العدد 170 - السبت 22 فبراير 2003م الموافق 20 ذي الحجة 1423هـ

كان يريد أن يفهم

حسن حداد comments [at] alwasatnews.com

.

في مقابلة صحفية له حديثا، على صفحات مجلة «المرأة اليوم»، تحدث المخرج المبدع خيري بشارة بصراحة ووضوح عن كل شيء... عن أسباب توقفه عن العمل، عن موجة الأفلام الحالية، عن تجربته القادمة... وكان بالفعل حديثا مليئا بالأمل والتفاؤل.

فنحن عندما إفترضنا ذات مرة بأن غياب خيري بشارة - بصفته مخرجا - عن الساحة السينمائية كان بمثابة احتجاج على ما هو متوافر من مادة سينمائية في السنوات الأخيرة... هذا الافتراض كان لحسن الحظ خاطئا... إذ ذكر أن غيابه كان نتيجة إحساس داخلي بأنه يجب أن يراجع نفسه وعمله... (...أحسست بأني أجهدت، وكان يجب أن أرتاح كي أفهم ما يحدث معي ومع الآخرين. كي أراجع نفسي قليلا... لأنني لو أكملت العمل بالنفس الذي توقفت عنده، وبالحال التي سيطرت عليَّ، كنت سأقع في مطبات، ولا أريد أن أجهد أكثر من هذا، أحسست أنني لا أريد أن أفلس، ويجب أن أشحن بطارياتي... وبالنتيجة أقول: يمكن أن أكون قد ابتعدت عن زمن يتشكل...).

في كلمات بشارة السابقة، نستشف تلك الشفافية والصدق مع النفس ومع الآخرين... فكلامه هذا ينم عن فنان تهمه مراجعة ما قدمه من أعمال في السنوات الأخيرة قبل التوقف... أو لنقل في مرحلته الثانية التي اختلف معه فيها الكثيرون... نتيجة إحساسهم بفقدان ذلك الفنان الأصيل الذي قدم (العوامة 70، الطوق والإسورة). مخرج بهذا الصدق، نفتقده كثيرا... ولابد أن يكون موجودا في الوسط السينمائي الحالي والغريب نوعا ما، فوجوده سيكون ذا فائدة في تحريك هذا الجو السينمائي، الذي تحدث عنه بصراحة في هذا اللقاء، فقال: (...للأسف همام في أمستردام، إسكندرية رايح جاي، وصعيدي في الجامعة الأميركية؛ أفلام لا تعبر عن حال السينما المصرية الأصيلة، بل عن حالها الآن... ولكن للأسف مرة أخرى، من ينجح يشعر بأنه الأقوى، وأن صوته الأعلى. وأصحاب الأفلام الجديدة يقولون بينهم وبين أنفسهم كفانا والسينما الواقعية، فلنضحك وليصل ضحكنا إلى العالم... أعود وأقول عندما توقفت عن العمل في السينما لم أكن أعاني من حال ركود، وإنما من حال أخرى ليست لها علاقة بأزمة السينما في مصر)... وبالفعل؛ غاب بشارة عن السينما قبل أن تبدأ هذه الموجة من الأفلام.

ثم ختم لقاءه هذا مطمئنا الجميع، بأن عودته إلى السينما أكيدة، إذ قال: (...ليست هناك هزيمة، وأنا أقول لأي إنسان: لا تنهزم ولا تنكسر، الواقع لا يعرف غير المنتصر...). كلمات ختام حديثه، هي التي أعطتنا ذلك الأمل في عودة السينما الأصيلة... وعودة الفنان المحارب ضد الإستسهال والتقليدية... فأهلا بخيري بشارة

العدد 170 - السبت 22 فبراير 2003م الموافق 20 ذي الحجة 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً