مشكلات الناس كثيرة... بعضها يتعلق بهموم سكنية وأخرى غذائية... واخرى صحية. في نهاية المطاف كلها معيشية تبحث عن الخبز وتأمل في لقمة مغموسة بالصدق.
هذه المحطة التي يجلس أمامها المواطن كل صباح في صفحة (كشكول) وجدت لتكون متنفسا للمواطن... يبثّ من خلالها بعض همومه وشيئا من اوجاعه اليومية ومن رحلة التجاذبات بينه وبين المؤسسات العامة والخاصة.
الكثير من المواطنين يشكون همومهم ويتمنون الوصول إلى حل... حتى اولئك الذين حصلوا على قروض من الاسكان... حصلوا عليها وكان الكثير منهم مازال يشكو قلتها فهي اقل من ان تسد الحاجة التي تعوله لتأسيس حياة افضل في دخول مشروع او بناء منزل او شراء ارض وعلى رغم تلك الفوائد التي تؤخذ من ورائها ورغم مرور سنين طويلة على كثير من العوائل المنتظرة بيوت الاسكان فمازال المواطنون في انتظار الاتصال الذهبي الذي قد يذكرهم بأن هناك طلبا لهم قبل سنين للحصول على منزل.
طبعا المنزل يؤخذ على رغم تواضعه ولكن في نهاية المطاف يسد الحاجة على اقل التقادير من ضغوطات الاجار... وعلى ذكر بيوت الاسكان هناك الكثير من المواطنين يعانون من انتهاء العمر الافتراضي لبيوتهم الاسكانية... بل البعض مازال يخاف ان يسقط المنزل عليه وتحدث بعد ذلك كارثة ربما لو حدثت - لا سمح الله - فإنها تغطى باعتذار هنا واعتذار هناك.
بعض بيوت الاسكان بدأت تتآكل وتصاب بالشيخوخة والعجز إلى درجة ان البعض منها اعلن الحرب على العوائل، فبعض العوائل تفاجأت بسقوط قطع من السقف وهم جالسون على وجبة الغداء... الرطوبة أكلت المنزل... اللون الاصلي للمنزل بدأ في التآكل ومعالم البناء بدأ يظهر عليها مرض الجذري... اوصلوا حزنهم ومشكلتهم إلى الوزارة... الوزارة بدورها اسفت لهذا الوضع المأسوي الذي يعيشونه فوعدتهم ببيوت اخرى... اعطتهم المفاتيح ذهبوا إلى البيوت الاخرى تفاجأوا بان البيوت التي اعطوا اياها هي اكثر قدما واقل صيانة... هنا تساءل هؤلاء... هل من المعقول ان نطلب مكانا اخر لنعطى مكانا اشد قدما واكبر خطرا؟ اين هم المسئولون؟ واين هم المراقبون؟ بعض الاهالي قال في لفتة مرحة: نحن نخاف أن نقدم مذكرة احتجاج على المسئول فيعطى هو الآخر «استقالة» بلا راتب تقاعدي!! تهانينا
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 171 - الأحد 23 فبراير 2003م الموافق 21 ذي الحجة 1423هـ