العدد 180 - الثلثاء 04 مارس 2003م الموافق 30 ذي الحجة 1423هـ

نفط العراق يغطي موازنة الاحتلال وكلفة إعادة البناء

محمد دلبح comments [at] alwasatnews.com

.

دافع احد ابرز صقور الحرب على العراق في ادارة الرئيس جورج بوش عن خطة الهجوم العسكري وكلفتها البشرية والمالية في مواجهة الانتقادات التي تتزايد في الولايات المتحدة. وهاجم نائب وزير الدفاع الاميركي بول وولفويتز رئيس اركان الجيش الاميركي الجنرال إريك شينسيكي الذي كان قال «ان السيطرة على العراق في مرحلة ما بعد الحرب تحتاج إلى عدة مئات من آلاف من الجنود الاميركيين». وقال وولفويتز ان هذا الرقم «بعيد جدا عن الرقم المطلوب». وكان مسئولون في البنتاغون وضعوا الرقم قريبا من المئة ألف جندي.

واتهم الديمقراطيون في لجنة الموازنة في مجلس النواب وولفويتز باخفاء التقديرات الداخلية للادارة الاميركية عن كلف الحرب واعادة بناء العراق. واغاظ رفض وولفويتز الاعضاء الديمقراطيين الذين لاحظوا ان وزير الدفاع ومدير الموازنة في البيت الابيض مايكل دانييلز اطلعا الرئيس بوش على مثل هذه التقويمات يوم الثلثاء الماضي. وقال العضو الديمقراطي في اللجنة جيمس مورتن «اعتقد انك تجعلنا في الظلام بصورة متعمدة، فنحن لسنا بهذا القدر من السذاجة لكي نعتقد انك لا تعرف اكثر مما تكشف النقاب عنه الآن».

النائبة الديمقراطية في اللجنة دارلين هولي اعربت ايضا عن الامتعاض من وولفويتز وقالت «اعتقد انك تستطيع ان تفعل ما هو افضل من ذلك».

واستبعد وولفويتز ايضا التقارير التي نشرت في الصحافة الاميركية التي اكدت ان خبراء الموازنة البنتاغون قدروا كلفة الحرب بين 60 و95 مليار دولار. وقال انه من المستحيل التنبؤ بشكل دقيق بفترة الحرب ودمارها ومدى اعادة البناء بعد ذلك.

وقال وولفويتز في جلسة استماع عقدتها اللجنة الخميس الماضي «ليس لدينا فكرة عن الذي سنحتاج اليه الا بعد ان نكون هناك على الارض». واضاف «اننا في كل مرة نحصل على تقويم عن خطة الحرب فانها ستتفرع إلى ستة افرع مختلفة لنرى كيف ستكون السيناريوهات. فاذا وضعنا كلفة لكل فرع فان الكلف ستتراوح بين 10 و100 مليار دولار».

وحاول وولفويتز والمراقب المالي في البنتاغون دوف زاخم تهدئة الاعضاء الديمقراطيين في اللجنة، حين وعدهم بأن يزودهم في النهاية بتقديرات الادارة الداخلية عن الكلفة. وقال «ستكون هناك لحظة مناسبة عندما يقدم البنتاغون إلى الكونغرس مجالات الانفاق، فنحن لسنا في وضع نقدم فيه ذلك الآن».

من جانبه قال رامسفيلد «ان الفكرة القائلة ان الامر سيتطلب عدة مئات من آلاف من القوات الاميركية بعيدة عن الرقم المعقول...» غير ان الناطق باسم الجنرال شينيسكي العقيد جو كيرتن الذي تولى في السابق قيادة عملية حفظ السلام في البوسنة، قال ان الجنرال يلتزم بتقييمه.

وعدد وولفويتز اسباب ما يعتقده ان عدد قوات التحالف لحفظ السلام ستكون اقل مما تصور الجنرال شينيسكي لتكون كافية للقيام بأعمال الشرطة واعادة البناء في العراق ما بعد الحرب. وقال وولفويتز «انه لا يوجد تاريخ من الاقتتال العرقي في العراق كما كان عليه الحال في البوسنة وكوسوفو». وقال «ان المدنيين العراقيين سيرحبون بالقوات الاميركية الغازية التي وصفها (قوة تحرير) ستبقى أطول فترة ضرورية ولكنها تغادر بأسرع وقت ممكن، ولكنهم سيعارضون قوة احتلال لفترة طويلة المدى».

وزعم وولفويتز ان الدول التي تعارض الحرب على العراق مثل فرنسا «سيكون لها مصلحة قوية في اعادة بناء العراق» لكنه اكد ان الوضع هذه المرة يختلف عن حرب 1991 على العراق حين شاركت الكثير من الدول في دفع نفقاتها. وقال وولفويتز إن الادارة الاميركية هذه المرة تتعامل مع «دول خائفة تماما من ظلالها نفسها».

وفي معرض تبرير الحرب على العراق ومعارضته للارقام الخاصة بموازنتها وكلفة اعادة البناء، قال وولفويتز ان التقديرات والتكهنات بان الانفاق يمكن ان يقفز إلى ارقام اعلى «تجاهلت حقيقة ان العراق بلد غني بصادرات نفطية سنوية تبلغ قيمتها من 15 إلى 20 مليار دولار، كما ان الافتراض اننا سندفع كل الكلفة هو افتراض خاطئ»

العدد 180 - الثلثاء 04 مارس 2003م الموافق 30 ذي الحجة 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً