تفجر الأهلي بركانا ودك مرمى الرفاع بأربعة أهداف مقابل هدفين في المباراة التي أقيمت بينهما يوم أمس وتألق فيها الأصفر وقدم كل ما عنده وخصوصا في الشوط الثاني الذي تألق فيها «نسور الأهلي» بعد الأهداف التي توالت على مرمى الرفاع عن طريق علي أحمد حبيب (في الوقت بدل الضائع من الشوط الأول) ومحمد حسين في الدقيقة 15 من الشوط الثاني ونادر عبدالجليل في الدقيقتين 35 و42، وتسبب تراخي لاعبي الأهلي في تسجيل أحمد حسان هدفين سريعين قبل نهاية المباراة بثوانٍ.
بهذا الفوز رفع الأهلي رصيده من النقاط إلى 11 وبقى الرفاع في الصدارة بـ 18 نقطة.
بدأت المباراة متكافئة من الطرفين، إذ بدأها الأهلي بنشاط محلوظ واستحواذ على الكرة والوصول إلى مرمى الرفاع، لكن من دون فاعلية، بعد ذلك دانت السيطرة إلى الرفاع الذي أمسك بزمام الأمور وامتلك المبادرة في الهجوم على مرمى الأهلي وضاعت من لاعبيه أكثر من فرصة مؤكدة عن طريق طلال يوسف عندما لعب الكرة قوية من خارج منطقة الجزاء، تصدى لها الحارس علي سعيد (المبدع) وأبعدها إلى ركنية في الدقيقة 13 وكذلك كرة أخرى لمحمد سلمان في الدقيقة 30 عندما انفرد بمرمى الأهلي وأطاح بالكرة إلى خارج المرمى وهو على بعد أمتار قليلة.
بعد ذلك انحصر اللعب في منطقة الوسط من دون هجمات تذكر وواصل الفريقان لعبهما السلبي مع بعض المحاولات الجادة من جانب الرفاع أثمنها للمهاجم محمد سلمان الذي انفرد بالمرمى، لكن يقظة الحارس الأهلاوي أفسدت على سلمان الاحتفال بأول أهداف المباراة حارما الرفاع من هدف السبق في الدقيقة 38، وقبل ذلك احتسب الحكم عبدالرحمن عبدالخالق ركلة جزاء لصالح الأهلي نفذها محمد حسين، لكن حارس الرفاع محمود منصور تصدى لها ببسالة في الدقيقة 35، وفي الدقائق العشر الأخيرة من الشوط بدأت ملامح السيطرة تتضح أكثر لصالح الرفاع وكان الأكثر نشاطا واستحواذا على الكرة ووصولا إلى مرمى علي سعيد، ففي الدقيقة 41 ومن كرة عرضية لعبها أحمد حسان طار لها ببراعة الحارس الأمين علي سعيد وأمسك بالكرة قبل أن تصل إلى مهاجمي الرفاع، تعقبها فرصة أخرى تضيع من قدم طلال يوسف عندما تهيأت له الكرة من قدم سلمان عيسى لعبها قوية وارتطمت بالعارضة وشتتها الدفاع الأهلاوي، وقبل أن يلفظ الشوط أنفاسه الأخيرة تمكن الأهلي من تسجيل هدفه الأول عندما توغل علاء حبيل إلى داخل منطقة الجزاء مشتركا مع الحارس محمود منصور، وقبل أن يصل إليها هذا الأخير رفعها إلى علي أحمد حبيب غير المراقب والذي لدغها برأسها وهو في بطن المرمى محرزا الهدف الأول.
وفي الشوط الثاني والذي شهد سيطرة أهلاوية مطلقة ظهرت فيها نجومية «نسور الأصفر» وخصوصا عدنان علوي الذي استطاع أن يتلاعب بالدفاع الرفاعي من الناحية اليسرى ولعب كراته العرضية الخطيرة التي أربكت الرفاع، وقام الأهلي خلال هذا الشوط بشن هجمات سريعة من الطرفين وكان واضحا في هذا الشوط ميل الأهلي إلى أسلوب الضغط على لاعبي وسط الرفاع ومنعهم من التحرك بحرية، فانقطعت الإمدادات إلى الهجوم الرفاعي ولم يستطع أن يصنع هجمات خطيرة، مع هذا بكر الرفاع بفرصة مؤكدة عندما انفرد سلمان عيسى بالمرمى وتصدى لها علي سعيد بكل شجاعة منقذا مرماه من هدف محقق في الدقيقة 12 ليرد عليه مرتضى عبدالوهاب الذي توغل إلى منطقة جزاء الرفاع فأعاقه عبدالله المرزوقي ولم يتردد الحكم من احتسابها ركلة جزاء في الدقيقة 15 تصدى لها محمد حسين بقوة على يسار محمود منصور، ويخرج مرتضى مصابا وينقل على إثرها إلى المستشفى، وتم استبعاد مدرب الأهلي أثناء توقف المباراة لتنفيذ ركلة الجزاء لدخوله إلى الملعب.
بعد ذلك امتلك الأهلي المباراة وأصبح يهاجم مرمى الرفاع وخصوصا من الطرف الأيمن عن طريق عدنان علوي (المتألق)، في المقابل غاب نجوم السماوي وسط التألق الأهلاوي ولم يكن أي من نجومه حاضرا ذهنيا في أجواء المباراة، كما أن طرد المدافع عبدالله المرزوقي في الدقيقة (15) أخل بموازين الدفاع الذي أصبح مكشوفا لمهاجمي الأهلي الذين تمكنوا من تسجيل هدفين، الأول في الدقيقة 35 عندما تهيأت الكرة الى نادر عبدالجليل لعبها أرضية سكنت الزاوية اليمنى لمحمود منصور، والثاني في الدقيقة 42 عن طريق نادر نفسه، عندما توغل عدنان علوي بالكرة في منطقة الجزاء وتلاعب بدفاعات الرفاع، ولعبها على رأس نادر عبدالجليل الذي لم يتوان عن إيلاجها المرمى، حينها لم يصدق أبناء الرفاع ما يجري لهم في هذه المباراة حتى تمكن أحمد حسان من تسجيل هدفين سريعين في الوقت بدل الضائع لتنتهي المباراة صفراء لعبا ونتيجة.
أدار المباراة عبدالرحمن عبدالخالق وكان هادئا في قيادته وساعده جعفر القطري وخليفة إبراهيم والدولي جاسم محمود حكما رابعا.
غريب أمر الأخطبوط الأحمر وعجيب جدا أن نشاهد فريقا يمتلك مجريات المباراة ويعجز عن تسجيل أي هدف طوال دقائق المباراة بشوطيه وأضاع كومة أهداف حرمت الفريق من اضافة نقطتين لرصيده ولكن الكرة أهداف وخرج الفريق المحرقاوي متعادلا مع الغزال الأخضر سلبيا ومن دون أهداف... رفع المحرق رصيده إلى (12 نقطة) والبحرين إلى (10 نقاط).
لعب المحرق خلال الشوط الأول على جميع مساحات الملعب واستطاع أن يسيطر على مجرياته ولكن على رغم ذلك إلا أنه لم يكن في مستواه الطبيعي والمعهود كما كان في مباراته السابقة مع الشباب وقد يكون ناتجا للتكتل الدفاعي الذي أقامه البحرين في منطقته كان له الأثر الواضح في منع المحرق من رسم هجمات خطيرة حقيقية وترجمتها إلى أهداف وضاعت من الفريق ثلاث فرص مؤكدة تقريبا من نصيب حسين علي في بداية المباراة عندما تسلم كرة عرضية ولعبها قوية بجانب القائم الأيمن لحارس مرمى البحرين، والأخرى لمحمد سالمين الذي توغّل بالكرة في المنطقة الجزائية وتباطأ بها وأبعدها مدافع البحرين وأخرى لهادي علي الذي وصلته كرة عرضية لم يحسن التصرف بها فضاعت عليه فرصة مؤكدة وفي المقابل لم يكن البحرين في وضعية تخلق لنفسه هجمات ذات خطورة ولعب مدافعا أكثر فترات الشوط معتمدا على الكرات المرتدة النادرة وتكتل اللاعبون في الدفاع لمنع هجوم المحرق من التوغل في منطقة الجزاء وأجبر المحرق على التأثر بأسلوبه ولم يستطع الأحمر التمرير بحرية خلال الشوط الأول الذي انتهى سلبيا من دون أهداف.
وفي الشوط الثاني تحسّن الأداء الفني للبحرين ولعب بأسلوب مفتوح عكس ما كان عليه الشوط الأول وتقدّم إلى الأمام وخلق لنفسه بعض الهجمات ولكنها تنقصها الخطورة وفي المقابل تسيّد الأحمر مجريات هذا الشوط وتفنن في اضاعة الأهداف والفرص السهلة والمؤكدة مقابل فرصة وحيدة للبحرين كاد بها أن يغيّر موازين المباراة لو أحسن عصام علي التصرف بالكرة التي سنحت له في المنطقة الجزائية ولعبها إلى الخارج في الدقيقة 62 ومن الفرص المؤكدة التي أضاعها المحرق كانت احداها لحسين علي ومن كرة ثابتة على مشارف خط الـ (18 ياردة) أطلق قذيفة قوية تخترق الحائط البشري ولكنها تصطدم الكرة بالعارضة وأخرى عندما لعب المشخص كرة طويلة إلى حسين علي والذي توغل بها إلى قرب المرمى ولعبها قوية عرضية ولكن حارس المرمى المناعي المتألق صدها ببراعة.
وفي الدقائق الأخيرة تزداد الناحية الهجومية للمحرق ولكن كان المحرق يفتقد للعب الجماعي ووضح أن الهجوم كان يلعب بفردية وهذا أثر بشكل مباشر وأيضا طرد هادي علي واستبدال محمود جلال خلال هذا الشوط وعجز المحرق خلال هجماته التي لم تكن مركزة من تسجيل أي هدف وخرج من المباراة متعادلا من دون أهداف.
أداء المباراة الحكم الدولي خليفة الدوسري وقام بمساعدته علي مال اللّه وسمير عبدالله وعلي سلمان
العدد 174 - الأربعاء 26 فبراير 2003م الموافق 24 ذي الحجة 1423هـ