سأروي لكم ما حدث لي في الجامعة بعد أن تخرجت منها، وذهبت لزيارتها. تبدأ القصة حين هممت بالدخول الى الحرم الجامعي، وسألني ـ كالمعتاد ـ رجل الأمن عن البطاقة الجامعية. أخرجتها له واذا به يسألني مجددا: «أين الختم (ختم الجامعة)؟»، فأجبته بانني انتزعته لأنني قمت بتصوير نسخة من البطاقة احتفاظا بها للذكرى، إذ يقوم امن الجامعة بسحب البطاقة لأسباب امنية بعد تخرّج الطالب، فلا يتمكن من الاحتفاظ بها. لم اختلف مع حارس الامن على انني انتزعت الختم لأنه لم يعد مهما، فقد جئت إلى الجامعة لإخلاء طرف واستخراج شهادة تخرّج وسأقوم بتسليم البطاقة، ولكن الحارس أحالني الى مسئول الأمن الذي فاجأني بقوله إن البطاقة مزورة؟!، فقلت له إنها نسخة من البطاقة الاصلية، وهي موجودة لديّ وسأقوم بتسليمها. قال لي: «أنت استخدمت هذه البطاقة، وتعتبر مزورا وسنقوم بمصادرتها». حدثني بأسلوب جاف كانه يتعامل مع متهم. طلبت منه أن يعيد بطاقتي إليّ، على أن أتعهد بعدم استخدامها والاحتفاظ بها للذكرى فقط، ولكنه لم يرضَ بذلك.
توجهت بعدها الى الضابط المناوب، وهو ضابط أمن مدني قابلني بحفاوة، حدثته بالمشكلة والقصة فأفهمني موضوع سحب البطاقة والسبب في اتخاذ هذا الاجراء، وكان أسلوبه لبقا في التعامل وممتازا.
لا أعترض على القانون، ولكن على طريقة تطبيق القانون، وكيفية تطبيقه من قبل رجال الامن الذين هم في خدمة الطالب وهدفهم حفظ الامن داخل المؤسسة الجامعية لا التصرف بغوغائية ومعاملة الطلبة وكأنهم هم «الكل بالكل في الجامعة»، والطلبة هم اصغر منهم شأنا.
ولديّ بعض الأسئلة للجامعة: لماذا لا يتم استخراج بطاقة خريج للطالب الجامعي بعد تخرجه إذ ان الطالب حديث التخرج يحتاج إلى الرجوع للاساتذة ولاستعمال المكتبة واستعارة الكتب؟ لماذا لا يتم استبدال رجال الامن بموظفين تابعين للجامعة لحفظ الامن داخلها لكي يحس الطالب بأنه داخل مؤسسة تعليمية... لا مؤسسة امنية؟
وشكرا للجامعة وللهيئة التعليمية في جامعتنا الغالية، وانني كتبت هذه الرسالة لا للتشهير والشكوى، بل للحصول على الافضل والارتقاء بجامعتنا.
البحرين ـ محمد الفردان
العدد 171 - الأحد 23 فبراير 2003م الموافق 21 ذي الحجة 1423هـ