العدد 171 - الأحد 23 فبراير 2003م الموافق 21 ذي الحجة 1423هـ

الشيخ علي سلمان يتمنى إعطاء النواب مهلة... ويدعو إلى حشد جماهيري مناهض للحرب على العراق

في مجلس الجزاف في عراد

بدت خطوات رئيس جمعية الوفاق الإسلامية الشيخ علي سلمان أكثر دبلوماسية عندما جمع في ليلة واحدة بين حضور احتفالات سفارة دولة الكويت بعيد الاستقلال وذكرى التحرير، وبين الدعوة الى حضور جماهيري حاشد للتعبير عن رفض الحرب على العراق، في ندوة ألقاها في مجلس الجزاف بالمحرق مساء أمس الأول.

وقال الشيخ سلمان ان المسيرة الشعبية المقرر تسييرها يوم الجمعة المقبل للتضامن مع الشعب العراقي في وجه الحرب الأميركية المحتملة يجب ان تعبر فعليا عن رفضنا جميعا لمنطق الحرب التي لن تكون موجهة ضد العراق وحده، وأشار الى أن الحشود الجماهيرية التي خرجت بالملايين في مختلف بلدان العالم جاءت مفاجئة لكل التوقعات التي تصورها الأميركيون على رغم تقدمهم في مجال مراكز الدراسات الاستراتيجية، مؤكدا ان خروج أكثر من مليونين في العاصمة الإيطالية (روما) وأكثر من مليون في العاصمة البريطانية (لندن)، ومئة ألف أو أكثر في سان فرانسيسكو الأميركية، بالإضافة الى ملايين أخرى في فرنسا وألمانيا وآسيا واستراليا، كل ذلك جاء بمثابة رسالة تضامن مع الانسانية ضد الحرب التي ان وقعت فلن تستثني أحدا مشددا على أهمية ان تبادر الجماهير العربية هي الأخرى للوقوف في وجه الحرب بقوة.

وتطرق الشيخ علي سلمان في الندوة الى الدور الكبير والمتميز الذي قامت به جماهير شعب البحرين للتعبير عن تضامنها مع إخواننا في فلسطين مشيرا الى ان البحرين قدمت نموذجا يحتذى به في هذا الجانب، وان بإمكان شعب البحرين ان يقدم نموذجا آخر في مجال الدعوة إلى الوقوف ضد الحرب، مؤكدا أن مسيرة يوم الجمعة المقبل ستساندها كل الجمعيات السياسية ومؤسسات المجتمع المدني كافة.

وعند سؤاله عن مرئيات «جمعية الوفاق» بالنسبة إلى العملية الإصلاحية، أكد سلمان أن الجميع يقف مع المشروع الإصلاحي ويدعم خطوات الملك الإصلاحية، لكن المشكلة الحقيقية تكمن في حجم التراجع الذي حدث في مجال المكتسبات الدستورية، مشيرا الى ان «الوفاق» ومعها الجمعيات السياسية الثلاث التي قاطعت الانتخابات النيابية قد اتخذت موقفا مبدئيا في سبيل الدفاع عن مكتسبات دستور 73، لافتا الى ان الحديث يشمل كثيرا من المكتسبات التي جاء بها الميثاق الوطني أيضا.

وفي حين أشاد بأجواء الانفتاح السياسي التي دشنها جلالة الملك فإنه أكد ان السقف الذي تتطلع له الجمعيات السياسية الأربع ومعها كثير من الشخصيات والفعاليات السياسية في البلاد يضع المكتسبات والحقوق الدستورية والسياسية التي تحققت من خلال دستور 73 والميثاق الوطني قاعدة مناسبة للانطلاق نحو بناء دولة القانون والمؤسسات الملكية الدستورية. وفي إشارة لافتة الى نظرة «الوفاق» للدور الذي يقوم به مجلس النواب أكد سلمان أهمية ان يُعطى الأخوة في مجلس النواب الفرصة الكافية للتعاطي مع الشأن الدستوري والقانوني والسياسي في البلاد مشيرا الى أن فترة الشهرين التي مضت من عمر المجلس قد لا تعتبر مناسبة لاختبار حقيقي لامكانات النواب حيث يعتبر بعض منهم جديد على العمل في هذا المجال.

وفي الوقت نفسه أشار الى توافق في مواقف الجمعيات السياسية التي قاطعت الانتخابات مع المواقف التي اتخذها «الأخوة» في المجلس النيابي عندما رفض الجميع تسييس حوادث شارع المعارض، مؤكدا وجود تواصل مع عدد من النواب ولو بشكل شخصي، وألمح الى أنه قد لا يكون منطقيا ان يطلب الى الجمعيات التي قاطعت الانتخابات النيابية تقديم العون المباشر لأعضاء المجلس، لكن ذلك لا يمنعهم من تبني بعض أو كل وجهات النظر التي تطرحها الجمعيات السياسية من خلال الندوات أو البيانات التي تصدرها.

وفي ختام ندوته التي استمرت أكثر من ساعتين أكد الشيخ علي سلمان اعتزازه الشخصي والسياسي بالدور الوطني الكبير الذي تقوم به جزيرة المحرق في سبيل تقديم نموذج مشرف لتعزيز الوحدة الوطنية منوها بالجهود الكبيرة التي تقوم بها المجالس الشعبية التي قد تكون إحدى الساحات الحقيقية لتقييم عمل النواب وأعضاء المجالس البلدية، بالإضافة الى كونها منفذا لطرح الأفكار والمبادرات ووجهات نظر الجمعيات السياسية في البلاد

العدد 171 - الأحد 23 فبراير 2003م الموافق 21 ذي الحجة 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً