منذ الصغر وحينما ينعم الإنسان بنعمة الإدراك واستبيان ما يدور حوله، يتطلع كل صغير إلى أمنية ذات مكانة مرتفعة ومنزلة عالية في المجتمع.
وتبدأ هذه الأمنية في النمو في مراحل دراسته الأولى حتى أنه كل ما سُئل عنها وجدها في مخيلته وسرعان ما نطق بها من دون معرفته بالطريق الصحيح الذي يوصله إليها.
وسرعان ما يصل الصغير الى المرحلة الثانوية حاملا معه كل التطلعات والطموحات والأمنيات التي كان يحلم بها ويتطلع إلى تحقيقها منذ الطفولة.
فيختار التخصص الذي يحقق هذه الأمنية، ويجهل البعض بما يحتويه هذا التخصص من مواد لا تتناسب أو تنسجم مع مؤهلاته أو قدراته المحدودة التي جناها خلال مراحل دراسته الأولى .
و مما لا شك فيه أن ينصدم الطالب بواقع غير الذي هو فيه، فيؤدي ذلك إلى تدهور دراسته أو تأخره، وربما إلى خروجه من ميدان الدراسة، وإن استطاع تخطي تلك المرحلة فستستمر تلك الأمنية معه، فيلتحق بالجامعة وهو يحمل ذلك الطموح من دون التطرق إلى السؤال عن ذلك التخصص فينصدم بواقع أكبر وأشمل من المرحلة التي سبقتها فيؤدي فعلا إلى تحطيم تطلعاته ورغباته التي زرعها داخله لسنوات لتموت خلال أسبوع أو ربما يوم واحد.
يا ترى من المسئول عن هذا الضياع والفشل اذا ما افترضنا أن كل طالب من أربعة طلاب يعاني من هذه المشكلات، وقد نضع بعض اللوم على الطالب نفسه في عدم زيادة سؤاله عن كل الأمور التي تخص مستقبله، ولكن يجب علينا أيضا أن نلوم كل الجهات المسئولة في عدم توجيه وإرشاد الطالب خلال مراحله الدراسية.
أتساءل: أين دور المسئولين عن الإرشاد و التوجيه التربوي لدى الطالب خلال تلك المراحل التي يكون فيها غير ناضج المعرفة؟ هل التربية اقتصرت على دراسة الطالب لبعض المقررات السلوكية. هل وضع بعض المقررات في المراحل الإعدادية مثل التاريخ و بعض المجالات أهم من وضع مقررات تحدد ميول ورغبات الطلاب وتساعدهم عند انتقالهم إلى المرحلة الثانوية؟
البحرين ـ حسين علي
العدد 171 - الأحد 23 فبراير 2003م الموافق 21 ذي الحجة 1423هـ