اتصل مرزوق بأحد أصدقائه ليشاورهم عن إمكان تحويل جمعية من لا برج لهم إلى شركة تطرح خبراتها في السوق خصوصا بعد أن سمع عن نية الحكومة طرح خدمات الهواتف النقالة وخدمات أخرى لاحقة للمنافسة، وكان هذا الحوار...
مرزوق: ما رأيك أن نكوّن شركة ونطرح اسمنا ضمن الأسماء التي تنظر فيها «هيئة تنظيم الاتصالات» فيمكن نحصل على نصيب وعلى أبراج؟
صديق مرزوق: هل جننت، ما هي خبراتك التي تستطيع طرح خدمات من خلالها؟
مرزوق: انا عندي خبرات، فكثير من الذين لا برج لهم هم موظفون في بتلكو وسيتم الاستغناء عن بعضهم وبالتالي يمكننا ان نكوّن شركة ونطلب من الهيئة المشرفة ان تضع اسمنا مع الشركات الأخرى...
صديق مرزوق: هل لديك خلل في الفهم؟ كيف ستطرح خبراتك ومن أين لك الأموال؟
مرزوق: لا... لا نحتاج إلى أموال... أنا سمعت أن هيئة تنظيم الاتصالات لم تطلب رسوما من الشركات العشر التي تقدمت بعروض، وهذا يناسبنا...
صديق مرزوق: أي يناسب، ومن قال لك أنهم لم يطلبوا رسوما حتى تتمكن انت وأمثالك من عرض خدمات؟
مرزوق: ولم لا، فنحن نعيش في مرحلة انفتاح وبإمكاننا ان نعرض خدماتنا ويمكن تعطينا الحكومة الرخصة المجانية...
صديق مرزوق: شوف، انته تعرف إذا هناك شيء مجاني لا يذهب إليك ولا إلى أمثالك.
مرزوق: وعلى أي أساس تقول هذا الكلام؟
صديق مرزوق: انته ما تقرأ الأخبار... أما سمعت ان هناك أراضي كثيرة وزعت على ناس والآن تقوم الحكومة بشراء هذه الأراضي من أولئك الناس الذين لم يدفعوا دينارا واحدا؟
مرزوق: لا أنا ما سمعت... هل تعرف أحدا من هؤلاء... يمكن نتحالف معاه ونؤسس شركة، فهو يجلب الأموال التي حصل عليها بالمجان ونحن نجلب أعضاء من لا برج لهم ونطرح خدماتنا وننافس الآخرين...
صديق مرزوق: انته يمكن أكلت شيء اليوم الصبح وعلى هذا الأساس فإنك تخربط ولا تعلم ماذا تقول...
مرزوق: يعني أي واحد يحاول الإبداع في حياته يصير مخربط؟ وهل لازم أكون من صنف الآخرين الذين يعيشون بالمجان لكي يهتموا بي؟
صديق مرزوق: لا... أنا أقول...
مرزوق: انت تقول ماذا؟ ألا تعلم أن الذي يحصل على الشيء بالمجان يذهب منه أيضا بالمجان، من الهواء الى الهواء... أما نحن فإننا نعيش سعداء من عرق جبيننا ونحن سعداء لأننا لا نعيش حياة مجانية..
إقرأ أيضا لـ "حظك يا مرزوق"العدد 184 - السبت 08 مارس 2003م الموافق 04 محرم 1424هـ
