ندد أكثر من 1500 متظاهر من طلبة جامعة البحرين بالوجود الأميركي على ارض المملكة معبرين ورافضين الحرب المرتقبة على العراق.
جاء ذلك في المسيرة التي خرجت في الحرم الجامعي بالصخير صباح أمس، والتي نظمها الطلبة بشكل غير رسمي احتجاجا على تجاهل العالمين العربي والاسلامي ورفضا للغطرسة الاميركية. وجاء في البيان الختامي للمسيرة: «ان هذه المسيرة سلمية تؤكد موقف الشعب البحريني الرافض للطغيان الاميركي في العالم، وتناشد عاهل البلاد والحكومة باتخاذ الإجراءات اللازمة التي تتناسب مع كرامة شعب البحرين وذلك بإغلاق السفارة الأميركية وطرد قواتها من على ارض المملكة».
من جانب آخر حذرت السفارة الاميركية في البحرين رعاياها المقيمين في البحرين من الذهاب يوم الجمعة إلى المنطقة المحيطة بجامع رأس رمان والمنطقة الدبلوماسية بسبب المسيرة التي تنظمها اللجنة الأهلية البحرينية لمناصرة الشعب العراقي ونشرت السفارة تحذيرها في الموقع الالكتروني طالبة من مواطنيها البقاء في أماكن إقامتهم وتجنب هذه المنطقة.
الصخير - هاني الفردان
جابت الحرم الجامعي بجامعة البحرين بالصخير مسيرة حاشدة من الطلبة صباح أمس منددة بالوجود الأميركي على أرض المملكة ومعبرين عن رفض الشباب العربي والبحريني للحرب المرتقبة على العراق.
إذ خرج عدد من الطلبة الذين قدرتهم الأوساط الطلابية بـ 1500 طالب وطالبة فيما قالت العلاقات العامة في الجامعة بأن عددهم لا يتجاوز الـ 400، رافعين الكثير من الشعارات التي تطالب فيها الحكومة البحرينية بإجلاء القوات الأميركية وإغلاق السفارة، وإعلانها رسميا رفض الحرب على العراق وعلى أية دولة إسلامية مع الوقوف إلى جانب الشعب العراقي، وكان من بين هذه الشعارات «نطالب صاحب الجلالة بطلب الرحيل من القوات الأميركية التي تريد تدمير منطقتنا واستلاب باقي كرامتنا» وكذلك «لا للهيمنة الأميركية على شعوب المنطقة».
وأكد الطلبة في المسيرة تمسكهم بالخيار السلمي في المطالبة بإخراج القوات الأميركية من البحرين، بالإضافة إلى أنهم ليسوا ضد المقيمين الأميركيين في البحرين باعتبارهم مقيمين يمارسون أعمالهم مثل بقية الجنسيات الأخرى.
وجاء في البيان الختامي الذي ألقاه الطالب محمود الشهابي في نهاية المسيرة «انه في الوقت الذي تستعد فيه إدارة الرئيس الأميركي بوش لشن هجوم واسع على المنطقة وسحق ارادة شعوبها والهيمنة على مقدرتها الحيوية وقراراتها المصيرية، فإننا نجد ان العالم العربي والإسلامي لم يبد أي لون من ألوان الاعتراض السياسي والإستراتيجي الذي يبشر بإرادة حرة وحقيقية».
مشيرين إلى «الإحباطات الشديدة التي أصابت الشباب العربي والمسلم حينما رأى التعامل الخجول للأنظمة الحاكمة مع سياسة التركيع والهيمنة الأميركية، في الوقت الذي انطلقت مسيرات مليونية لأحرار العالم في أوروبا وأميركا تندد بسياسة العدوان الأميركية، ولم تعمل هذه الأنظمة على تقديم ما يبرهن على رفضها العملي لهذه السياسة». وأضاف البيان «ان وجود القواعد العسكرية في أكثر من منطقة عربية دليل على ان أنظمتنا مازالت مرهونة بيد الإدارة الأميركية وأنها غير قادرة على الوقوف في وجه سياسات بوش التدميرية الهادفة إلى غزو العراق وتكريس الهيمنة الصهيونية في المنطقة من خلال التخطيط للقضاء على ما تبقى من شرف عربي ومقاومة شريفة».
كما أشار الطلبة إلى أن «الشعب البحريني الذي عبر في أكثر من مناسبة عن احتجاجه على هذه السياسة ورفضه للموقف العربي الذليلة تجاه التطاول الأميركي على كرامة الشعوب وعزتها، وإعلان رفضه الواضح لكل أشكال التطبيع مع الإدارة الأميركية ومن يساند سياستها الاستعمارية، فقدم أعز ما لديه من أرواح أبنائه باستشهاد محمد جمعة في إحدى أشهر المسيرات التي خرجت في المنطقة ضد الغطرسة الأميركية أمام السفارة الأميركية في المنامة، كما انه بادر إلى مقاطعة البضائع الأميركية والصهيوينة، وطالب بضرورة إغلاق القواعد العسكرية التي تمثل عنوان للخزي الأميركي في البحرين».
وأكد طلاب وطالبات جامعة البحرين من خلال هذه المسيرة السلمية «على موقف شعب البحرين الرافض للطغيان الأميركي في العالم»، وناشدوا عاهل البلاد وحكومة البحرين بـ «اتخاذ الإجراءات اللازمة التي تتناسب مع كرامة شعب البحرين وذلك بإغلاق القواعد العسكرية الأميركية وإخلائها إلى الأبد» معبرين عن اعتقادهم «ان هذه الخطوة الإستراتيجية هي وحدها الكفيلة بإرغام الإدارة الأميركية على التخلي عن سياستها الاستعمارية وثنيها عن مواصلة الإذلال السياسي لحكومات المنطقة وشعوبها وإفشال خططها الهادفة إلى تمكين الكيان الصهيوني على منطقة الشرق الأوسط». وأضاف الطلبة «ان الشعب البحريني ـ وعبر قواه الطلابية والأهلية الحياة ـ سيواصل رفضه لإدارة الحرب الأميركية وسيكون موجودا في كل موقع يعلن الموت لهذه الإدارة ورحيلها عن صدر الشعوب المستضعفة»
العدد 174 - الأربعاء 26 فبراير 2003م الموافق 24 ذي الحجة 1423هـ