العدد 181 - الأربعاء 05 مارس 2003م الموافق 01 محرم 1424هـ

جمعية من لا برج لهم (أكبر جمعية سياسية غير سياسية في البحرين)

حظك يا مرزوق comments [at] alwasatnews.com

جمعية من لا برج لهم
أكبر جمعية سياسية غير سياسية في البحرين

يوم أمس احتاج مرزوق إلى الاتصال بأحد أصدقائه للاتفاق معه بشأن موعد مهم يخص جمعية من لا برج لهم بعد إعلان شركة الاتصالات بتلكو عزمها على تسريح مئات المواطنين... ولكن عندما حاول الاتصال بصاحبه على الهاتف النقال تسلم ردا باللغتين العربية والانجليزية يقول «جميع المكالمات الصادرة ما عدى مكالمات الطوارئ محظورة».

كرر المحاولة مرزوق ولكنه تسلم الجواب نفسه، فقرر الاستلقاء حتى تعود الخدمة... وبينما هو مستلق ازدادت همومه النفسية وانعكست على أحلامه في منامه... الحلم كان مزعجا... تصور مرزوق أن بتلكو تعطلت عن العمل وتصور أن نصف شعب البحرين الذين يحملون الهواتف النقالة قد تعطلت هواتفهم ليس لأنهم لم يدفعوا الفواتير التي تطلبها الشركة ولكن لسبب لا يعرفونه وليس لديهم وقت يعرفونه. ففي الحال الاعتيادية الكل في استنفار يريد أن يتحدث مع شخص آخر، خصوصا وان نصف الشعب «يهدر» يوميا في كل شيء... خصوصا وان السياسة مسموحة بعد إلغاء قانون امن الدولة... ولذلك فإن خطوط الهواتف النقالة تحمل معلومات من كل بحر قطرة، وهي معلومات هائلة كالبحر المتلاطم، ولو قررت بتلكو مراقبة الهواتف النقالة والرسائل النصية التي ترسل على الهواتف النقالة فإنها كانت ستحتاج إلى 008 شخص إضافي بدلا من إقالة 008 شخص... وحتى هؤلاء الأشخاص الإضافيين لن يستطيعون الوصول إلى شيء... فعالم الاتصالات أصبح معقدا، وكل صديق لديه شفرة مع صديق آخر لا يفهمها إلا الاثنان... ولو افترضنا أن هناك مراقبة فلن يستطيع الشخص الذي يراقب أن يفهم شيئا... ولعل هؤلاء الأشخاص الذين يوكلون بالمراقبة يصيبهم وجع رأس وربما تتركز الذبذبات التي لا يعرف احد آثارها بعد على رؤوسهم وتحدث شروخا أكثر من الشروخ الموجودة لدى البعض.

ماذا لو تعطلت كل هذه الهواتف؟ وكيف سيتصرف المرء في حياته، وكيف سيتصل بفلان ليقول له إنه في الطريق وكيف يتأكد أن الشيء الذي يريده سيكون موجودا عندما يذهب إلى المكان المعني... كيف سيجد صديق واعد صديقه الالتقاء في مكان معين واتفق معه على الاتصال بالهاتف النقال عند الوصول إلى منطقة معينة.

كيف سيضيع البعض وقته لتوزيع العبارات الساخرة التي يؤلفها ويرسلها على الهواتف النقالة؟ كيف ستطلب الأم من ابنها أو زوجها التسوق قبل المجيء إلى المنزل؟ كيف ستكون الحياة من دون هاتف نقال؟

سؤال محير، ويبدو للمرء أن الحياة من دون هاتف نقال ليست حياة أبدا.

غير أن حياتنا كانت من دون هواتف نقالة قبل عدة سنوات، واستطعنا أن نحيا واستطاع آباؤنا الحياة من دون هذا الجهاز ولم يحدث أن تعطلت الحياة، فكيف بهذا الجهاز الصغير يتحكم في حياتنا اليوم؟

«انتبه» مرزوق من النوم وهو منزعج جدا من وجود شركة واحدة تستطيع أن تتحكم في نصف الشعب، بينما النصف الآخر مازالوا أطفالا أو أنهم من الذين أصروا على عدم الاستسلام للهاتف النقال... «انتبه» مرزوق إلى أن الأمر يحتاج لمعالجة من كل الجوانب لكي لا تخرج له الرسالة المسجلة مرة أخرى وتقول له «جميع المكالمات الصادرة ما عدى مكالمات الطوارئ محظورة»

إقرأ أيضا لـ "حظك يا مرزوق"

العدد 181 - الأربعاء 05 مارس 2003م الموافق 01 محرم 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً