جسد بناء مقام النبي موسى عليه السلام في اريحا فن العمارة الإسلامية في أروع صورها.
وشكل المقام الذي يعتبر حلقة من سلسلة مقامات إسلامية تخص الأنبياء والصالحين والأولياء، أحد أشكال العمائر الإسلامية المتنوعة التي ترك المسلمون بصماتهم الفنية عليها. ففي الفترة الفاطمية والأيوبية والمملوكية الممتدة من القرن السادس الهجري/الثاني عشر الميلادي حتى القرن التاسع الهجري/الخامس عشر الميلادي، شيّد الحكام المسلمون سلسلة من المقامات والأضرحة في العالم الإسلامي الذي حكموه.
وفي فلسطين التي كانت جزءا من الدولة الإسلامية أقيمت العديد من المقامات والأضرحة منها مشهد الحسين (ع) في عسقلان الذي بناه بعض الخلفاء الفاطميين، وكذلك قبر يونس (ع) في حلحول، وهو على طريق بيت المقدس، وصار على قبره مسجد ومنارة، و«متّى» مدفون بالقرب منه بقرية يقال لها «بيت أمر» وكان رجلا صالحا من أهل بيت النبوة.
ويقع مقام النبي موسى الذي أوجده صلاح الدين الأيوبي وأنشأ عليه الظاهر بيبرس سنة 668هـ/1269م البناء، إلى الجنوب من أريحا بـ 8 كم، ويبعد عن القدس 28 كم باتجاه الشرق، وذلك في منطقة صحراوية منعزلة قليلة الأشجار والأعشاب. ويبعد 5 كم عن نهر الأردن جهة الغرب.
ويقع المقام على تلة ترابية مخروطية الشكل في منطقة معزولة من برية القدس، ومما يزيد من قدسية المكان أن الصخور السوداء المنتشرة حوله بكثرة قابلة للاشتعال لاحتوائها على زيوت مشتعلة، ولهذا يعدها الناس من كرامات المكان.
ويعتبر مقام النبي موسى قرب أريحا، أهم مقامات فلسطين بسبب ضخامة أبنيته وتاريخه القديم، وشهرته الواسعة بسبب موسمه، ودوره في تاريخ فلسطين الحديث. ويمثل هذا المقام فن العمارة الإسلامية في أروع صورها، وهو عبارة عن بناء ضخم من طابقين تعلوه قباب ضحلة على النمط المملوكي، كما يحيط به سور له خمسة أبواب كلها مغلقة باستثناء الباب الغربي.
وتبلغ مساحة سطح المقام داخل الأسوار حوالي أربعة دونمات ونصف (4500 متر مربع)، ويتوسط المقام فناء مكشوف مكون من ساحات ثلاثة، تبلغ مساحة أكبرها 330 مترا مربعا، وتوجد في وسطها بئر عميقة لجمع المياه لها بابان، ويحيط عدد كبير من الغرف بالساحات، يبلغ عددها حوالي 120 غرفة، إلى جانب مسجد صغير مساحته 250 مترا مربعا، تقابله مئذنة قصيرة من الشمال.
والمسجد مقسوم إلى قسمين يفصل بينهما جدار عريض فيه شباك مفتوح، القسم الشرقي للرجال والغربي للنساء، ويتميز بأنه أصغر حجما كما أن أرضيته أوطأ من أرضية الصالة المخصصة للرجال.
ويضم مسجد الرجال محرابا مزججا ومنبرا أخضر اللون، وعلى يمين مدخله الرئيسي مباشرة باب يقود إلى غرفة صغيرة تعلوها قبة في وسطها قبر مغطى بالقماش الأخضر، يرمز إلى ضريح النبي موسى (ع).
وتوجد في الجهة الشمالية الشرقية خارج السور، مقبرة حيث يتبرك الناس بدفن ذويهم لاعتقادهم بقدسية المكان. وبجوار المقام إلى الجنوب الشرقي يقع مقام صغير هو مقام الست عائشة، وإلى الجنوب الغربي يقع مقام الراعي، ويبعد 2 كم عن مقام النبي موسى.
والجو المسيطر على المقام في هذا المكان المنعزل هو جو الصمت والسكون، ويزار المقام يوميا بأعداد لا بأس بها من الناس المحليين من أهل فلسطين، ومن مسلمي الهند وماليزيا، وبلاد جنوب شرق آسيا ومن أوروبا وغيرها لما له من أهمية وقيمة أثرية وسياحية.
وكانت السياحة بمناسبة موسم النبي موسى في فلسطين سياحة وطنية عامة ينتقل فيها الناس من الأراضي الفلسطينية كافة إلى مدينة القدس أولا، ومن ثم إلى أريحا ومقام النبي موسى. ويقصد بالموسم احتفال شعبي جماهيري فيه الطابع السياحي الاحتفالي، وفيه الطابع الديني. ويأتي الناس في الموسم إلى مقام النبي أو الولي للقيام بأداء واجب الزيارة وتقديم الاحترام، وأداء الطقوس الدينية، والمشاركة في الفرح الوطني حول المزار، والوفاء بالنذور وختان الأطفال
العدد 168 - الخميس 20 فبراير 2003م الموافق 18 ذي الحجة 1423هـ
الشكر والتقدير
هل النبي موسى ميت ؟ الرجاء المجاوبه عكلامي
وهل الانبياء ميتون ؟ او انهم في السعوديه ؟ الرسول محمد هل مات
.................................... الخ
غداا يا عكا سنعود اليك يا ارض امجادي يا كل اجدادي
الى اللقاء ؟