ليس من المستبعد أن تكون البحرين عرفت كرة القدم الحديثة في العقد الأخير من القرن التاسع عشر، أو مطلع القرن العشرين، شأنها في ذلك شأن عدد من الدول العربية مثل مصر والعراق وتونس والجزائر والمغرب وليبيا التي عرفت كرة القدم مع وصول (الأجانب) الأوروبيين الذين اختلف سبب وجودهم كالتبشير أو التنقيب عن الآثار أو التنقيب عن النفط أو العمل في البعثات الدبلوماسية أو من أجل الاستعمار، فالبحرين ومما لاشك فيه أنها شهدت الكثير من زيارات الأوروبيين في القرن التاسع عشر كما شهدت وصول أول بعثة تبشيرية في سنة 1893م وعملت في البحرين منذ ذلك العام ، كما أن أول مساعد معتمد سياسي بريطاني وصل البحرين في 10 فبراير/شباط 1900م ، ولا يستبعد أن يقضي أولئك الأوروبيون أوقات فراغهم في البحرين بهوايات كانوا يمارسونها في بلادهم ومنها كرة القدم التي عرفتها بلادهم قبل عدة عقود، (ومنها إنجلترا قبل وصول هذا الموظف بنصف قرن، فقد تأسس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم في سنة 1862م !).
غير أنه وللأسف ليس بين أيدينا ما يثبت وصول كرة القدم الى البحرين بشكل قاطع، غير أنه ومع ذلك فإن كرة القدم في البحرين لها تاريخ عريق، فقد تأسس أول فريق مدرسي لكرة القدم في سنة 1928م وذلك في مدرسة العجم بالمنامة (والتي تأسست في 1913م وحملت اسم مدرسة إتحادية إيرانيان والإصلاح منذ 14 يوليو/تموز 1923م حتى 1931م)، وقد كان النشاط البدني والرياضي مكملا للدروس العلمية في تلك المدرسة التي عرفت لعبة كمال الأجسام والكريكيت أيضا!.
أما الانطلاقة الحقيقية لكرة القدم البحرينية فكانت في 1928م حين تأسست في المحرق فرقة بحرينية لكرة القدم أطلقت على نفسها اسم (الخليفية) واعتبرت نواة لنادي المحرق، وممن لعب في تلك الفرقة: الشيخ خليفة بن محمد بن عيسى آل خليفة، والشيخ علي بن عبدالله آل خليفة، وعبدالعزيز الشملان (الذي ساهم في تأسيس النادي الأدبي الثاني في المحرق في 21 نوفمبر/تشرين الثاني 1926م ورئيس نادي البحرين منذ أكتوبر/تشرين الاول 1938م)، وممن لعب في الفرقة الخليفية أيضا : السيد محمود بن السيد أحمد العلوي (المولود في فريق المخارقة بالمنامة في 1909م وهو أول وزير مالية في البحرين وتوفي في 1994م) ولعب السيد محمود العلوي في فرقة (الوطنية) بعد ذلك، ما يعني أن لعبه في فرقة (الخليفية) يعتبر «احترافا وانتقالا مبكرا في البحرين».
أخذت الفرقة الخليفية تشد أنظار المتفرجين على رغم معارضة نفر كبير من الأهالي للعب أو التفرج على من يلعب تلك (التمبة المدورة) لأنها (حرام)، أما الفرقة فقد استمرت حتى انحلت في 1935م كما انحلت في المنامة فرقتا (الوطنية) و(الاتحاد)، ما أوجد فراغا كرويا في البلاد أدى إلى الشعور بالحاجة الى تأسيس فرق أو أندية لسد ذلك الفراغ الكروي القاتل
العدد 176 - الجمعة 28 فبراير 2003م الموافق 26 ذي الحجة 1423هـ