مرزرق تسلم رسالة من أحد الأشخاص ربما انه عدو للجمعية ومضاد لكل أهدافها.... تقول الرسالة: «تحدثت كثيرا عن الذين لا برج لهم، وهؤلاء ليس لهم برج لأنهم تعساء ولا يريدون ان يُتعبوا على انفسهم إذ يتوقعون الحصول على ما يريدون على طبق من ذهب».
عرض مرزوق هذا الحديث على بعض أصدقائه وسألهم عن رأيهم....
مرزوق: هل صحيح ان الذين من دون عمل والذين لا يحصلون على حقوقهم في البحرين ليس لهم إلا لوم أنفسهم؟
أحد الحضور: هذا الكلام غير صحيح، فالبحريني اثبت انه مستعد للعمل في كل شيء، واليوم الذين يعملون في محطات البترول أكثرهم من البحرينيين...
فتحدث ثان: والدليل على ان البحريني مظلوم هو ان أحد العاملين في محطة بترول فصلوه لأنه صرح للصحافة «بحلم» لديه، وهذا الحلم لا يضر المحطة، ولكن ربما ان الفقراء إذا حلموا يؤذون الذين لهم أبراج.
مرزوق: ولكن هل صحيح ان البحريني يعمل في كل الأعمال؟ لا نراه في كثير من المهن المتوافرة؟
المتحدث الأول: لا، لا، المشكلة ان بعض المتنفذين يستجلب الفري فيزا ويستورد الأيدي العاملة الرخيصة، والمواطن لا يستطيع منافسة هذا النوع من العمال...
المتحدث الثاني: إذا لماذا لا نضع حدا لاستجلاب الأيدي العاملة الرخيصة؟
المتحدث الثالث: هذا أمر صعب، فوزارة شئون الفري فيزا (وزارة العمل والشئون الاجتماعية سابقا) «ما تقدر على الحمار فتضرب العدّة». وزارة الفري فيزا لا تستطيع ملاحقة خمسين ألف عامل هربوا من الذين جُلبوا الى البحرين لأن بعض هؤلاء يذهبون للعمل لدى أشخاص لا تستطيع وزارة الفري فيزا التحدث إليهم...
المتحدث الثاني: يعني ان المشكلة ان البلد فيها «خربطة» والضحية هو المواطن...
مرزوق: لكن لماذا لا ندعو إلى تطبيق الإجراءات على الجميع ونمنع هذا التسيب، وخصوصا ان البحرين تستورد يوميا المزيد من العمالة السائبة من دون توقف ومن دون انقطاع ومن دون خشية من أحد؟
المتحدث الأول: انا أعتقد ان الذي ارسل إليك الرسالة هو أحد الذين يستوردون الفري فيزا، وهؤلاء يعتقدون ان من حقهم ان يستوردوا هذه العمالة السائبة ويحصلوا على أموال منها بصورة مجانية، فهم يؤمنون بضرورة عودة «العبودية» لأن العبودية توفر لهم ربحا متزايدا من دون حساب وعتاب، وإذا وظفوا المواطن فمن الصعب (استعباده)، لذلك فإنهم كانوا يفرحون عندما كان المواطنون يرزحون في السجون، بينما هم يستوردون الفري فيزا ويوظفون العمال الهاربين، ولذلك فهؤلاء يشعرون بالحزن منذ بداية الانفتاح السياسي، ويتمنون لو تسوء الأوضاع وتعود السجون ويعود القمع... لأنه في رأيهم ان الناس مثل (العبيد) ولابد من ضربهم بالسوط لكي يحصل هو وأمثاله على الأرباح من دون حساب...
المتحدث الثاني: ولكن هؤلاء زمانهم ولى...
المتحدث الأول: من يقول لك، هؤلاء الآن في ازدياد وهم يزدرون المواطنين و«يتطنزون» على وزارة شئون الفري فيزا.
المتحدث الأول: ولماذا «يتطنزون على وزارة الفري فيزا؟
المتحدث الثاني: لأنهم يعلمون ان الوزير والوزارة مثل المجنون في دار مجانين، يصرخون ويعتقدون انهم أصحاب قرار، ولا يدرون أنهم في دار مجانين لا يحلّون ولا يربطون...
مزروق: دعونا عن هذا الحديث، فالكل يعلم ان وزارة الفري فيزا ليس لها شأن بما يدور في البحرين، وأنها لا فائدة منها ولا أمل فيها، المهم ان نقف مع بعض ونتساعد في وجه من يريد تحويلنا الى فري فيزا..
إقرأ أيضا لـ "حظك يا مرزوق"العدد 173 - الثلثاء 25 فبراير 2003م الموافق 23 ذي الحجة 1423هـ