جاء منتدى المستقبل الذي بدأ في العام 2004 عندما عقد أولا في المغرب، وثم عقد في العام 2005 بالمنامة، وبعدها في الأردن في 2006 وثم اليمن في 2007، محملا بكثير من الآمال والأفكار لدعم أسس الديمقراطية في دول منطقة جديدة أطلق عليها الشرق الأوسط الكبير، أو الشرق الأوسط الموسع وشمال إفريقيا (بي. مينا)... لكن ذلك لم يمكث طويلا لأنه ولأسباب كثيرة تعطل بعد أن اختلطت الأوراق وتقلب مزاج الإدارة الأميركية وحكومات المنطقة لعوامل شتى، حيث الظروف كانت حينها مختلفة تماما عما هي عليه الآن.
وقد بدأت أبوظبي أمس باستقبال وفود وزراء خارجية الدول التي تشارك في منتدى المستقبل للعام 2008 من دول «الشرق الأوسط الموسع وشمال إفريقيا» برعاية الدول الصناعية الثماني الكبرى (أميركا، اليابان، ألمانيا، بريطانيا، فرنسا، إيطاليا، كندا، وروسيا). ومن المؤمل أن يركز المنتدى هذا العام على موضوعات تخص «الإصلاحات السياسية» و «التنمية المستدامة». تم إطلاق مبادرة الشرق الأوسط الموسع وشمال إفريقيا في قمة الدول الصناعية الثماني الكبرى في سي ايلاند بالولايات المتحدة الأميركية في شهر يونيو/ حزيران 2004، ومنذ ذلك الحين يتم عقد «منتدى المستقبل» بصورة منتظمة من قبل الدولة التي يكون عليها الدور في رئاسة مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى بمشاركة إحدى الدول الشريكة في المنطقة، حيث يقوم فيه وزراء الخارجية وممثلو المجتمع المدني بتبادل الآراء في أجواء منفتحة وغير رسمية حول القضايا الراهنة.
ولعلَّ من أهم الأمور التي يجب أن يعاد تسليط الضوء عليها خلال منتدى المستقبل لهذا العام في أبوظبي أهمية اعتراف الأنظمة العربية بدور منظمات المجتمع المدني بحيث يقوم التعاون بينهما على أساس التكافؤ والشراكة القوية وصولا إلى الفصل بين ممارسة السلطة والدخول في الأعمال التجارية حتى يكون هناك تعاون حقيقي بين جميع الأطراف، وهو ما شدد عليه عضو منظمات المجتمع المدني ممثلا عن البحرين الناشط عبدالنبي العكري.
إن الحكومات العربية تتحسس دائما من عمل مؤسسات المجتمع المدني وخصوصا تلك التي تعمل في المجال الحقوقي، ولكن الشراكة والحوار تتطلب النقد والإيجابية حتى لو كان ذلك من غير المعتاد عليه في كثير من بلداننا... فالنقد لا يؤدي إلى الفوضى، بل إن القمع هو الذي يدفع إلى ذلك.
إن هناك حاجة فعلية للإصلاح السياسي في المنطقة العربية يدفع بضرورة التعددية السياسية بما في ذلك تشكيل الأحزاب المعمول بها في بلدان العالم المختلفة، ونحن جزء من هذا العالم. العكري أشار إلى أن ما يجري بالدول العربية هو نمو وليس تنمية، ولا بد من تنمية البشر أولا قبل تأسيس الحجر وهذا هو العامل الأهم وعامل رئيسي لإصلاح حقيقي في المنطقة
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 2236 - الأحد 19 أكتوبر 2008م الموافق 18 شوال 1429هـ