيران مجروح ومثبت على قرون ثور». حتى هذه النقطة كنت متعاطفا بقدر ما أنا مرتعب ولكن عندما أضافت كالو قائلة «كان ذلك هو اليوم الذي أصبحت فيه امرأة»، كان يجب علي أن أحاول جاهدة ألا أنفجر في الضحك تماما مثل اوسكار وايلد وهو يقرأ جىٌُُّّم خمٌٌ.

ومع هذه الخطبة: «عملت جاهدة ليس فقط للحفاظ على اللباقة المسرحية، ولكن أيضا بدافع الحفاظ على الذات، إذ خشيت أن أعدم من قبل متعبدي كالو»... أخذ العرض يثبت ليس فقط على اللونين الأزرق والأحمر، ولكن على كل الألوان معلنا أنه مهتم بمعاناة كالو أكثر من اهتمامه بفنها وهذا ما يجعلها رمزية لكل النساء.

ويرمز الاغتصاب الميكانيكي إلى المعاملة السيئة التي كانت تتلقاها من زوجها المشوش الذي استجاب لقسم الزواج الذي ينص على أنه «على كلا الزوجين أن يتعهدا بأن يكونا مخلصين» بكلمة «مستحيل». وعندما بدأت بلادة ريفييرا (باتريك سوسير) في جعل معدل اضراب الرسامة ذات البطن المنتفخ مستبعدا، وكذلك إهانة الشر الذي يفترض انه قد حول زوجته له يبدو الزوج كما لو انه لا يملك طاقة لذلك. أداء فوشر مؤثر بشكل متقطع، ولكن مثل النص ممل غالبا، فلكل ملاحظة ذكية هناك فقرات من هراء العرافات «يوم يتبع آخر ستنقل رسائل وستتسلم، تتسلم وتنقل».

الضربة الكبرى حققتها ليزا روي بتفسيرها المميز والذكي لسبعة أجزاء أخرى منها الموت وليون تروتسكي.

تتكون المسرحية من 24 مشهدا قصيرا غير متصل، وهي تحبطنا بالكم الذي تتجاهله - لماذا انفصل الزوجان ثم عادا لبعضهما، وإلا فأي نوع من النساء ستقول انه من المهم ارتداء ملابس نظيفة لأنك «لا تعرف أبدا متى ستدهسك شاحنة»، ثم تلقي برأسها إلى الوراء وتقهقه ضاحكة.

خدمة الاندبندنت - خاص بــ «الوسط





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً