العدد 164 - الأحد 16 فبراير 2003م الموافق 14 ذي الحجة 1423هـ

نماذج الاتصال

خليل عبدعلي خليل comments [at] alwasatnews.com

تحاول نماذج الاتصال في مجال الدعياة والاعلان أن تجد فسحة واسعة لإيضاح العمليات الاتصالية المتعلقة بمجال الدعاية وتبسيطها ورسم معالمها الأساسية وإظهار عناصرها المهمة. ويتم ذلك عن طريق إيجاد العوامل المؤثرة في عملية الاتصال التي تتجه في حال دراسة الدعاية باتجاه الإقناع الذي يقوم على الاستمالة والتأثير.

والعملية الاتصالية بقوامها في عناصر المرسل وهو الشخص الذي يقوم بتوجيه الرسالة وترميزها وبثها، ثم استقبالها لدى المستقبل وفكها ومحاولة فهمها وصولا إلى الإقناع، هي المراحل التي تتوقف عندها نماذج الاتصال بشكل أساسي. النموذج الذي رسمه لازسول (النموذج التقليدي) والذي يجيب عن خمسة أسئلة تتعلق بالعملية الاتصالية (من، ماذا، بأية وسيلة، لمن، بأي تأثير)، ونموذج الاتصال الرمزي الذي يقوم على إدراك وفهم الرموز الضمنية التي تحتويها الرسالة ونموذج الملاءمة الذي يحاول أن يوجد تكيفا ومرونة مع مؤثرات الاتصال، والنموذج الإقناعي الذي يركز على أهم عوامل الإقناع وطرقها... هذه الأمثلة لنماذج الاتصال فتحت أبوابا واسعة لإدراك العمليات الداخلية التي تقوم عليها الدعاية وهي في مجملها تصب في الفهم الأعمق للعمليات التي يرتكز عليها الاتصال.

ونجد أن الإحاطة بالعمليات الاتصالية التي تظهر جلية في النموذج الرمزي متمثلة بالعمليات التي يقوم بها المرسل وهي (الفهم العام، تكوين الرسالة، الترميز، إرسال الرسالة)، وعمليات يقوم بها المستقبل (استقبال الرسالة، فك الرسالة، التأثر) هي محددات رئيسية لابد لرجل الدعاية من التوقف عندها ودراسة ظروفها عند كل حال دعائية. ويقصد النموذج الرمزي العوامل التي تؤثر في العملية الاتصالية التي أهمها البيئة والتكوين العام للرسالة والتأثر... وهي متغيرات تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر في نجاح العملية الاتصالية أو الدعائية.

وتُرشد نماذج الاتصال إلى التعرف على الحال العامة والمحيطة بالعملية الاتصالية وإمكان الملاءمة والتكيف بحسب الظروف والمقتضيات التي تمر بها الحالات المختلفة في الدعاية - التي تمثل حالات منفصلة أو متقاربة - كما يقودنا نموذج الملاءمة الذي يراعي التغيرات في الجمهور والوسيلة المناسبة ومدى مناسبة الرسالة للمتلقين. وتقوم نماذج الاتصال بكشف الجوانب التي يصعب على القائم بالاتصال أو المجموعة التي تقوم بالدعاية الإحاطة بها قبل القيام بالعملية الاتصالية إلى جانب طبعا رسم التوقعات والتكهنات لأثر الرسالة الدعائية.

إن نماذج الاتصال بمثابة الهيكل الأساسي للعمليات الدعائية التي تنطلق من قاعدة علمية وتجاربية تدرس الوضع وتحاول أن تتكيف معه بعد كل مؤثر أو رسالة.

وعندما تقوم جهة ما كمؤسسة دعائية بتوجيه حملة دعائية بهدف تغيير سلوك المستهلكين فإن دراستها الأولى ستنطلق عبر أحد نماذج الاتصال المناسبة التي سترسم الطريق للعملية الدعائية بغية التأثر والحصول على النتائج المطلوبة.

وأختم القول: إن نماذج الاتصال ما هي إلا محاولة لتبسيط عملية معقدة تتسم بالديناميكية والتغير بحسب عوامل وظروف عدة، وتواكب هذه النماذج النتائج الإيجابية التي تحققها عمليات الاتصال

العدد 164 - الأحد 16 فبراير 2003م الموافق 14 ذي الحجة 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً