شاهد مرزوق أعمال القمة العربية مع جمع من أصحابه وفكر كثيرا في وضع البلاد العربية وكيف أن حظها المفقود رماها على حكام مثل بعض الذين ظهروا على شاشات التلفزيون يتحدثون وكأنهم قادمون من عالم آخر.

مرزوق: ما رأيكم في القمة العربية؟

أحد الحضور: هل الذي كنا نشاهده قمة؟ أنا اعتقدت أنها مسرحية تنكرية وأن بعض الممثلين العرب لبسوا ثيابا وتنكروا في وجوه مشابهة لوجوه الحكام!

مرزوق: ولماذا تقول هذا الكلام؟ كل الناس يعلمون ان هذه القمة الطارئة تعقد بمناسبة خطيرة وهي قرب بدء الغزو الأميركي للعراق...

شخص ثان: أنا أعتقد ان الحكام يصلحون لأن يتحولوا إلى ممثلين، والممثلين إلى حكام... فالأميركان اكتشفوا في الثمانينات انهم تورطوا برؤساء لا يجيدون التمثيل فانتخبوا ممثلا فاشلا، أتذكر ان اسمه رونالد ريغان.

مرزوق: ولكن رونالد ريغان كان منتخبا...

الشخص الثاني: النقطة التي أردت الإشارة إليها هي ان ريغان كان ممثلا فاشلا وعندما انتخب رئيسا لأميركا أصبح رئيسا وممثلا ناجحا حسب الموازين الأميركية... ففي عهده استعادت أميركا دورها العالمي وبدأت تضرب يمنة ويسرة، فمرة يهجمون على جزيرة صغيرة في أميركا اللاتينية ويعزلون حكومتها ويعينون أخرى، ثم يهجمون على بلد أميركي لاتيني أكبر ويعتقلون رئيسه وينقلونه الى واشنطن لمحاكمته بتهمة تهريب المخدرات الى الولايات المتحدة، ولا يشفع لهذا الرئيس صراخه بأنه كان عميلا للمخابرات المركزية الأميركية التي أوصلته الى الحكم وعندما ملَّت منه اقتلعته واعتقلته... وهكذا درّب ريغان الأميركان على لعب الأدوار وكأنهم يصورون أفلاما أميركية، وعندما تدربوا كثيرا واستمتعوا بهذه التدريبات أصبحوا جاهزين لنا الآن، فلم يعد التمثيل تمثيلا...

مرزوق: إذن هل تقترح أن نأتي بممثلين مسرحيين بدلا من حكامنا العرب؟

الشخص الثاني: بالتأكيد، فحكامنا العرب فاشلون في التمثيل ولا يمكن الاعتماد عليهم، ولدينا وفرة هائلة من الممثلين المسرحيين والسينمائيين والمخصصين للشاشة الصغيرة، وأنا متأكد من ان عددا من هؤلاء يستطيعون ترتيب أوضاع البلدان العربية تماما كما فعل ريغان الذي رتب أميركا وأصبح رئيسا وممثلا ناجحا...

وعلى رغم ان الأميركان كانوا يعلمون بغبائه الفاحش فإنهم كانوا يحبونه كثيرا لأنه ممثل، والممثل لا يؤخذ عليه...

مرزوق: ولكن كيف سنطرح هذه الفكرة والقمة الآن انتهت وستبدأ الحرب الأميركية على العراق وليست لدينا وسيلة لطرح هذه الفكرة وتنفيذها؟

متحدث ثالث: إذا كان ولابد فيمكن أن نرسل بعض الممثلين العرب لمجالسة الحكام خلال هذه الفترة فلربما حصلنا على ما حصلت عليه أميركا بعد وصول رونالد ريغان إلى الحكم هناك...

مرزوق: انا أعتقد ان هذه فكرة «بايخة» وغير قابلة للتنفيذ، ثم ان ما شاهدناه أثناء القمة على شاشات التلفزيون كان أفضل من أي شيء شاهدناه، وأعتقد ان مسرحيات عادل إمام ودريد لحام وعبدالحسين عبدالرضا لا تستطيع ان تعطينا المشاهد الممتعة التي عرضت علينا خلال القمة... وأنا أقترح ان يذهب إمام ولحام وعبدالرضا الى القمم العربية، صغيرها وكبيرها، لكي يحصلوا على تجديد لأفكارهم ومسرحياتهم، ويعرضوا لنا مشاهد خيالية لم تحدث في التاريخ ولا تحدث إلا في قمم العرب