المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتنمية الزراعية عقد اجتماع دورته الثالثة والثلاثين في البحرين أمس بمشاركة سبع دول عربية (البحرين، قطر، العراق، ليبيا، مصر، المغرب، والصومال). وأمس الأول اجتمع وزير شئون البلديات والزراعة جمعة الكعبي مع المدير العام للمنظمة سالم اللوزي وبحث معه سبل تطوير التعاون فيما يتعلق بتوفير احتياجات الدول الأعضاء من الخبرات الفنية من خلال عدد من المشروعات التي تنفذها المنظمة في البحرين، كمشروع تطوير الإحصاء الزراعي ومشروع معاملات ما بعد الحصاد ومشروع تطوير الخدمات الزراعية، الخ. وبحث الجانبان إمكانية قيام المنظمة بانتداب خبراء لفترات محدودة في مختلف المجالات التي تحتاجها البحرين من أجل تطوير القطاع الزراعي وزيادة مساهمته في الناتج القومي، إذ حاليا يبلغ أقل من واحد في المئة.

إننا بحاجة إلى المنظمة العربية للتنمية الزراعية في هذا الوقت بالذات من أجل وضع خطة بعيدة المدى لتحقيق الأمن الغذائي، كما اننا بحاجة إلى النظر لدول أخرى أيضا قريبة من العالم العربي، مثل السنغال. و «الوسط» تنشر اليوم مقابلة أجرتها مع سفير السنغال في البحرين مافودي اندونغ (انظر ص 17) أشار فيها إلى إمكانيات بلاده التي تبلغ مساحتها نحو 200 ألف كلم مربع تقريبا وتزخر بموارد زراعية ضخمة، والأرض خصبة ولكن لم يستغل منها سوى 30 في المئة ولديها ثلاثة أنهر تستخدم لتخزين المياه وتوليد الطاقة وفي الري الزراعي، إضافة إلى الأيدي العاملة الرخيصة والمدربة على الزراعة. وقد أشار السفير السنغالي إلى أن بلاده لديها «مهندسون زراعيون أكثر من أية دولة أخرى بسبب أن السنغال تفتخر بأنها أول دولة أنشئت فيها جامعة مميزة معترف بها عالميا ولها مجالات تعاون مع الجامعات الفرنسية».

المدير العام لمنظمة الزراعة والأغذية العالمية (الفاو) سنغالي الجنسية، وهو جاك ضيوف، زار البحرين في 17 يونيو/ حزيران الماضي وقال حينها «إنه لا خيار أمام المجتمع الدولي الذي يقف على مسافة واحدة من مشكلة التضخم وانعكاساته على الغذاء إلا تضافر الجهود على مستوى الدول والمنظمات لتحقيق الأمن الغذائي العالمي». وأشار ضيوف مؤخرا إلى حاجة العالم «لمضاعفة الإنتاج الغذائي العالمي لإطعام سكان سيتجاوز عددهم 9 مليارات نسمة بحلول العام 2050».

إننا بحاجة إلى استمرار الإرادة السياسية، وأن نضع ضمن مخصصات موازنة الدولة التزامات مالية نستثمرها في مشروعات التنمية الزراعية المستدامة لتحقيق الأمن الغذائي، لأن الأوراق النقدية بحد ذاتها لاتشبع بطنا إلا إذا كان هناك غذاء يمكن شراؤه