العدد 2236 - الأحد 19 أكتوبر 2008م الموافق 18 شوال 1429هـ

الوقوف معا في وجه الاستحواذ

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

جرى توزيع ثمانية وعشرين نسخة من قرص DVD لشريط عنوانه «الاستحواذ: حرب الإسلام المتطرف ضد الغرب»، عبر البريد المباشر ومرفقا بالصحف اليومية لتغيير الاتجاه الانتخابي لولايات أميركية كثيرة عبر أميركا حول الأسابيع المحيطة بالذكرى السابعة للحادي عشر من سبتمبر/ أيلول.

يدّعي الفيلم أنه شريط وثائقي تعليمي حول تهديد الإرهاب باسم الإسلام للولايات المتحدة. إلاّ أنّ الكثيرين يعتبرون الشريط دعاية معادية للمسلمين، لا تفعل ما هو كافٍ للتمييز بين الإرهابيين والغالبية الواسعة للمسلمين المسالمين.

تثير الانتقادات المحيطة «بالاستحواذ» عددا من القضايا، بما فيها السرية المحيطة بصندوق كلاريون، وهي منظمة غير ربحية مسئولة عن إنتاجه، وما يعتقد الكثيرون بأنه محاولة مغطاة بشكل دقيق للتأثير على الناخبين في سنة الانتخابات هذه.

ويقلق الكثيرون من أن يكون هذا الفيلم يسيء استخدام وضع الصندوق اللا ربحي لنشر بذور الخوف والشك في ولايات يمكنها أن تؤثر على نتائج الانتخابات عبر الولايات المتحدة الأميركية، قبل بضع أسابيع فقط من الانتخابات الرئاسية.

يشكّل مجرد حجم هذه الحملة، في وقت تحتاج فيه الولايات المتحدة؛ لأن تتحد معا، أمرا مروعا. لسنا فاقدي القوّة. لا يتوجّب علينا أبدا التحمّل في صمت.

بغضّ النظر عن عقيدتك أو إرثك، إذا تسبب شريط «الاستحواذ» بإزعاجك، عليك أنْ ترفع صوتك. شارك في حوارات مفتوحة مع مجموعات عبر الأديان ومنابر ثقافية. يتوجّب علينا كأمّة أن نشكّل جبهة متحدة ضد تكتيكات الإخافة ومحاولات خلع الإنسانية والحط من قيمة أيّ جزء من شعبنا أو تهميشه.

اعملوا على دعم مبادرات التغيير الإيجابي، مثل: مجموعة الإنترنت التي تحاول جمع الأموال لتوزيعها على أرضية مشتركة في الولايات نفسها التي يمكن أن تؤثر على نتائج الانتخابات والتي استهدفها شريط «الاستحواذ». في تباين واضح ومنعش مع رسالة «الاستحواذ»، يسرد هذا الشريط الوثائقي وطوله ساعة «قصة ثلاث مجموعات يهودية ومسلمة ومسيحية تحاول التغلب على فروقاتها من خلال بناء منزل لأسرة فقيرة في المكسيك... في يوم واحد!» يقدّم الشريط صيغة لغير المسلمين ليتعلموا عن المسلمين بأسلوب إيجابي.

استخدِموا كل فرصة لتثقيف الناس حول الثقافات والديانات المختلفة، وخصوصا مواطنينا الصغار، حتى يكبروا ليكونوا مواطني العالم، القادرين على الحكم بتعاطف وحكمة.

شاركوا. من سيتكلم عنا في يناير/ كانون الثاني، إذا لم نجعل أصواتنا مسموعة في الرابع من نوفمبر/ تشرين الثاني؟ ساندوا الممثلين الذين يتحدّثون نيابة عنّا في المجلس التشريعي للولاية وفي قاعات الكونغرس والبيت الأبيض.

اعملوا على فهم القضايا التي تؤثر على مجتمعكم المحلي، وابحثوا في مواقف المرشحين. رشحوا أنفسكم لمجالس المدارس المحلية أو للفوز بمقعد في مجلس المدينة، أو تطلعوا إلى أعلى من ذلك إذا كانت تطلعاتكم ترغب بذلك.

سجّلوا للتصويت في انتخابات هذه السنة، وشجّعوا أصدقاءكم وأسرتكم وجيرانكم؛ ليفعلوا الشيء نفسه.

خذوا إلهامكم من أناس مثل: ماجد البهادلي، عضو الوفد العراقي الوحيد على أرضية المؤتمر الديمقراطي الوطني في شهر أغسطس/ آب الماضي. في مقابلة أجراها مؤخرا مع LA Weekly، ذكّرنا ماجد جميعا بالأمور الجيدة التي حصلنا عليها في هذا البلد، الذي لم يضطر يوما لأن يصوت في ديكتاتورية: «في المكان الذي آتي منه، كان هناك صوت واحد واسم واحد. أنتم لا تعلمون ما لديكم هنا من ديمقراطية، نصف الدولة لا تشارك. أنا لا أفهم ذلك. تصوتون لمن تريدون ولا تخافون من أنْ تقتلوا. هذه رفاهية هائلة!»

يسرد رئيس المعهد العربي الأميركي جيمس زغبي قصة مماثلة عن حوار جرى قبل بضع سنوات في أوهايو. عندما سُئل إذا كان ينظم العرب الأميركيين ليصوتوا؛ لأنهم يأتون من دول لا يمكن فيها للشعب أنْ يصوتوا، أجاب زغبي: «كلا. أنا أنظم العرب الأميركيين؛ ليصوتوا؛ لأنهم أتوا إلى بلد لا يصوّت الناس فيها».

يعود الأمر لكلّ واحد منّا ليجيب على سؤال طرحه للمرة الأولى الشاعر اللبناني والعربي الأميركي خليل جبران، وقام بإعادة صياغته بعد ذلك الرئيس جون إف كينيدي: «لا تسأل ماذا تستطيع بلدك أنْ تفعل لك، بل اسأل ما يمكنك أنْ تفعله لبلدك». من واجب كل أميركي أنْ يصوّت هذه السنة. لم تكن المخاطر كبيرة بهذا القدر في يوم من الأيام.

لا تعطوا الناس، مثل هؤلاء القائمين على «الاستحواذ» القدرة على إسكاتنا. إنه صوتنا. إنه مستقبلنا.

* مديرة الاتصالات بالمعهد العربي الأميركي، ولها خبرة واسعة في التسويق والاتصالات والعلاقات العامّة، والمقال ينشر بالتعاون مع «كومن غراوند

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 2236 - الأحد 19 أكتوبر 2008م الموافق 18 شوال 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً