قالت دراسة سورية، ان الحرب على العراق، تشكل حلقة في اطار احكام السيطرة الاميركية - الاسرائيلية على المنطقة، وتحويلها الى منطقة مغلقة امام اوروبا والصين وروسيا، وأعربت الدراسة عن الخشية من تقسيم العراق، وقيام تركيا بالسيطرة على شماله.
ورسمت الدراسة التي كتبها ناصر عبيد الناصر، ونشرت في مجلة «الدراسات الاستراتيجية» الفصلية الصادرة عن مركز الدراسات الاستراتيجية في جامعة دمشق صورة متشائمة لنتائج الحرب على العراق ودول المنطقة، وقالت ان نجاح «المخطط الاميركي» يمكن ان يؤدي الى «تقسيم العراق ثلاث مناطق، شيعية في الجنوب وسنية في الوسط وكردية في الشمال»، واحتمال «دخول تركيا شمال العراق إذ تسيطر على اقليم كردستان والموصل وكركوك»، وخصوصا ان «تركيا تدعي ان الموصل ولاية تركية وتعارض اقامة دولة كردية في شمال العراق كونها تشكل خطرا عليها في المستقبل».
واضافت الدراسة «ان نجاح الضربة» سيؤدي الى «الضغط على السعودية» ويعطي واشنطن «تسهيلات اكبر اذا تم تقسيم العراق واقامة منطقة شيعية محادية للمناطق السعودية». وان ايران لن تكون بعيدة عن «التقسيم وفقا للمخطط الاميركي الرامي الى تفكيك المنطقة واعادة صوغها من جديد»، وانها «ستحاط بطوق محكم من الدول الموالية لاميركا».
ورأت الدراسة، ان «اسرائيل» المستفيد الاول من الحرب، وهذا ما يجعلها تحث الادارة الاميركية وحلفاءها على توجيه ضربة عسكرية إلى العراق وتدميره، اذ انها «تتخلص من قوة مستقبلية تهددها في العمق»، كما يساهم ذلك في اخراج «اسرائيل من ازمتها الداخلية» و«تصرف النظر عن مجازر شارون في الاراضي الفلسطينية المحتلة».
وقالت الدراسة، ان أبرز الاهداف الاميركية للحرب «انقاذ الاقتصاد الاميركي من الازمة الخانقة» وخصوصا ان «السيطرة على منابع النفط» تنعش هذا الاقتصاد، بالاضافة الى «ابتزاز الانظمة العربية واخضاعها للرغبات الاميركية بما يحقق الهيمنة الشاملة على مقدرات الوطن العربي» واخيرا «توجيه انظار الرأي العام العالمي الى العراق والهائه عن مجازر شارون»، وفي ذلك خطوة «على طريق تفكيك المقاومة وتصفية الانتفاضة».
وعلى رغم ملاحظة الدراسة، انه «ليس في مقدور النظام العربي الرسمي» وهو على «حال الضعف» هذه «منع قرار الحرب او السلام»، لكنها ركزت على دور سورية في «مناصرة العراق». وان دمشق «ستعمل ما في وسعها لتجنيبه الضربة العسكرية ولتخفيف المعاناة عن شعبه الشقيق» مدللا على ذلك بـ «تحرك القيادة السياسية والرسمية المستمر في كل الاتجاهات».
واعتبرت الدراسة انه على «المجتمع العراقي الصبر لعدة عقود حتى يسترد المستوى المعيشي الذي تمتع به عشية الحرب العراقية - الايرانية» 0891 - 8891 في ظل خيارات محدودة «للخروج من وضع تعانيه البلاد على صعيد الافلاس والفقر المدقع وتخلف البنى التحتية وشح الموارد»
العدد 173 - الثلثاء 25 فبراير 2003م الموافق 23 ذي الحجة 1423هـ