البحث عن حل للعنة الدلمونية دفع مرزوق إلى الاتصال بأحد القساوسة المسيحيين وهو بحريني تجنس أخيرا.
مرزوق: مرحبا أيها الأب العزيز... هل لديك نصيحة روحية للتعامل مع أرواح دلمون التي أطلقت لعنة علينا حديثا؟
القس البحريني: فليباركك الرب يا بني، إنني أفتخر بك وبأمثالك من المواطنين الصالحين الباحثين عن الحقيقة... ولتعلم يا بني أن اللعنات مصدرها الشيطان.
مرزوق: هل تقصد أن اللعنة الدلمونية هي لعنة شيطانية؟
القس البحريني: بالتأكيد، إن دورنا باعتبارنا رجال دين هو إبعاد الناس عن الطرق الشيطانية التي يلجأ البعض إليها بعد أن يضل الطريق إلى الرب.
مرزوق: إذن بماذا تنصحني أيها الأب العزيز؟
القس البحريني: أنصحك بما ينصحك به رجال الدين من مختلف الأديان، وهو التوجه الروحاني إلى الرب وطلب المغفرة منه لك ولغيرك فلربما ساعدك ذلك على الحل الذي تبتغيه...
مرزوق: ولكنني سألت رجال الدين بكل أنواعهم، وجميعهم يقولون لي نفس كلامك.
القس البحريني: هذا يدلك يا بني على أن الأديان مصدرها واحد... وقد أكد الجميع هذا المفهوم خلال مؤتمرات التقارب بين الأديان والثقافات التي عقد بعضها أخيرا في البحرين، وقد قال أحد علماء المسلمين البحرينيين في احد المؤتمرات إن هناك مشكلات كثيرة في المجتمع سببها التقليد الأعمى لعادات الغرب...
مرزوق: عفوا أيها الأب... هذا كلام عالم دين مسلم هل توافقه أنت؟
القس البحريني: نعم يا بني، فالكثير من الشباب لا يقلد الغرب إلا في المسالك الفاسدة... لكن الغرب له عادات جيدة وحسنة مثل الانضباط والاجتهاد في العمل وحفظ التراث والآثار...
مرزوق: عليك نور أيها الأب العزيز... لماذا لا تتحدث مع المسئولين، وتطلب منهم احترام آثار دلمون وعدم رمي القمامة فيها بعد تدميرها؟
القس البحريني: انني أحاول ذلك ولكن لا من مجيب، واقترحت على أحد أعضاء البرلمان أن يطرح هذا الموضوع.
مرزوق: وماذا قال لك؟
القس البحريني: وجدته لا يعرف شيئا عن البحرين غير المجمعات التجارية والفنادق... وقال لي ان المجمعات والفنادق أفضل من خرايب دلمون وانه سيطالب بالتسريع في تدميرها ودفنها إلى الأبد.
مرزوق: اذن هذه هي جذور اللعنة الدلمونية؟ من وضعناهم يدافعون عن مصالحنا وجدناهم يسيئون لتاريخنا وتاريخ أجدادنا الدلمونيين العظماء... ولا يعرفون عن البحرين الا المجمعات والفنادق ولا يدافعون إلا عن مصالح تجارتهم.
القس البحريني: أدعو لهم يا بني بالمغفرة.
مرزوق: عساهم «الوجع» أوجعونا بما فيه الكفاية فجشعهم ليس له حدود
إقرأ أيضا لـ "حظك يا مرزوق"العدد 164 - الأحد 16 فبراير 2003م الموافق 14 ذي الحجة 1423هـ