الزيارة المفاجئة أمس لوزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة إلى بغداد تصبّ في الاتجاه الأكثر فائدة لمنطقتنا العربية الباحثة عن أمن مشترك وتنمية مترابطة بحركة دبلوماسية نشطة. وقد وجدت تصريحات الشيخ خالد ترحيبا من مختلف الجهات عندما دعا إلى رفع عبء ديون العراق تجاه بعض الدول الخليجية.

ويأتي الانفتاح العربي على بغداد بعد تحسن ملحوظ في الوضع الأمني حيث كانت الحكومات العربية قد أحجمت عن إعادة فتح سفاراتها في بغداد بعد أنْ سحبت دبلوماسييها غداة الغزو الأميركي للعراق في ابريل/ نيسان 2003 . وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري قال: إنّ الزيارة مهمّة جدا للبلدين وهي «رسالة حول استمرار التواصل والتواجد العربي في بغداد... وهذا مؤشر أنّ مكان الدول العربية الطبيعي في بغداد وفي إعادة فتح السفارات والبعثات، وهناك زخم في هذا الاتجاه سوف يتطوّر وسوف نشهد زيارات قريبة أخرى لقادة ومسئولين من الدول العربية.»

وقال الشيخ خالد إنه حمل دعوة من جلالة الملك إلى الرئيس العراقي جلال الطالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي لزيارة المنامة وأنّ المباحثات شملت موضوع توقيع مذكرة تفاهم سياسي بين العراق والبحرين .

وكان سفيرنا في العراق صلاح المالكي قد قدّم أوراق اعتماده لرئيس الجمهورية العراقي جلال لطالباني يوم الخميس الماضي، والمالكي الذي يعتبر من جيل الدبلوماسيين الشباب ذهب إلى بغداد محمّلا بالعديد من الأفكار التي أفصح عنها ففي مقابلته مع «الوسط» قبل ارتحاله إلى بغداد. وهذا يعني أنّ بغداد والمدن العراقية الأخرى التي كانت تستقطب الطلاب الجامعيين والسائحين وأصحاب الأعمال ستنفتح مرة أخرى لما للبلدين من علاقات تمتدّ في أعماق التاريخ.

إنّ الكثير من البحرينيين يتابع أخبار العراق وكأنه يتابع أخباره المحلية، وما يحدث في العراق يؤثر علينا مباشرة، وهو ما شاهدناه خلال السنوات الماضية. ولذا فإنّ عودة الأمن إلى العراق، وانفتاح الدبلوماسية العربية على بغداد من شأنها أنْتعزز الصف العربي الذي لم يستغنِ في يوم من الأيام عن العراق الغني بشعبه وبمياهه وبنفطه وبموقعه الاستراتيجي